واشنطن تبدأ سحب قواتها تدريجيا من بعض القواعد في أفغانستان وتحذر طالبان من تصعيد حدة العنف

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 25 أبريل 2021ء) كشف قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، أن الانسحاب بدأ من بعض القواعد في أفغانستان، موضحا أنه سيتم تسليمها للقوات الأمنية الأفغانية، محذرا حركة طالبان من تصعيد وتيرة العنف في البلاد عقب الأول من أيار/مايو المقبل موعد بدء الانسحاب التدريجي الأميركي من أفغانستان والذي يكتمل في 11 أيلول/سبتمبر المقبل.

وأوضح ميلر، خلال مؤتمر صحافي في مقر قيادة "قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان"، والتي تضم قوات حلف الناتو وبينها القوات الأميركية: "سنسلم كل قواعدنا للقوات الأفغانية​​​. بدأنا بالفعل الانسحاب من عدد من القواعد".

واتهم الجنرال ميلر حركة طالبان بالاستمرار بالتعاون مع تنظيم القاعدة [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، معربا عن قلقه من تصعيد وتيرة العنف من جانب الحركة، وقال "لو صعدت طالبان وتيرة العنف بعد الأول من مايو، ستكون قد أخطأت".

كما أشار ميلر إلى أنه بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان "يجب على الجيش والسياسيين وشعب أفغانستان أن يتوافقوا فيما بينهم"، مضيفا "سوف نستمر في دعم القوات الأفغانية والتعاون معها".

وتتواصل العمليات الأمنية الأفغانية ضد عناصر حركة طالبان الذين يشنون هجمات ضد المراكز الأمنية أيضا، وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في وقت سابق اليوم مقتل 14 من طالبان خلال ضربات جوية في ولاية بادغيس شمال غربي البلاد.

فيما أشار مصدر أمني لوكالة سبوتنيك أن 20 من عناصر طالبان لقوا مصرعهم في انفجار بولاية هرات غربي البلاد، وذلك خلال صناعتهم لسترات انتحارية في إحدى القرى.

وفي سياق متصل، قُتل اثنان من عناصر الشرطة الأفغانية و4 من طالبان خلال هجوم للحركة على نقطة أمنية بولاية بكتيا جنوب شرقي البلاد، وذلك بحسب مصدر أمني صرح لسبوتنيك.

وفي سياق الاتهامات المتبادلة أيضا، اتهمت وزارة الداخلية الأفغانية حركة طالبان بقتل 63 مدنيا وإصابة 180 آخرين في 6 هجمات انتحارية و62 تفجيرا بالعبوات الناسفة خلال الأيام العشرة الماضية، بحسب تقرير للوزارة.

إلا أن طالبان نفت ذلك وقالت في بيان "زعم العدو أن مجاهدي الإمارة الإسلامية قتلوا 63 مدنيا وجرحوا 180 آخرين في الأيام العشرة الماضية، ونحن نرفض بشدة هذه الدعاية، إذ لم يهاجم المجاهدون أي مدنيين في أي مكان".

وتعاني أفغانستان من أعمال عنف ومواجهات دامية متكررة بين قوات الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"؛ رغم انخراط الطرفين في محادثات سلام من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.

وبعد مفاوضات استمرت لعدة لسنوات وتعثرت أكثر من مرة، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان، في شباط/فبراير 2020، بالعاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا تاريخيا ينظم انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية من أفغانستان، ويمهد لمفاوضات مباشرة بين حكومة كابول و"طالبان".

وتأجل "مؤتمر إسطنبول" حول السلام في أفغانستان والذي كان مقررا له هذا الشهر لموعد لم يحدد بعد، في وقت ذكرت تقارير إعلامية أن حركة طالبان ترفض المشاركة في المؤتمر.