خطوة بريطانيا بإرسال سفن حربية إلى البحر الأسود تأتي في إطار أطماعها بالمنطقة – خبير تركي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 20 أبريل 2021ء) اعتبر أستاذ العلاقات الدولية المساعد في جامعة "عزت بايصال" التركية، فاتح ياشلي، أن تراجع الولايات المتحدة عن إرسال سفينتين إلى البحر الأسود، "خطة تكتيكية"، وليس تغييرا جذريا في سياسة الإدارة الحالية حيال روسيا؛ لافتا إلى أن استعداد بريطانيا لإرسال سفينتين إلى البحر الأسود يأتي في إطار أجندتها الخاصة وأطماعها في المنطقة.

وقال ياشلي، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، "تنتهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سياسة خارجية مختلفة عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، الأمر الذي أظهرته، من خلال شعار الولايات المتحدة الأميركية عادت"​​​.

وأضاف، "يمكنني وصف ما يجري بالحرب الباردة، حيث تعتقد الولايات المتحدة الأميركية أن إمكانياتها للزعامة العالمية ضعفت، وألغيت بشكل كامل في عهد ترامب؛ وحاليا تسعى إدارة بايدن لإعادة تأسيس الزعامة العالمية".

وتابع قائلا، "وضعت الإدارة الأميركية الجديدة أمامها هدفين، هما روسيا والصين، لإعادة زعامتها للعالم؛ حيث تخوض حاليا حربا اقتصادية ضد الصين، بينما تخوض ضد روسيا حربا بالوكالة في سوريا وليبيا وأوكرانيا مؤخرا، والتي تعتبر المثال الملموس لهذه الحرب".

وأوضح ياشلي، أن العلاقات الوثيقة التي بناها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وسعيه للعضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإعادة تأجيج أزمة منطقة "دونباس" شرقي أوكرانيا، "لا يمكن قراءتها بمعزل عن تسلم بايدن السلطة في الولايات المتحدة وسياستها الخارجية".

واعتبر الخبير التركي أن الإدارة الأوكرانية قامت بتأجيج الأزمة في دونباس، "بتشجيع من الولايات المتحدة، وتعويل عليها".

وأردف قائلا، "لدى إدارة بايدن مخطط لوضع الولايات المتحدة الأميركية، والناتو، والاتحاد الأوروبي؛ في مواجهة مع روسيا، عبر أوكرانيا".

ورأى ياشلي، أنه بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على روسيا، وإعلان جمهورية التشيك عن طرد دبلوماسيين روس؛ فإن تراجع واشنطن عن أرسال سفينتين إلى البحر الأسود، هو "خطوة تكتيكية أمام كل هذه التطورات".

ونوه ياشلي إلى أن المناورات العسكرية المرتقبة لحزب الناتو ستؤدي إلى احتدام التوتر في البحر الأسود.

وحول استعداد بريطانيا لإرسال سفينتين حربيتين إلى البحر، قال ياشلي، "الصراع بين روسيا وبريطانيا ليس جديدا؛ حيث خاضت روسيا القيصرية وبريطانيا صراعا كانت الإمبراطورية العثمانية طرفا فيه، ومسألة البحر الأسود والمضائق التركية، كانت جزءاً من هذا الصراع دائما".

وعبر الخبير التركي عن اعتقاده، أن خطة بريطانيا لإرسال سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود، تأني ضمن تحالفها مع الغرب "وأجندتها الإمبريالية الخاصة، وأطماعها في المنطقة".

ولفت ياشلي إلى أن الإدارة الحالية في الولايات المتحدة، تقوم بإعادة ترتيب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي من جهة، وجعل حلف شمال الأطلسي قوة عسكرية فاعلة، وإعادة بناء التحالفات التي أفسدها ترامب، بحسب تعبيره.

وختم ياشلي، قائلا، "إدارة بايدن بحاجة إلى عدو وهدف مشترك، لإعادة جمع كل هذه الأطراف. وفي هذه المرحلة نرى أن حلف الأطلسي بدأ بمعاداة روسيا والصين مجدداً، واستهدافهما، بغاية تحصين وتوحيد ما بداخله".