السودان يعتزم حجز 600 مليون متر مكعب بخزان جبل أولياء تحسبا للملء الثاني لسد النهضة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 10 أبريل 2021ء) أعلن السودان، اليوم السبت، أنه يعتزم حجز 600 مليون متر مكعب من المياه بخزان جبل أولياء بولاية النيل الأبيض جنوب العاصمة الخرطوم، وذلك في ضمن إجراءات تحسبا لإقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة في تموز/يوليو المقبل بشكل أحادي من دون اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان.

ونقلت وزارة الري والموارد المائية السودانية، في بيان، عن مدير إدارة الخزانات في السودان معتصم العوض، أن بلاده سوف تبدأ في حجز حوالي 600 مليون متر مكعب بخزان جبل أولياء عقب انتهاء فترة تفريغ الخزان، و"ذلك لضمان استمرار العمل بمحطات الطلمبات علي النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة؛ ضمن تحسبات الدولة لأي إجراء أحادي  من قبل إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لسد النهضة في [تموز] يوليو المقبل"​​​.

وتابع العوض، بحسب البيان، أن وزارة الري عملت وفق دراسات فنية على تغيير سياسة تشغيل الخزانات هذا العام، وذلك لمواجهة "تأثيرات سد النهضة المتوقعة"، مبينا أن "تفريغ خزان جبل أولياء تأخر إلى الأول من أبريل بدلا من الحادي والعشرين من [آذار] مارس مع الإبقاء على حوالي 600 مليون متر مكعب لتلافي أي نقص للمياه يؤثر على محطات الطلمبات في النيل الأبيض وقطاع النيل الرئيسي".

وأضاف أن التصريفات اليومية  للنيل الأبيض تتراوح ما بين 60 إلى 70 مليون متر مكعب في اليوم من المياه، ولكن هذا العام وصلت إلى 100 مليون متر مكعب في اليوم، بسبب نسبة للأمطار الغزيرة على بحيرة فكتوريا والهضبة الاستوائية.

وكان وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس قد أكد، الأسبوع الماضي، أن الخرطوم تستعد لاحتمالية مواجهة نقص في المياه مع إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة، كاشفا أيضا أن كل الخيارات مطروحة أمام بلاده بخصوص قضية سد النهضة بما فيها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال عباس، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، بالعاصمة السودانية حول مفاوضات كينشاسا بجمهورية الكونغو مع مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، إن بلاده تتخذ إجراءات لمواجهة احتمالية نقص المياه مع الملء الثاني لسد النهضة، وأكد أن بلاده ستقوم بتخزين مليار متر مكعب من المياه في سد الروصيرص، الذي يبعد 15 كيلومترا فقط عن سد النهضة.

وأوضح أن ذلك "لتعويض أي نقص في إمدادات المياه بالنيل الأزرق لمواجهة الاحتياجات الأساسية لقطاع الزراعة ومياه الشرب، وكذلك سيتم إفراغ خزان جبل أولياء والإبقاء على ثلث السعة التخزينية للخزان لتلافي عملية أي قطوعات للمياه في قطاع النيل الرئيسي حتى نهر عطبرة".

وتابع الوزير السوداني: "عملية ملء السد دون اتفاق؛ تهدد السودان بشكل مباشر، وتعرض حياة 20 مليون مواطن يعيشون أسفل السد للخطر"، مشيرا الى أن ذلك "ليس من قبيل الدعاية والتهويل الإعلامي ولكن توصيف للحقائق، إذ تبلغ السعة التخزينية لخزان الروصيرص سبعة مليار متر مكعب، ويبعد 15 كلم فقط من سد النهضة في حين أن سعة التخزين بسد النهضة تبلغ 74 مليار متر مكعب".

وانتهت جلسات مفاوضات بشأن سد النهضة، عقدت على المستوى الوزاري في العاصمة الكونغولية كينشاسا من دون التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث.

واتهمت مصر والسودان، إثيوبيا بالتعنت في المفاوضات، ورفض كل المقترحات لتطوير العملية التفاوضية؛ فيما اتهمت أديس أبابا الطرفان المصري والسوداني بالعمل على تقويض المفاوضات، وإخراجها من منصة الاتحاد الأفريقي الذي يقود المحادثات.

وخلال السنوات العشر الماضية عقدت عشرات الجولات التفاوضية بين البلدان الثلاثة، بوساطات مختلفة، مثل الاتحاد الأفريقي وواشنطن وغيرهما؛ إلا أنها لم تسفر عن التوصل إلى اتفاق حول آليات تشغيل سد النهضة الإثيوبي وقواعد ملء خزانه.

ويتوقع مراقبون أن تكون الخطوة المقبلة بعد فشل المفاوضات هي لجوء مصر والسودان إلى مجلس الأمن.

وأكدت إثيوبيا أنها ستبدأ الملء الثاني لخزان سد النهضة في تموز/يوليو المقبل خلال موسم الأمطار، فيما تطالب مصر والسودان بعدم البدء في الملء الثاني قبل التوصل لاتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد.

وبدأت إثيوبيا في بناء سد النهضة عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق،  كما يخشى السودان من تأثير السد على عمل السدود السودانية المقامة على النيل الأزرق.