وزير الخارجية الأميركي ورئيس الحكومة السوداني يناقشان سير المفاوضات حول سد النهضة الأثيوبي

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 05 أبريل 2021ء) بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، اليوم الاثنين، سير المفاوضات بين السودان وإثيوبيا حول سد النهضة، إضافة إلى مسألة الخلاف الحدودي بين الدولتين الأفريقيتين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان "تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم، مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك؛ حيث ناقشا المفاوضات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، فضلاً عن الحاجة إلى تهدئة التوترات بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة الحدودية"​​​.

وأضاف البيان أن الطرفين بحثا أيضا "دعم الولايات المتحدة لجهود الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية، لدفع عملية السلام، ومعالجة القضايا الإقليمية والاقتصادية، وتعزيز الإصلاحات السياسية".

ورحب بلينكن بإعلان المبادئ الأخير الموقع بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال"؛ مشددا على "أهمية ضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء السودان".

جدير بالذكر، أنه، خلال العشر سنوات الماضية، عقدت العديد من الجلسات التفاوضية بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول سد النهضة؛ غير أنها لم تسفر عن التوصل لاتفاق.

وتسعى مصر والسودان إلى التوصل لاتفاق ملزم لأديس أبابا، بشأن سنوات ملء خزان السد، وآلية تشغيله، والجهة التي يتم اللجوء إليها في حالة الخلاف.

وترفض أديس أبابا تأجيل مسألة ملء خزان السد، حتى يتم التوافق بين الدول الثلاث، رغم تكرار تعهداتها بعدم إلحاق الضرر بدول المصب أثناء ملء وتشغيل السد.

واقترح السودان، بوقت سابق، تشكيل لجنة وساطة رباعية دولية، تضم الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة؛ وهو الاقتراح الذي دعمته مصر، لكن أثيوبيا رفضته وتمسكت بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي وحده، ورفضت دخول أي وسطاء آخرين على الخط.

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء.

من جهتها، تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

وعلى الرغم من مطالبة مصر والسودان بتأجيل الخطط الإثيوبية لملء خزان السد، حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا، في تموز/يوليو الماضي، إنجاز المرحلة الأولى بسعة 4.9 مليار متر مكعب.

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بينيشانغول، قرب الحدود مع السودان؛ ويمتد مشروع السد على مساحة 1800 كم مربعا.

ويبلغ ارتفاع السد نحو 170 مترا، وتصل السعة التخزينية له إلى حوالي 74 مليار متر مكعب؛ وهي تعادل مجموع حصتي مصر والسودان من مياه النيل.

ومن المتوقع أن ينتج السد، عند اكتمال المشروع، نحو 6 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية؛ وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 4.7 مليار دولار.

وحول أزمة الحدود بين السودان وإثيوبيا، فقد أعاد الجيش السوداني، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، انتشاره في منطقة الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى المجاورة مع إثيوبيا، التي كان يستغلها مزارعون إثيوبيون.

وفيما تؤكد الخرطوم أنها استردت مناطق سودانية، استولت عليها إثيوبيا عام 1995؛ تطالب أديس أبابا بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه، لحل النزاع سلميا.

ويرفض السودان المطلب الإثيوبي؛ مؤكدا أن جيشه دخل أراضيه ولن يغادرها، وأن قضية الحدود محسومة وفقاً لاتفاقيات دولية وثنائية بين البلدين.