اغتيال سليماني زاد من التوتر في المنطقة وإيران تعتمد استراتيجية بعيدة المدى للرد- خبير

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2021ء) سلمى خطاب. تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قٌتل بعد ان استهدفته غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي، وبعد مرور عام على هذا الحادث مازالت هناك أسئلة مطروحة حول التغيرات التي شهدتها المنطقة إثر اغتياله، خاصة مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، والهجمات المتكررة التي تستهدف مقرات التواجد الأميركي في العراق، في ظل تكرار طهران لتعهدها برد مناسب لـ"الانتقام" لمقتل سليماني​​​.

في حديث مع وكالة سبوتنيك، يقول رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسيات الإيرانية "أفايب" محمد حسن أبو النور أن التغيرات التي شهدتها المنطقة تمثلت في "توتر شديد ومتنامي واحتمالات للحرب تشاع يوميا منذ اغتياله، إلى جانب تطور مهم جدا، وهو القصف الإيراني للقواعد الأميركية في العراق".

ويرى أن أبو النور أن استهداف القواعد العسكرية الاميركية العراق يشكل "صورة من صور كسر هيبة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة"، لكنه يؤكد أيضا ان الضغوط الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على طهرات "قلصت نوعا ما من النفوذ الإيراني في المنطقة".

ويلفت أبو النور أيضا إلى أن تداعيات مقتل سليماني امتدت لتشمل قدرة إيران على السيطرة على الجماعات الموالية لها في اليمن والعراق على سبيل المثال، حيث يقول أن "الفروق بين شخصية سليماني وشخصية خلفه إسماعيل قاآني شاسعة، فسليماني كان يتميز بكاريزما عالية وعقلية فلسفية شديدة العمق، وكانت له قدرة على الموازنة السياسية داخل إيران، وهي كل أمور افتقدتها إيران بعد مقتله، وبالتالي أصبحت غير قادرة على السيطرة الكبيرة والكاملة على الجماعات الموالية لها في الداخل العراقي لأن قاآني لم يستطع ملء الفراغ الناتج عن تغييب سليماني".

وحول  "الرد الإيراني المنتظر" على مقتل سليماني، يؤكد أبو النور أن "إيران لا تعتبر العمليات التي نفذتها ردا على اغتيال سليماني كافية"، موضحا أن إيران اعتمدت على "استراتيجية بعيدة المدى بدلا من الدخول في حرب موسعة مع الولايات المتحدة"

ويشرح أبو النور أن هذه الاستراتيجية تشمل أربعة نقاط وهي "وضع خطة للانتقام من منفذي عملية اغتيال سليماني وليس من الإدارة الأميركية أو الجيش الأميركي، والعمل على إخراج القوات الأميركية من المنطقة، ومواجهة الفكر الإسرائيلي الذي بدا أكثر تغلغلا في المجتمعات العربية أكثر من أي وقت مضى، ومواجهة العقوبات الأميركية ببرنامج للاقتصاد المقاوم وليس بالرغبة في إعادة الانفتاح على الغرب او اعتماد مبدأ الليبرالية الحديثة".

وقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي، ليلة الثالث من كانون الثاني/يناير 2020، بغارة أميركية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد، وردت طهران باستهداف قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق بصواريخ بالستية.

ومنذ أشهر يتعرض مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد والتي تضم المباني الحكومية والسفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية أجنبية ، إلى سلسلة من الهجمات المتكررة بصواريخ كاتيوشا تستهدف أغلبها السفارة الأميركية، دون خسائر بشرية.

ورغم أن الأجهزة الأمنية لم تكشف حتى الآن عن منفذي هذه الهجمات الصاروخية، تتهم واشنطن جماعات موالية لإيران بتنفيذ هذه الهجمات، التي بدأت وزادت عقب اغتيال سليماني والمهندس.