تنظيم "القاعدة" يترنح بلا قيادة بعد "استهداف رجله الثاني في إيران"

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 نوفمبر 2020ء) سلمى خطاب. قبل أيام أكد تنظيم القاعدة (الإرهابي والمحظور في روسيا) مقتل الرجل الثاني في قيادة التنظيم المدعو أبو محمد المصري، بعد أن ذاعت تقارير عن مقتله هو وابنته على يد اثنين من "العملاء الإسرائيليين" في إيران​​​.

ورغم أن طهران تنفي هذه العملية رسميا، إلا أنّ تقارير إعلامية عدة نقلت "تعزية" نشرت عبر مواقع تنظيم القاعدة، ما يرجح مقتل المصري رغم عدم ذكر أي تفاصيل عن كيفية ومكان العملية. "تصفية المصري" أثارت تساؤلات حول مستقبل التنظيم ومدى قوته، خاصة مع تناثر شائعات حول وفاة الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري.

في حديث مع وكالة "سبوتنيك" يقول الباحث في شؤون الحركات الجهادية والإسلامية، أحمد بان إن "مقتل أبو محمد المصري حرم التنظيم من قيادة كان يرضاها ابن لادن لخلافته بالنظر لما كان يتمتع به المصري من مهارات قيادية ومواهب استراتيجية"، موضحا أن "المرشح الحالي لقيادة التنظيم سيف العدل هو مجرد قائد عسكري لا يتمتع بمزايا أبو محمد المصري".

ويرى بان أن هيكل القاعدة الآن بات خاليا من أسماء تتمتع بـ"كاريزما أو حضور أو تأثير"، خاصة بعد مقتل قيادات الصف الأول، الذين استهدفتهم الولايات المتحدة بخطط محكمة.

ويشير إلى هذا الاستهداف عمل على تفكيك التنظيم، حيث يقول "لم تعد القاعدة ذلك التنظيم القوي الذي يدار مركزيا عبر قيادة قوية، بل تحول إلى خلايا حول العالم، سواء حافظ بعضها على الارتباط التنظيمي بالقاعدة أو أبقى فقط على الروابط الفكرية".

لكن رغم ذلك، يستبعد بان أن يكون خطر التنظيم قد انتهى بالكامل، إذ يقول "لا يزال التنظيم يمثل خطرا على المناطق التي يتواجد بها، لكنه لم يعد ذلك التنظيم الكبير والمخيف".

وكان أبو محمد المصري هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)،  وكان يعد خليفة الزعيم الحالي أيمن الظواهري، وهو مُتهم بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا عام 1998، ما تسبب في مقتل 224 شخصا، وإصابة 4000 آخرين.

وقبل نحو أسبوع نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا مطولا عن عملية اغتياله التي وقعت في آب/أغسطس الماضي، في ذكرى تفجير السفارتين، حيث قالت إن عميلين إسرائيليين على دراجة نارية قتلا المصري وابنته في طهران، من دون أن يتضح دور الولايات المتحدة في العملية، رغم أن المصري على قائمة من تسعى واشنطن لاستهدافهم منذ سنوات.

في هذا السياق، قال الخبير الأمني ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، سمير راغب إن "القائد الذي تم اغتياله في إيران كان من أبزر الوجوه في القاعدة، وهو كان مرشحا لتولي قيادة التنظيم بعد الظواهري"، مضيفا أن "التنظيم الآن ليس له زعيم مشهور وله كاريزما لكن أعتقد أنه لن يتم الإعلان عن زعيم جديد حتى إذا تأكد خبر وفاة أيمن الظواهري".

وحول تأثير فقدان التنظيم  لقادة الصف الأول على قدرته تنظيم عمليات جديدة أو واسعة، يوضح راغب أن "تنظيم القاعدة منذ فترة من الزمن وهو أصبح غير قادر على تنفيذ العمليات الكبرى، لكنه قادر على تنفيذ العمليات من خلال الذئاب المنفردة أو الوكالات وخاصة في أفريقيا".

ويلفت راغب إلى أن أسلوب تنفيذ العمليات بشكل منفرد هو أسلوب يتبعه تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا) على العكس من تنظيم القاعدة "الذي كان يتميز بتنفيذ عمليات كبيرة كل فترة مثل ضرب برجي التجارة العالمية".

ويضيف "تنظيم القاعدة كان دائما ما يتعامل على أنه التنظيم الأصلي وتنظيم داعش هو التنظيم المنشق، وهذا الأمر حدث له تحول تدريجي إلى أن أصبح كلا التنظيمين يقومان بعمليات بدون صدامات مع بعضهما البعض أو حتى تحول بعض التكفيريين من تنظيم لأخر، أو تنظيمات محلية تتلقى أوامر من القاعدة وتنفذها، وتتلقى أوامر من داعش وتنفذها فتبدو كما لو كان تنظيمين".

ويتابع راغب "هذا التغير يدل على أن "تنظيم القاعدة فقد القيادة الكلية من بعد أسامة بن لادن، الأب الروحي والملهم للتنظيم، وحينما جاء أيمن الظواهري، لم يمتلك حضورا وكاريزما، ومع اختفاء الظواهري وعدم ظهور قيادة ذات تأثير، أصبح التنظيم غير قادر على تجنيد مقاتلين جدد ولا القيام بعمليات كبرى".

وفقد تنظيم القاعدة العديد من قياداته البارزة خلال السنوات الماضية، من بينهم مؤسس التنظيم أسامة بن لادن الذي قتل بعملية خاصة نفذتها الولايات المتحدة في باكستان في أيار/مايو عام 2011.

ولسنوات ظل تنظيم القاعدة واحدا من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، وهو المنفذ لواحدة من أكبر العمليات الإرهابية في التاريخ الحديث بالهجوم على برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة في الحادي عشر من (أيلول) سبتمبر عام 2001، ما أسفر عن مقتل نحو 3000 شخص وإصابة الآف آخرين.