إيران تدعو أذربيجان وأرمينيا لوقف إطلاق النار فورا في ناغورني قرة باغ

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 27 سبتمبر 2020ء) دعت طهران أذربيجان وأرمينيا إلى وقف الأعمال القتالية على الحدود بين البلدين بشكل فوري، وحثت الجانبين على بدء حوار، معربة عن استعدادها لاستخدام قدراتها من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بمنطقة ناغورني قرة باغ.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في بيان حول تجدد الاشتباكات العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا، إن "إيران تتابع بقلق وعن كثب الاشتباكات الجارية بين أرمينيا وأذربيجان وتدعو الطرفين لإنهاء فوري للصراع وبدء محادثات"​​​.

كما أكد زاده استعداد طهران لاستخدام كل إمكانياتها من أجل العمل على التوصل لوقف لإطلاق النار وبدء محادثات بين الجانبين. وتجاور إيران عبر حدودها الشمالية كل من أرمينيا وأذربيجان.

وتجددت الاشتباكات العسكرية بين البلدين، وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، مع إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان أنها شنت هجوما مضادا على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ. وأعلن الجيش عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف القوات الأذرية بفقدانها 3 دبابات ومروحيتين وثلاث طائرات مسيرة بجانب "خسائر في القوات العاملة".

وأفاد الناطق الصحافي باسم رئيس جمهورية ناغورني قرة باغ المعترف بها من جانب واحد، فغرام بوغوسيان، أن المناطق المدنية في قرة باغ، بما في ذلك العاصمة ستيباناكيرت، قد تعرضت لنيران المدفعية، ودعا السكان للنزول إلى الملاجىء.

كما أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في كلمة متلفزة، أن تصعيد الصراع في قرة باغ، قد يتجاوز المنطقة ويهدد الأمن الدولي.

وقال باشينيان إن "حربا واسعة النطاق في جنوب القوقاز، والتي نقف على أعتابها يمكن أن يكون لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها وتتجاوز المنطقة، وتكتسب أبعاداً، وتهدد الأمن والاستقرار الدوليين". وأضاف بأن جيش دفاع قرة- باغ، يخوض الآن معارك عنيدة ويؤدي مهامه بشرف.

وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأزمة هاتفيا، مع نظيريه الأذري جيهون بيراموف والأرميني زغراب مناتساكانيان، داعيا إلى ضرورة وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وجاء في بيان الخارجية الروسية أن لافروف، أعرب عن قلقه الشديد إزاء استمرار القصف على طول خط التماس، والذي أسفر عن وقوع إصابات، بما في ذلك بين السكان المدنيين.

وشددت موسكو عبر البيان على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وأن روسيا إلى جانب الرؤساء المشاركين الآخرين في "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ستواصل جهود الوساطة الهادفة إلى استقرار الوضع.

من جانبها أبدت تركيا عبر رئيسها رجب طيب أردوغان دعمها الكامل لأذربيجان في التطورات الجارية حاليا على الأرض مع أرمينيا، وحمّل الأخيرة مسؤولية التوتر الدائر حاليا.

ودعت فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة وقف الأعمال القتالية بين الجانبين الأرميني والأذري.

يذكر أنه سبق وبدأ النزاع في قره باخ في شباط/فبراير عام 1988 ، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باخ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية.

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باخ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها. ومنذ عام 1992 كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين - روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.