الأطراف الليبية تتابع مشاوراتها في بوزنيقة المغربية وسط أجواء إيجابية

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 07 سبتمبر 2020ء) يستأنف وفدا المجلس الأعلى للدولة، ومجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، اليوم الاثنين، جلسات تشاورية انطلقت أمس في منتجع بوزنيقة جنوب العاصمة المغربية الرباط بغية التوصل لاتفاق حول المناصب السيادية وهيكلة مؤسسات الدولة الليبية وتثبيت وقف إطلاق النار.

وطغت أجواء التفاؤل على اليوم الأول من المشاورات، التي تعد الأولى من نوعها منذ عدة أشهر، بسبب تعثر مسار البحث عن مخرج للأزمة الليبية​​​.

ويتكون الوفدان المشاركان في هذه الاجتماعات من خمسة أعضاء من برلمان طبرق ومثلها من المجلس الأعلى للدولة.

ويتوج هذا اللقاء بين الأطراف الليبية نشاطًا دبلوماسيًا حثيثا للمغرب الذي استقبل الشهر الماضي كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، ورئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق شرق ليبيا، المستشار عقيلة صالح.

كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني ويليامز، إلى المغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية وكذا مع الشركاء الإقليميين والدوليين بهدف إيجاد حل للأزمة الليبية.

وقال بيان صادر عن الخارجية المغربية، إن هذا الحوار يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.

كان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أكد، في بداية اجتماع أمس، أن الدينامية الإيجابية المسجلة مؤخرا والمتمثلة في وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات من الفرقاء الليبيين، يمكن أن تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية.

وقال بوريطة إن "إيجاد مخرج للأزمة الليبية ينبني على ثلاثة ثوابت أساسية، أولها الروح الوطنية الليبية، وثانيها أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، وثالثا الثقة في قدرة المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي كمؤسستين شرعيتين، على تجاوز الصعاب والدخول في حوار لمصلحة ليبيا، وذلك بكل مسؤولية.

وشدد بوريطة على أن المغرب ظل على الدوام يعمل مع الأمم المتحدة وتحت مظلتها بشأن الملف الليبي، وسيستمر على هذا النهج في المستقبل، مؤكدا أن مقاربة المملكة هي أن الملف الليبي ليس قضية دبلوماسية ولا قضية تجاذبات سياسية، بل هو ملف يرتبط بمصير بلد مغاربي شقيق "تجمعنا معه أخوة صادقة، استقراره من استقرارنا وأمنه من أمننا".

وقال بوريطة إن المغرب "ليس له أجندة ولا مبادرة ولا مسار، ولم يقبل أبدا أن يختار بين الليبيين، بل يعتبر دائما أن الليبيين إخوة وأبناء لذلك الوطن ويتحلون كلهم بروح المسؤولية وبتغليب مصالح ليبيا ، كما أنه لم يغير مواقفه بحسب التطورات على الأرض".

وشدد على أن المغرب له ثقة كاملة في الليبيين في أن يمضوا، بلا تردد، في اتجاه الخروج من الأزمة وتجاوز معادلة المنتصر والمنهزم ومنطق "أي مكسب لأحد الأطراف هو إضعاف للطرف الآخر".

وكان المغرب قد احتضن مشاورات بين الأطراف الليبية في كانون الأول/ديسمبر 2015، توجت بتوقيع طرفا النزاع على اتفاق سياسي بمدينة الصخيرات نتج عنه تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، إضافة إلى التمديد لمجلس النواب، وإنشاء مجلس أعلى للدولة.