بدر العلماء: الثورة الصناعية مفتاح إعادة صياغة مستقبل العالم

بدر العلماء: الثورة الصناعية مفتاح إعادة صياغة مستقبل العالم

هانوفر (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 05 سبتمبر 2020ء) أكد بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة و التصنيع الحاجة الماسّة إلى حوار عالمي لصياغة مستقبل القطاع الصناعي في ظل أزمة "كورونا" العالمية.

و قال العلماء - خلال كلمته في الدورة الثالثة الافتراضية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع - إن المشاركة الواسعة لكبار قادة القطاع الصناعي من الحكومات والشركات العالمية تُؤكد أهمية الحوار في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم إذ نجتمع اليوم مرة أخرى في ظروف مغايرة تمامًا لظروف الدورتين الأولى والثانية من القمة التي عقدت في كل من أبوظبي ومدينة ايكاتيرنبيرغ الروسية.

وأضاف :" كان من المؤسف أن يحرمنا وباء كورونا المستجد " كوفيد 19"من ممارسة أعمالنا ونمط حياتنا الذي عهدناه حيث لم يترك هذا الوباء أي جانب من جوانب حياتنا دون أن يحدث فيه اضطرابًا حتى أصبحت صحة كل فرد و سلامته الأولوية الأولى للجميع ومع تركيز الجهود والمساعي كافة على حماية الصحة العامة أصيبت اقتصادات العالم بخسائر وأضرار كبيرة ".

و أشار إلى أن المجتمع العالمي بأسره يحتاج إلى فترة نقاهة تمكنه من إيجاد السبل للمضي إلى الأمام.. لافتا إلى أن المستقبل سيحمل معه تحولًا جذريًا يؤثر في القطاعات وشرائح المجتمع كافة و أن قطاع الصناعة ليس ببعيد عن هذه التحولات الكبرى.

و قال إن القطاع الصناعي، بصفته شريان الحياة والقوة الدافعة لكثير من أوجه عالمنا الحديث على النطاقين المحلي والدولي بحاجة إلى التفكير المعمق في صياغة مستقبله بعد هذه الأزمة و دراسة أفضل السبل التي تمكن الشركات والحكومات والمجتمع المدني من العمل معاً لإدارة عملية التعافي والانتعاش في المستقبل.

و أضاف رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن التجارة أصبحت من جوانب كثيرة العمود الفقري الداعم للاقتصاد العالمي كونها الضامن لازدهار المجتمعات و الرابط الذي يجمع الدول و المناطق المختلفة معا.

و أوضح العلماء أن التغيرات الكبيرة في احتياجات المستهلكين خلال فترة زمنية قياسية أجبرت الشركات الصناعية على تعديل منتجاتها وخدماتها لتتجاوز الاضطراب الذي أصابها بسبب وباء كورونا.. منوها إلى ضرورة أن تبدأ القوى العاملة جميعها استعداداتها لرحلة طويلة من تطوير المهارات وإعادة التأهيل والتوجيه لمواكبة وتيرة التغيير.

و قال :" نتفق جميعًا على أن وباء كورونا كان له تأثير غير مسبوق على عالمنا لكن سرعة تعامل العالم مع هذا الوباء تؤكد قوة الروابط التي تجمعنا بفضل الحركة السلسة للأشخاص و رأس المال و السلع و الخدمات كما كشف تأثيره الكبير على الاقتصاد العالمي".

وأضاف بدر سليم سلطان العلماء أن أزمة كورونا حولت تركيز دول العالم عن الآفاق البعيدة إلى المحيط القريب وكانت بمثابة تذكير بأهمية تنمية الأسواق المحلية والإقليمية وتطويرها وزيادة الحاجة إلى سلاسل قيمة أكثر قدرة على التعامل مع الأزمات.

وأكد أن أزمة كورونا أدت إلى تغييرات كبيرة و تحولات جذرية في العمليات الصناعية التي قد تكون بداية لواقع جديد من شأنه أن يزيد من التقارب بين الأنشطة الفعلية و الافتراضية.. و بقدر ما قد يبدو هذا الواقع الجديد صعبًا بالنسبة لمعظم الشركات الصناعية في ظل التطورات الجيوسياسية والإجراءات الحمائية إلا أنه يجب علينا تحقيق التوازن بين بناء سلاسل توريد فاعلة وتنافسية .. و بناء القدرات الصناعية المحلية القوية والقادرة على التعامل مع الأزمات.

وقال :" أصبح من الضروري أن نعمل جميعًا على تقليص الفجوة التي تتسع بين الدول النامية والمتقدمة والتصدي لظاهرة التغير المناخي من خلال توظيف التقنيات الرقمية لأن عدم التعامل الجاد مع هذه التحديات يعد مجازفة خطيرة ".

وأكد العلماء أن التغلب على هذه التحديات يتطلب نقلة نوعية نحو "الإدارة التعاونية" بين أصحاب المصلحة.. وعلى شركات القطاع الخاص أن تأخذ بزمام المبادرة و تساهم في تسريع عملية التحول الرقمي بينما يجب على الحكومات التركيز على توفير السياسات و الأطر المناسبة لاحتضان وتبنّي الثورة الصناعية الرابعة.

و أضاف أن الثورة الصناعية تمثل المفتاح لإعادة صياغة مستقبل العالم فقد باتت التقنيات الرقمية جزءاً أصيلاً من حياتنا اليومية بفضل السرعة المذهلة للابتكار و باتت عاملاً فاعلاً في مواجهة الأزمة الحالية أو أي أزمة مستقبلية أخرى.

و لفت العلماء إلى ضرورة النظر إلى عملية التعافي الاقتصادي من الوباء كونها فرصة مهمة للإصلاح و الاستعداد لعملية التحول الجديدة التي قد تغير مسار حياتنا للأفضل وقال إن المسؤولية تجاه مصيرنا المشترك مسؤولية الجميع.