عهود الرومي تبحث مع المختصين النفسيين أهمية تعزيز الصحة النفسية للمجتمع لما بعد "كورونا"

عهود الرومي تبحث مع المختصين النفسيين أهمية تعزيز الصحة النفسية للمجتمع لما بعد "كورونا"

- 900 ألف تفاعل مع الحملة الوطنية للدعم النفسي.

- عهود الرومي تبحث مع المختصين النفسيين أهمية تعزيز الصحة النفسية للمجتمع لما بعد كورونا.

دبي في 20 مايو/ وام / بحثت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، في اجتماع عقد عن بعد، مع 60 طبيبا واختصاصيا نفسيا واجتماعيا من المتطوعين في الحملة الوطنية للدعم النفسي "لا تشلون هم".. تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على الصحة النفسية للمجتمع، ومستقبل الصحة النفسية ما بعد كورونا، وأهمية تركيز الجهود الحكومية على الصحة النفسية المجتمعية بشكل متكامل.

جاء الاجتماع بالتزامن مع اختتام الحملة الوطنية للدعم النفسي "لا تشلون هم"، التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة أواخر مارس الماضي، بهدف تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، والتي تواصلت 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات مجتمع دولة الإمارات.

وقالت عهود الرومي خلال الاجتماع إن قيادة دولة الإمارات تولي الصحة النفسية اهتماما كبيرا، وتضعها ضمن أولويات العمل والعناصر الرئيسية لتعزيز صحة المجتمع بشكل متكامل، وذلك تجسيدا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن جودة حياة الإنسان هي أكبر أولوية، وأن صحة أفراد المجتمع وسلامتهم هي أهم ركائز جودة حياة الإنسان والمجتمع.

وشددت على أهمية الإعداد بشكل استباقي للحد من التداعيات النفسية المحتملة لجائحة كورونا على الأفراد، ودعم جهود التعافي والخروج من هذه المرحلة التي تقودها حكومة دولة الامارات استعدادا لمرحلة ما بعد كورونا.

وأشارت إلى أن حملة "لا تشلون هم" تمكنت من تقديم خدمة دعم نفسي فورية لكافة فئات المجتمع، وأسهمت في تعزيز الجهود الوطنية للحد من تداعيات تحدي فيروس "كورونا"، وقدمت نموذجا مبتكرا لخدمات الدعم النفسي للأفراد.

وشكرت وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة الأطباء النفسيين والخبراء وأخصائيي الدعم الاجتماعي الذين شاركوا في الحملة، مثمنة جهودهم وعطاءهم وحرصهم على التطوع بوقتهم وجهدهم لخدمة مجتمع الإمارات، ومؤكدة أن تجربة الحملة تشكل نموذجا ملهما واستثنائيا للمبادرات الهادفة لدعم المجتمع وتعزيز جودة حياته.

وناقشت معاليها مع الأطباء والإخصائيين النفسيين خلال الاجتماع التداعيات النفسية لجائحة كورونا على مجتمع دولة الامارات وأهمية دعم الصحة النفسية للأفراد في ظل ما تشهده الفترة الحالية من تحديات وضغوط تطال مختلف فئات وشرائح المجتمع، إضافة إلى إمكانية تطبيق نهج مجتمعي متكامل لتعزيز الصحة النفسية وضرورة الاستفادة من الفرص في التعافي من هذه التداعيات من خلال توفير خدمات الدعم النفسي الطارئ على نطاق واسع ومن خلال قنوات مختلفة وبناء خدمات الصحة النفسية للمستقبل.

وأكد عمار المعيني المتحدث الرسمي عن البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، أن أحد أهم مخرجات حملة "لا تشلون هم" هو الدور الذي لعبته من خلال استخدامها منصات التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم النفسي، وتعزيز التواصل وتقديم النصائح والتجارب لنشر الوعي بين أفراد المجتمع.

وقال إن الحملة ساهمت بتوفير المعلومات الدقيقة مباشرة من المختصين، ووفرت الدعم النفسي الذي يمثل حاجة أساسية في ظل هذه الظروف، انطلاقا من هدف الحملة لتعزيز الطمأنينة والوعي والالتزام المجتمعي بما يدعم جهود الدولة للحفاظ على صحة المجتمع ووقايته.

وواصلت حملة "لا تشلون هم" فعالياتها خلال شهر رمضان المبارك من خلال مكونين رئيسيين يركزان على تقديم الدعم النفسي وبث الروح الإيجابية بين الأسر والأفراد. المكون الأول "لندعم معا" ويهدف إلى الإجابة عن استفسارات الأفراد حول التحديات النفسية التي تواجههم، وتقديم النصائح والإرشادات لهم ومساندتهم، من خلال بث مباشر يومي باللغتين العربية والإنجليزية.

أما المكون الثاني "لنتحدث معا" فهو عبارة عن جلسات افتراضية مغلقة تهدف لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لفئات محددة، لمساعدتهم من خلال الحوار المباشر معهم، في بيئة آمنة لمناقشة التحديات النفسية التي يواجهونها في الظروف الحالية.

وقدمت الحملة 60 فقرة بث حي مدة كل منها ساعة، و40 مقطع فيديو يحتوي على رسائل دعم وطمأنة للمجتمع في حسابات التواصل الاجتماعي للبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، فيما تم تنظيم أكثر من 16 جلسة دعم نفسي مغلقة بإشراف أطباء وأخصائيين نفسيين، شارك فيها نحو 400 شخص، من ضمنهم أشخاص في الحجر الصحي، وأمهات عاملات، وكبار سن وطلاب مدارس وجامعات، وأبطال خط الدفاع الأول.

من جانبهم ، أكد متطوعو الحملة من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين على أهمية مبادرة لا تشلون هم وأثرها بتعزيز الصحة النفسية للمجتمع ودعم الجهود الوطنية لمواجهة التحديات الاستثنائية للمرحلة، وأشادوا بالتفاعل المجتمعي الإيجابي الكبير مع الحملة ومواضيعها وجلساتها، مؤكدين أهمية توعية أفراد المجتمع بمتطلبات مواجهة التبعات النفسية لتحدي فيروس كورونا المستجد.

وقال الدكتور عادل كراني استشاري الطب النفسي، أن من المهم تعزيز الصحة النفسية للأفراد وتقديم الدعم النفسي لهم في هذه المرحلة وبعد "كوفيد 19"، ومن الضروري الإعداد لتوفير الدعم لكل أفراد المجتمع وخاصة الذين تعرضوا للقلق بسبب الفيروس، وانعكست عليهم إجراءات التباعد الاجتماعي والخوف من التواصل، ما يؤكد أهمية دور المختصين في الدعم النفسي وأهمية تدريبهم للتعامل مع هذا الوضع.

وأثنى كراني على التفاعل الكبير مع حملة لا تشلون هم، وقال إنه لاحظ تفاعلا من المتابعين، عززه واقع أن الحملة أطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما مكن أفراد المجتمع من متابعة البث والتفاعل معه مباشرة أو مشاهدته خلال 24 ساعة من انتهائه.

وأشار الدكتور علي سنجل الاستشاري والطبيب والمحاضر المعتمد، إلى أن التفاعل المجتمعي كان إيجابيا مع حملة لا تشلون هم، ما يؤكد أهميتها لتعزيز الصحة النفسية لأفراد المجتمع لما يواجهونه من تحديات على مستوى صحته البدنية أو علاقاته الاسرية أو العمل، مؤكدا أن الجميع يبحثون عن حلول تساعدهم في السيطرة على المشاعر السلبية والتغلب عليها كي لا تؤثر على سلوكهم العام. وقال إنه لاحظ التفاعل البناء من فئات المجتمع، ما يؤكد الوعي لمدى أهمية تعزيز الجانب النفسي لضمان الصحة الجيدة.

وأكد أن جائحة "كوفيد 19" قد تخلف آثارا صحية خصوصا على الجانب النفسي، وأنه لا بد من إجراء دراسة تحليلية للحالة النفسية للمجتمع أثناء وبعد كوفيد 19 لرسم خطة واضحة من الجانبين الوقائي والعلاجي لضمان حياة صحية جيدة لمختلف فئات المجتمع.

وأكد الدكتور عمار البنا استشاري الطب النفسي للأطفال واليافعين، أن جائحة كوفيد 19 ‏سيظل لها وقع على حياة الأفراد والمجتمع من أهمها الاثر النفسي، ما يستدعي استمرار تعزيز الصحة النفسية من خلال برامج مجتمعية مبنية على الأدلة العلمية ومناسبة للجميع، ‏وتوفير مراكز استشارية مؤهلة لتقديم الدعم النفسي للأفراد.

وأضاف أن الحملة لاقت تفاعلا مجتمعيا متميزا من خلال مشاركة شريحة واسعة من المجتمع خلال البث المباشر والتفاعل وطرح الأسئلة المهمة خلال البث، ما عكس تعطش المجتمع لمواضيع تهم صحتهم النفسية، مؤكدا على أهمية حملات التوعية المستمرة ‏من خلال البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة وغيره من المنصات، مشيدا بالنضج النفسي والعاطفي للمجتمع حيث طالب المشاركون بمواصلة طرح مواضيع الصحة النفسية.

‏وقالت الدكتورة سلوى السويدي استشاري أمراض الباطنية وطب المسنين ومدير مركز سعادة كبار المواطنين في هيئة الصحة بدبي، إن حملة "لا تشلون هم" قدمت الدعم النفسي والاجتماعي بطريقة استثنائية عززت تفاعل أفراد المجتمع، والجميل ان الحملة شملت كافة الفئات مثل كبار السن وأصحاب الهمم، الذين تأثروا جدا بتركيز وسائل الإعلام على آثار فيروس كورونا السلبية عليهم، ما جعلهم يحسون بالخوف والقلق، فجاءت الحملة لتساعدنا على فهم نفسياتهم ومخاوفهم، والمساهمة في مساعدتهم ورفع معنوياتهم.

في السياق ذاته، قالت الدكتورة فاطمة المنصوري استشاري الطب النفسي: "شهدنا تفاعلا ممتازا من مختلف فئات المجتمع، وسنواصل العمل لتسليط الضوء على الجانب النفسي بعد الجائحة لضمان الشفاء النفسي من آثار الفيروس، والحد من التبعات الاجتماعية والاقتصادية التي قد يخلفها على المدى البعيد.

أما سعيدة المرزوقي الأخصائية النفسية، فقالت إن موضوع الصحة النفسية أصبح محورا لعمل العديد من الحكومات، وبناء على المؤشرات العالمية والتغيرات التي لم نشهد مثيلا لها من قبل في حياتنا اليومية، من المتوقع أن تزيد نسب الاضطرابات النفسية، مؤكدة أهمية البرامج والسياسات الجديدة المرتبطة بالصحة النفسية في وقت الأزمات في نشر الوعي وتعزيز التفاعل المجتمعي مع خدمات الدعم النفسي.

وأضافت أن حملة "لا تشلون هم" أسهمت في نشر الوعي في المجتمع حول أهمية الصحة النفسية في وقت الأزمات بطريقة فعالة، وجدت ترجمة لها في تفاعل المجتمع وتقبل الناس واهتمامهم بالصحة النفسية، كما ساهمت الحملة بنشر روح التعاضد بين أفراد المجتمع، فمن خلال حلقات الدعم النفسي، أبدى الكثير من المشاركين الدعم لبعضهم البعض عن طريق مشاركة تجاربهم في إطار من الخصوصية والاحترام.

وأكد عدد من المتابعين أن حملة "لا تشلون هم" رفعت معنوياتهم وأسهمت في دعمهم لمواجهة الضغوط النفسية والآثار المختلفة لتحدي انتشار فيروس كورونا المستجد.. وقال سيف عبدالله أهلي وهو أحد المتعافين من الفيروس " إن الشعور بالخوف لفترات طويلة يؤدي إلى الاكتئاب، والبقاء في ظروف العزل لفترة طويلة مع الشعور بالخوف من المستقبل نتيجة هذا الفيروس يزيد من الاحباط، ولكن عندما تم التواصل معي من قبل البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، والمتطوعون في حملة لا تشلون هم ، ارتفعت روحي المعنوية وتمكنت من تجاوز هذه الفترة الصعبة، لقد استفدت بشكل لا يمكن وصفه من الحملة الوطنية للدعم النفسي".

وقالت إحدى الطالبات الجامعيات اللواتي عدن إلى الإمارات في ظل تفشي الفيروس.. " أنا ممتنة لهذه التجربة، حديثنا مع الاختصاصيين ساعدني كثيرا، ولبقية المشاركين أقول: أنتم أبطال". فيما أشارت طبيبة من هيئة الصحة بدبي إلى أنها شاركت لأول مرة في حوار مفتوح في جلسة هادفة وثرية ضمن الحملة، وقد أسهمت في التخفيف كثيرا من الضغوط.

وقالت إحدى الأمهات المشاركات في الحملة: "خف التوتر منذ أن حضرت اللقاء، أعطيتموني المفاتيح، وأحسست بأنني لست الوحيدة التي أعاني من التوتر، شكرا لكم على الأمانة والمصداقية والسرية فقد كنا بحاجة لهذه المبادرة". وقالت طالبة مدرسة ثانوية شاركت في الحملة "من الجميل أن نتحدث براحة، أن نعرف أن هناك من يدعمنا، هذه المبادرة أعطتنا كطالبات شعورا بأن صوتنا مسموع، نحتاج مبادرات كهذه خصوصا في هذه الفترة".