سلطان وجواهر القاسمي يفتتحان المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية

سلطان وجواهر القاسمي يفتتحان المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 09 فبراير 2020ء) أثنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على جهود المؤسسات والجمعيات المعنية بمكافحة الأمراض غير المعدية بقيادة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي -الرئيسة المؤسِّسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال- على الجهود المبذولة في التوعية للوقاية من خطر الأمراض غير المعدية والحفاظ على حياة ملايين البشر حول العالم.

جاء ذلك خلال افتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة و قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي مساء اليوم أعمال الدورة الثالثة من المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة " إن الكوارث التي تسببها الطبيعة والإنسان، يهب لها القادة والمؤسسات بالتبرع والتدخل، وتعقد لها المؤتمرات، وينزعج لأعداد الوفيات جميع الناس، لكن هناك وفيات بالملايين تنتهي حياتها على أسرة المساكن والمستشفيات، إنها ضحايا الأمراض غير المعدية، ومن أهمها مرض السرطان والذي مازال ينتشر حول العالم، ولولا الوقاية التي أنقذت مئات الآلاف من الأنفس كل سنة، فلن نستطيع أن نكبح جماحه ".

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة " أكثر من 18 مليون حالة تم اكتشفاها في عام 2018م، و9 مليون و600 ألف إنسان قد ماتوا بسبب ذلك السرطان، وقد صنفت كالتالي: سرطان الرئة ونسبته 11.6‎%‎، سرطان الثدي ونسبته 11.6‎%‎، سرطان البروستات ونسبته 7.1‎%‎، سرطان القولون ونسبته 6.1‎%‎، وإن معظم وفيات السرطان تم اكتشافها في البلدان المتخلفة اقتصادياً، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية "WHO"، بأنه ستزداد إصابات السرطان في العشرين سنة القادمة لتصل إلى 60‎%‎ ".

وأشار سموه إلى أن 81‎%‎ من حالات الإصابات الجديدة بالسرطان في البلدان التي مستوى المعيشة فيها منخفض والتي ليس بها الخدمات الطبية في مستشفياتها.

وأكد سموه أننا نستطيع أن نتدخل لإيقاف ذلك الزحف الخطير، بوسائل شتى منها التحكم في التدخين، والتطعيم ضد جميع الأمراض التي عن طريقها تزداد نسبة الإصابة بالسرطان.

وذكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن الخمسين سنة الماضية قد شهدت تقدماً في الأبحاث الوقائية والعلاجية، وهذا ما تقوم به سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي من إقامة المراكز العلاجية والبحثية في كثير من البلدان، نشكرها على هذا الجهد، وكذلك نشكر القائمين على القافلة الوردية على ما يقومون به من جهد لاكتشاف الاصابات المبكرة لذلك المرض الخطير، كما نشكركم جميعاً على الجهد الذي تبذلونه من أجل صحة الإنسان.

بدورها توجهت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بالشكر لمختلف الجهات والمؤسسات والتحالفات المشاركة من المنتدى، مثمنة جهودهم وحضورهم من مختلف بلدان العام للوصول إلى حلول وإرشادات تواجه وتحد من خط الأمراض غير المعدية.

وتوجت سمو الشيخة جواهر القاسمي، في حفل الافتتاح، سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان بوسام العطاء المتميز، تكريماً لجهودها في مسيرة عمل الجمعية ومبادراتها النوعيّة في التوعية بمخاطر الأمراض غير المعدية، ودعم المساعي الدولية للوقاية منها ومكافحتها، وخصوصاً أنها من الأعضاء المؤسسين للجمعية قبل أكثر من 20 عاماً.

وقالت سموها " نشكر سوسن جعفر على كل الجهود التي تقوم بها سواء داخل الدولة أو خارجها، فهي تمثل الإنسان المعطاء الذي لا يكل ولا يمل، وتعمل من كل قلبها، فيسعدني اليوم أن أقدم لها أقل شيء يمكن أن أشكره بها هو الوسام الذهبي " .

وينظم المنتدى، جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، تحت شعار "تسريع التقدم في تنفيذ الالتزامات الدولية للوقاية والحد من الأمراض غير المعدية".

ويشارك في فعاليات الدورة الثالثة من المنتدى نحو 400 شخصية من قادة المجتمع المدني، وخبراء الرعاية الصحية، وصنّاع القرار والسياسات، والمتخصصين من 80 دولة حول العالم، بهدف دعم الجهود الدولية في تطوير سياسات آليات مكافحة الأمراض غير المعدية والوقاية منها، إلى جانب تعزيز علاقات التعاون بين المنظمات غير الحكوميّة وخبراء الأمراض غير المعدية في جميع أنحاء العالم.

وتحدث معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، عن مساهمات دولة الإمارات واستثمارها بصحة الإنسان وتعليمه وتأهيله، معتبراً أن الاستثمار بالإنسان هو أفضل أنواع الاستثمار.

وأضاف معالي عبد الرحمن العويس ان الارتقاء بالإنسان يشكل محور اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك لدوره في نشر العلم والمعرفة وإرساء دعائم الثقافة التي أعلت من شأن الإنسان، فكانت الشارقة عاصمة للثقافة العربية، وعاصمة للثقافة الإسلامية، وعاصمة للكتاب، وكانت الشارقة كذلك أول مدينة صديقة للطفل وأول مدينة صحية.

وثمن العويس المبادرات والفعاليات التي تقوم بها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومنها المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، والتي تتماشى في جوهرها وأهدافها مع الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، لتوعية مجتمعنا بمخاطر الكثير من الأمراض وخصوصاً الأمراض غير المعدية.

بدورها قدمت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الشكر والتقدير لصاحب السمو حاكم الشارقة على تشريفه بافتتاح أعمال الدورة الثالثة من المنتدى، ودعمه المتواصل للجهود العالمية لمساعدة الدول في مكافحة الأمراض غير المعدية باعتبارها تمثل أولويّة للتنمية المُستدامة لجميع البلدان، كما عبرت عن عميق الشكر لاهتمام ورعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة المؤسِّسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان لأعمال المنتدى ودعمها اللامتناهي لقضايا الرعاية الصحية والانسانية.

وأكدت جعفر أن استضافة الشارقة لهذا التحالف العالمي، تترجم نهجها الاستراتيجي الذي يضع الاستثمار في الإنسان وصحته وثقافته وقدراته على رأس أولوياتها، وتعبر عن رؤيتها لمستقبل مجتمعات العالم ودورها في تعزيز استقرارها وجودة وصحة حياة أبنائها.

وأضافت جعفر أنه على الرغم من أن لقاءنا يركز على مناقشة الأمراض غير المعدية، إلا أننا نعلن تضامننا مع المجتمعات التي تمر هذه الأيام بتجربة صعبة بسبب تفشي فيروس كورونا، وبهذا الصدد، نحن جميعاً متّحدون ومستعدون للتعاون من أجل صحة وأمن واستقرار كل فرد في هذا العالم، والتحديات مهما كانت كبيرة، هناك مجال للعمل في مواجهتها وتجاوزها.

وشددت على أهمية تبني نهج مجتمعي موحد، مدعوماً بمؤسسات مدنية ورسمية فاعلة، لمواجهة العبء المتزايد للأمراض غير المعدية، مشيرة إلى أن الدورة الثالثة من المنتدى تشهد مشاركة واسعة ودعماً كبيراً من قبل 65 تحالفاً من منظمات الأمراض غير المعدية، لإكمال منجزات المنتدى التي بدأت عام 2015.

من جهته قال تود هاربر، رئيس تحالف الأمراض غير المعدية، والرئيس التنفيذي لمجلس السرطان في ولاية فيكتوريا الاسترالية انه بعد مرور عشرة أعوام على زيادة الاستجابة السياسية العالمية للأمراض غير المعدية، نشهد بعض الثغرات الرئيسة لدى بعض الحكومات حول العالم في تنفيذ الالتزامات الدولية لمكافحة الأمراض غير المعدية، ما يؤكد أهمية توحيد الجهود لإيجاد الحلول التي من شأنها المساهمة في سد هذه الثغرات.

وعبّر هاربر عن ثقته بأن المشاركين في المنتدى، الذين يمثلون الشبكة المتنامية لتحالف الأمراض غير المعدية الوطنية والإقليمية، وكذلك الجمعيات المهنية والهيئات الأكاديمية والقادة الشباب والشركاء من القطاع الخاص، يمتلكون حلولاً وأدوات يمكن أن تحد من هذه الأمراض القاتلة، لافتاً إلى أن التجارب تظهر أن المجتمع المدني هو المحرك لمواجهة تحديات هذه الأمراض.

من جانبها أوضحت كاتي داين، المدير التنفيذي لتحالف الأمراض غير المعدية، أن انعقاد المنتدى يشير إلى تنوع وحيوية الحركة تجاه محاربة الأمراض غير المعدية، لما يضمه من منظمات غير حكومية ومنظمات شبابية وأوساط أكاديمية وجمعيات مهنيّة، تسعى لإنقاذ الأرواح وحماية المجتمعات من هذه الأمراض.

وأشارت إلى أن هذه الحركة ستؤتي ثمارها وخصوصاً أن الحكومات تعهدت ولأول مرة بالتزامات ملموسة في الاجتماع الرفيع المستوى للأمم المتحدة لعام 2018 بشأن الأمراض غير المعدية من أجل إشراك المجتمع المدني والمرضى والشباب في مواجهة هذه الأمراض.

وبحضور صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينة سموه، انطلقت فعاليات المنتدى بجلسة افتتاحية حملت عنوان "اغتنام الفرصة وتسريع التقدم في تنفيذ الالتزامات الدولية للوقاية والحد من الأمراض غير المعدية ومكافحتها".

وترأس الجلسة، السيد تريفور هاسيل، رئيس التحالف الصحي لمنطقة البحر الكاريبي وعضو مجلس إدارة تحالف الامراض غير المعدية، بربادوس، في حين شارك في الجلسة كل من الدكتور أبورفا جومبر، الشريك المؤسس، ومدير مجتمع مؤسسة مرض السكري للشباب في الهند، وعضو في قادة الشباب مرض السكري، الاتحاد الدولي للسكري، وغريس غاتيرا، منسقة تواصل شركاء في الصحة في رواندا، وقائدة حملة "عقلي إنسانيتنا"، في منظمة "لانسيت" للصحة العقلية العالمية والتنمية المستدامة، والدكتور كولين توكويتونجا المدير العام السابق لأمانة مجتمع المحيط الهادئ، كاليدونيا الجديدة.

كما شارك في الجلسة الدكتور غيثنجي غيتاهي، الحائز على ماجستير أعمال، والرئيس التنفيذي للمجموعة في منظمة "Amref Health Africa"، والرئيس المشارك في منظمة "UHC2030، كينيا، والدكتور رين مينغوي المدير العام المساعد في التغطية الصحية الشاملة للأمراض المعدية وغير المعدية في منظمة الصحة العالمية، و زوليكا مانديلا السفيرة العالمية لمبادرة صحة الأطفال في مؤسسة "FIA"، جنوب إفريقيا، والسيدة ماريت بيترسن كبيرة المستشارين في وزارة الخارجية، النرويج.

وقدمت الجلسة لمحة عن عملية التصدّي للأمراض غير المعدية والجهود المبذولة على المستويات الاجتماعية والسياسية حول العالم، وأسباب ضعف تنفيذ الالتزامات الدولية للوقاية والحد من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، وبحثت أهمية التوصل إلى رؤية طموحة للمضي قدماً في تسريع تنفيذ هذه الالتزامات وأبرز الفرص المتاحة لتعزيز عملية التصدّي لهذا النوع من الأمراض.

وشهدت أعمال المنتدى، عقد جلستين الأولى بدعوة من منظّمة الأمراض غير المعدية للأطفال وتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، وبرعاية شركة AstraZeneca وهي بعنوان "رفع جدول أعمال مكافحة الأمراض غير المعدية لدى الشباب إلى أصحاب المصلحة رفيعي المستوى"، حيث بينت الجلسة أن الشباب يقدمون منظوراً فريداً وقيّماً لتعزيز التصدي للأمراض غير المعدية، ما يؤكد أهمية الاستفادة من أصواتهم في تطبيق سياسات منظّمات الأمراض غير المعدية وممارساتها للمساعدة على سدّ الفجوة بين الالتزامات العالمية والإجراءات المتّبعة محلياً في مجال الأمراض غير المعدية.

وأسهمت الجلسة بمساعدة المشاركين الشباب على مناقشة احتياجات جهود التوعيّة والسياسات اللازمة من أجل الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها لدى الأطفال والمراهقين والشباب، وذلك بهدف إطلاق رسائل سياسيّة موجزة وقائمة على الأدلة من شأنها أن توفّر حلولاً عملية قادرة على سد الفجوات في سياسة منظمّات الأمراض غير المعدية التي تؤثر على الشباب.

كما ساعدت الجلسة أيضاً على تحديد النظراء من الشباب الذين يعملون في المجالات ذات الصلة وذلك من أجل اتخاذ إجراءات أكثر فعالية خلال المنتدى وبعده، ما يؤدي إلى إثراء ودعم شبكات المنظمات الشبابية التي تُعنى بالتوعية حول الأمراض غير المعدية في جميع أنحاء العالم.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "جلسة تنسيق بين منظّمات المجتمع المدني: العمل على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي"، ضمت أعضاء من شبكة تحالف منظمات الأمراض غير المعدية لتنسيق الجهود الدولية في الوقاية من الأمراض غير المعدية.

ويبحث المنتدى، على مدى ثلاثة أيام، من خلال 3 جلسات رئيسة و18 ورشة عمل، عوامل تمكين المجتمعات والمؤسسات من أدوات وأساليب الوقاية والحد من الأمراض غير المعدية، وتقديم الحلول عبر تسليط الضوء على التجارب الناجحة على المستويات المحلية والعالمية.

يشار إلى أن الدورة الأولى من المنتدى عقدت في العام 2015 وشهدت إطلاق "وثيقة الشارقة للأمراض غير المعدية"، التي تم اعتمادها من أكثر من 230 خبيراً ومختصاً ومسؤولاً عالمياً مشاركاً في المنتدى، وتضمنت الوثيقة أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى، والتي يتم العمل على تطبيقها للوصول إلى جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة.

في حين جمعت الدورة الثانية في العام 2017 تحت مظلتها مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمكافحة الأمراض غير المعدية بهدف التحضير للاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة لعام 2018 بشأن الأمراض غير المعدية، كما شهدت انطلاق الدورة الأولى لجائزة الشارقة للتميّز لمنظمات المجتمع المدني في مجال الأمراض غير المعدية، التي تُمنح للمنظمات العاملة وفق المبادرات الواردة في وثيقة الشارقة للأمراض غير المعدية.

حضر مراسم افتتاح المنتدى، الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، و الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، و عدد من كبار المسؤولين والعلماء والباحثين وممثلي المؤسسات المعنية في مكافحة الأمراض غير المعدية.