98 محطة معالجة مياه عادمة تعزز الاستدامة البيئية في الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 23 ديسمبر 2019ء) شهدت دولة الامارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية توسعا ملحوظا في مشاريع معالجة المياه العادمة التي ارتفعت طاقتها الإنتاجية بنسبة 33 بالمائة تقريبا بين عامي 2012 و2018، مما ساهم في تغطية جزء كبير من حاجات الري الزراعي والحد من استنزاف الموارد الطبيعية للمياه وتعزيز الاستدامة البيئية.

وتمتلك الامارات 98 محطة لمعالجة المياه العادمة غير محطات القطاع الخاص، وقد بلغت كمية المياه المعالجة في هذه المحطات نحو 735 مليونا و609 آلاف متر مكعب في عام 2018، وذلك بحسب بيانات الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء.

وتظهر البيانات، أن 69.7 بالمائة من المياه المعالجة يتم استغلالها لأغراض ري المزارع والحدائق العامة والمساحات الخضراء حول المباني العامة وعلى الطرقات.

وفتح تدشين الإمارات لعدد من المشاريع العملاقة مثل نفق الصرف الصحي الاستراتيجي في أبوظبي ومشروع القرن للصرف الصحي في دبي، آفاقا جديدة في مجال تعزيز قدرات معالجة المياه العادمة وبما يعزز استدامة المصادر المائية الطبيعية ويخفف من الأثار البيئة الضارة الناجمة عن استنزاف هذه المصادر لاسيما في عمليات ري المزروعات.

ويمثل نفق الصرف الصحي الاستراتيجي في أبوظبي علامة بارزة على خريطة المشاريع المستقبلية التي تطورها إمارة أبوظبي في مجال البنية التحتية بكفاءة عالية ومستدامة ومواكبة للطفرة السكانية والعمرانية والاقتصادية حيث يلبي الاحتياجات طويلة المدى للإمارة.

ويقدم المشروع حلولاً مستدامة لجمع ونقل مياه الصرف الصحي من جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي والجزر المحيطة بها إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الوثبة.

ويعتبر النفق من أطول أنفاق الصرف الصحي الانحدارية في العالم، حيث يبدأ بعمق 24 متراً من منطقة المشرف وينتهي في محطات المعالجة بمنطقة الوثبة على عمق 90 مترا بطول 41 كلم، وبطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى مليون و900 متر مكعب في اليوم ويقدم خدماته لمدة 80 سنة قادمة.

وتعد أبوظبي أول مدينة في العالم طبقت طريقة "المعالجة الرباعية" في مجال معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها للري، حيث أعلنت في بداية عام 2014 عن استخدام هذه التقنية لري 120 مزرعة في منطقة الوثبة.

وفي دبي .. يمثل مشروع القرن للصرف الصحي عن طريق الانفاق العميقة الذي أعلن عنه في عام 2015، نظاما مرنا ومتكاملا لمواكبة متطلبات النمو السكاني المتوقع للإمارة مستقبلاً ولمائة عام مقبلة.

وسيسهم المشروع الذي تبلغ التكلفة المتوقعة لتصميمه وتنفيذه وتشغيله حوالي 12 مليار درهم على مدى 50 عاماً، في إلغاء الروائح الصادرة عن المحطات وإلغاء محطات الضخ وصهاريج النقل، مما يقلل التكلفة ويخفف من الازدحام المروري.

واعتمدت إمارة دبي في عام 2016 إنشاء مشروع المرحلة الثانية من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بجبل علي وذلك بتكلفة مليار و300 مليون درهم، كما زودت المحطة بأحدث الوسائل والمرافق المتطورة، والتقنيات الحديثة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، حيث ستصل تكلفتها الإجمالية مع المحطة الجديدة إلى ملياري و849 مليون درهم.

وستبلغ طاقتها الاستيعابية للمحطة نحو 675 ألف متر مكعب يومياً بدلاً من 300 ألف متر مكعب يومياً لما تنتجه المحطة خلال الوقت الحالي، أي بضعف معدل الإنتاج اليومي للمحطة الحالية.

وستواكب المحطة التوسع المستقبلي المتوقع لمدينة دبي، إذ تخدم شريحة كبيرة من السكان، فيما ستسهم في خدمة مليون و350 ألف شخص، من دون ضغوط أو جهود إضافية تستدعي إجراء توسعات أخرى حتى عام 2025.

بدورها بدأت إمارة الشارقة منذ عام 2012 بتشغيل أكبر محطة لضخ الصرف الصحي / محطة الضخ " أيه 3 "/ في المدينة، وفق أرقى المعايير العالمية بتكلفة 60 مليون درهم، بالإضافة إلى مشروع البوابة الالكترونية الخاصة بصهاريج الصرف الصحي بتكلفة مليون درهم.

وشكلت محطة "أيه 3" نقله نوعية في الأداء بعد تطبيق أفضل التقنيات الحديثة في تصميمها بالإضافة إلى قدرتها الاستيعابية التي تعادل ثلاثة أضعاف المحطة القديمة التي كانت في نفس الموقع.

وفي نوفمبر 2017 وقعت أكاديمية الشارقة للبحوث وجامعة الشارقة وبلدية مدينة الشارقة اتفاقية تعاون مشتركة تهدف إلى تنفيذ مشروع إجراء البحوث والتطوير للمعالجة الإضافية وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة بمحطة الصرف الصحي بمنطقة الصجعة بالشارقة.

ودشنت إمارة عجمان، في عام 2009 المحطة الأولى للصرف الصحي، وتستطيع المحطة حاليا معالجة ما يزيد عن 50% من المياه المعالجة من مياه الصرف الصحي، والتي يتم إعادة استخدامها في ري المزروعات، والمساحات الخضراء.