نوال الحوسني لـ"وام" : الإمارات نموذج عالمي في الطاقة المتجددة .. واستثماراتنا الدولية تجاوزت 12 مليار دولار

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 18 ديسمبر 2019ء) أكدت سعادة الدكتورة نوال خليفة الحوسني المندوبة الدائمة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن إسهامات دولة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة أصبحت نموذجا يحتذى عالميا وذلك بفضل الرؤى السديدة للقيادة الرشيدة واستشرافها للمستقبل..

مشيرة إلى أن الاستثمارات الدولية للدولة في القطاع بلغت أكثر من 12 مليار دولار أمريكي تمثل 49 مشروعا للطاقة المتجددة بإجمالي طاقة إنتاجية تصل إلى 4 جيجاوات.

وقالت في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات "وام " - بمناسبة قرب انعقاد الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي ستقام على هامش أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 -.. إن الدولة ستشارك في هذا الاجتماع السنوي وفي جعبتها الكثير من الإنجازات وستطلع الدول الأعضاء على حزمة من المشاريع والرؤى والخطط المستقبلية التي ستلعب دورا مهما في صياغة القطاع ورسم ملامحه للسنوات القادمة.

وتفصيلا .. أكدت سعادة الدكتورة نوال خليفة الحوسني أن دولة الإمارات وبإسهاماتها في هذا القطاع أصبحت نموذجا يحتذى به للدولة المسؤولة التي تسعى إلى ضمان استمرارية دفع عجلة التقدم والتطور المستدام في دول العالم كافة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وصون البيئة لتنعم بها الأجيال القادمة.

وأضافت :" في هذا الإطار نفذت دولة الإمارات وساهمت في تطوير عدد كبير من المشاريع محليا وإقليميا وعالميا كما حرصت على نشر وتطبيق أحدث حلول الطاقة المتجددة وسارعت إلى دعم الجهود كافة العلمية والبحثية للخروج بابتكارات عملية ساهمت في زيادة جدوى مشاريع الطاقة المتجددة ولعبت الإمارات كذلك دورا محوريا في تكثيف الجهود الدولية لتبني نهج الاستدامة وتذليل العقبات التي تحد من رفع نسب الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والتوسع في استغلالها".

وعن أبرز المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة بالعالم .. قالت إن الدولة أولت التوجه نحو استخدام حلول الطاقة المتجددة اهتماما بالغا منذ العام 2006 مع انطلاق أعمال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وبدء تنفيذ مشاريع عملاقة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية مثل محطة شمس ومجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية و"نور أبوظبي" وغيرها من المشاريع الحيوية.

وأضافت: "اعتمدت الدولة مجموعة من السياسات والاستراتيجيات الداعمة للتحول في قطاع الطاقة وتطبيق منظومة الاقتصاد الأخضر بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 الرامية إلى تحقيق التوازن بين إنتاج الطاقة واستهلاكها وتنويع مزيج الطاقة في الدولة للوصول إلى هدف 50 في المائة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050 حيث تتماشى هذه الأهداف أيضا مع رؤية الإمارات 2021 لتأمين 27 في المائة من احتياجات الطاقة في البلاد من مصادر نظيفة بما في ذلك الطاقة النووية السلمية".

وتابعت الحوسني " على الصعيد العالمي أنجزت "مصدر" بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين العديد من مشاريع الطاقة المتجددة المهمة مثل محطة "مصفوفة لندن" والتي تقوم بتوليد 630 ميجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة وهي إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية العاملة في العالم ومحطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة بقدرة 402 ميجاواط ومحطة "هايويند سكوتلاند" أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية على نطاق تجاري في العالم و"محطة الطفيلة لطاقة الرياح" والتي كانت عند افتتاحها أول محطة عاملة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري في منطقة الشرق الأوسط والواقعة في المملكة الأردنية الهاشمية وغيرها الكثير".

وعن الاستعدادات لانطلاق أعمال الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة .. قالت " خلال الحدث ستؤكد الدولة عزمها المضي قدما في دعم الجهود التي تبذلها "آيرينا" وتعزيز التعاون المشترك لتحقيق أهداف الوكالة التي تنسجم مع تطلعات وأهداف دولة الإمارات الإيجابية ورؤيتها المتفائلة الرامية إلى ضمان مستقبل مستدام لشعوب العالم ينعم بوفرة الموارد الأساسية بما يحفظ حقوق الأجيال القادمة ويعزز استمرارية جهود التنمية والتطوير المسؤول في المدن والمجتمعات كافة ".

وعن التعاون بين دولة الإمارات ومختلف دول العالم على صعيد تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة .. أكدت أنه " انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات لتسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة ودعم الجهود التي تبذلها "آيرينا" وتعزيز التعاون المشترك لتحقيق أهداف الوكالة تحرص الدولة على المشاركة الفاعلة والإيجابية في مختلف المنابر العالمية والتحالفات الدولية ذات العلاقة والتي تعمل على توفير فرص متكافئة لجميع المجتمعات لتبني حلول الطاقة المتجددة بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في أنحاء العالم كافة وتسعى إلى حشد الجهود نحو تمكين الدول النامية من التغلب على العقبات التي تحول دون تبنيها لحلول الطاقة المتجددة".

وقالت الحوسني: " بصفتها عضوا مؤسسا في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" التي تتخذ من العاصمة أبوظبي مقرا لها فقد قطعت دولة الإمارات أشواطا هامة في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة مثل الطاقة الشمسية المركزة والألواح الكهروضوئية والطاقة الكهرومائية بالضخ والتخزين والتقنيات الكهروضوئية العائمة".

وأضافت " كما أخذت الدولة بزمام المبادرة لتوسيع نطاق انتشار الطاقة المتجددة في العديد من دول العالم عبر إطلاق المبادرات المبتكرة وتفعيل التعاون متعدد الأطراف بين أعضاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لمواجهة التحديات التي تواجه الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة حول العالم".

وأكدت سعادة الدكتور نوال الحوسني أن دولة الإمارات رسخت في هذا الإطار مكانتها كوجهة دولية تحتضن أهم التجمعات المعنية بمناقشة قضايا الطاقة المتجددة ووضع الاستراتيجيات والسياسات الرامية إلى دعم جهود انتشارها فهي الدولة المستضيفة للمقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" وتنظم سنويا أبرز حدث دولي معني بالاستدامة وهو "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي شكل منذ انطلاقه وجهة لرواد الاستدامة من مختلف أنحاء العالم وشهد تطورا ملحوظا ليصبح اليوم منصة عالمية تحفز على دفع عجلة التنمية المستدامة في العالم من خلال احتضانه لمجموعة من الفعاليات التي تستهدف فئات مختلفة وجهات متعددة ويعمل الأسبوع من خلال مبادراته وفعالياته على تحفيز تبادل المعارف وتطبيق الاستراتيجيات وتطوير الحلول الكفيلة بدفع عجلة التقدم البشري وتمكين المرأة والشباب في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة.

وعن دور دولة الإمارات في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بالدول النامية .. قالت سعادتها " كما هو معروف فإن دولة الإمارات هي منارة للتسامح والعطاء الكبير وانطلاقا من هذا النهج تحرص قيادتنا الرشيدة دائما على دعم الدول الأخرى وتحسين حياة الناس حول العالم لذلك توجهت الإمارات بالتزامن مع إنجازاتها المحلية للخارج لتضع بصمتها المهمة في عدد من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء في مسعى لدفع عجلة نشر مشاريع الطاقة المتجددة ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وللمساهمة في الحد من معاناة شعوب الدول الصغيرة وخصوصا الجزرية التي تواجه نقصا حادا في تأمين الطاقة ومصادر المياه لسكانها".

وأشارت إلى أن دولة الإمارات قامت بتخصيص 350 مليون دولار أمريكي كمساعدات تنموية عبر مبادرة صندوق أبوظبي للتنمية لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" و50 مليون دولار أمريكي عبر صندوق الشراكة بين الإمارات ودول البحر الكاريبي للطاقة المتجددة إلى جانب 50 مليون دولار أمريكي عبر صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول المحيط الهادئ".