الحمادي: تم بناء منظومة التعليم في الإمارات استناداً إلى معايير عالمية

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 02 نوفمبر 2019ء) قال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم إن التعليم النوعي أصبح مطلباً وطنياً، وركيزة لمواصلة الإمارات خطى النهضة والتنمية والريادة وبناء الانسان لافتا إلى أنه تم بناء منظومة التعليم في الإمارات استناداً إلى معايير عالمية.

ونوه بأنه بعد مرور نحو 4 سنوات على تشييد قواعد المنظومة التعليمية المتمثلة في "المدرسة الإماراتية" وتطبيقها، بدأنا نلمس تحسناً ملحوظاً في مستوى طلبتنا، من خلال التغذية الراجعة ومؤشرات مهمة تتضح في التحاق الطلبة بالجامعات الحكومية بالدولة مباشرة ودون متطلبات سابقة، مايؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع معاليه بأهالي العين في مجلس الطوية وحديثه مع أولياء الأمور والمسؤولين والمختصين لمناقشة قضايا التعليم ومستجداته، في إطار رؤية وزارة التربية والتعليم نحو تعزيز التواصل بين القيادات التربوية وشرائح المجتمع.

شهد اللقاء، معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة ، سعادة الفريق سعيد الرميثي رئيس مجلس الطوية، ، وسعادة الدكتور حمد اليحيائي وكيل الوزارة المساعد لقطاع المناهج والتقييم، بجانب لفيف من أهالي المنطقة.

وتقدم معاليه في بداية اللقاء بالشكر على استضافته، مثمناً اهتمام مجلس الطوية ممثلاً برئيسه والأعضاء بتعزيز أطر التواصل، مشيراً إلى أن المجلس يشكل همزة وصل مع المجتمع وأهالي المنطقة الذين لمسنا منهم حرصاً واهتماماً وتفهماً ووعياً بأهمية تطوير التعليم.

وقال إننا في القرن 21، ودولة الإمارات وفقاً لرؤية قياتها الرشيدة، وضعت أجندة ومؤشرات وخطط استراتيجية ورؤية مستقبلية، علينا مواكبتها، ونحن أمام مفترق طرق، فيه نكون أو لا نكون، وفي قاموس الإمارات لا مكان للمستحيل أو التباطؤ في العمل في عصر العولمة والتقنية والثورة الصناعية الرابعة.

وأكد أن طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإرادته لا تزال حاضرة في قيادة دولة الإمارات وأبنائها، ولا يخفى على أحد أن الدول تتقدم بعلمها وبإنسانها، فالتعليم رهان المستقبل، وهدفنا أن نبلغ فيه أعلى المراتب، موضحاً أن توجه الدولة الحالي هو الانتقال إلى عصر الاقتصاد المعرفي، والاستثمار في الانسان وتأهيله علمياً، وذلك سيكون إحتفاء بتصدير آخر برميل نفط، هذه الثروة التي سيحل محلها الإنسان الإماراتي بما يمتلكه من فكر وعلم ومهارات.

وأشار إلى أن أولياء الأمور يشكلون جزءا مهما ولا يتجزأ من النجاح الذي يتحقق في تطور التعليم، وأن دعمهم وتفهمهم وحفزهم وتشجيعهم لأبنائنا الطلبة، يشكل أهم عامل لنجاح التعليم، وياتي هذا اللقاء من أجل تعميق تواصلنا وأن نعي أهمية المرحلة، ونتطلع إلى أن يكون ولي الأمر أكثر مساهمة في نجاح التعليم وتطوره من خلال متابعة أبنائه دراسياً وإنضباطهم في الحضور المدرسي وحفزهم على المشاركة في أنشطة المدرسة.

ولفت معاليه إلى أن ما يشغل بال أولياء الأمور هو ذاته محور اهتمامه فهو أيضاً ولي أمر، ونريد جميعاً أن نحتفي بطلبتنا من خلال نجاحهم وتميزهم تعليمياً، وغايتنا توفير أفضل بيئات التعليم والتعلم لهم لكي يبدعوا وينافسوا ويتقدموا ويتميزوا أكاديمياً.

وأشار معاليه إلى أهمية تطوير التعليم لمواكبة تطلعات الدولة وتوجيهات القيادة الرشيدة، وهو أمر استراتيجي، منبثق عن رؤية الإمارات 2021، ومئويتها 2071، موضحاً أنه إذا أردنا التقدم في مختلف القطاعات علينا أن نحسن من مستوى التعليم والمخرجات التعليمية لدينا في ظل عالم متغير ومستقبل مبني على المعرفة وسوق عمل سوف يطرأ عليه اختلاف كبير حيث ستحل وظائف جديدة وتختفي أخرى.

وأفاد بأن التغيير الذي طرأ على التعليم كان مفصلياً وشاملاً ومتكاملاً ونتاج عمل جماعي تشاركي مع مؤسسات الوطن، وكبرى بيوت الخبرة في التعليم عالمياً ووفق أفضل النماذج العالمية والتجارب الرائدة في العالم، وذلك بهدف إيجاد منظومة تعليمية وطنية قادرة على تمكين طلبتنا من المعارف والعلوم والمهارات المستقبلية المتقدمة، والمنافسة عالمياً، والقدرة على التقدم في السلم التعليمي العالي والولوج إلى تخصصات علمية مهمة بما يعزز من وتيرة التحول نحو اقتصاد المعرفة المستدام.

وذكر أن التغيير دائماً له مؤيد وله معارض، ولكن نريد من المجتمع أن يتمعن ويتفهم ما هو المردود المستقبلي على أبنائنا الطلبة، من تطوير التعليم، وكيف له أن يصنع قادة وكفاءات وطنية تقود مسيرة البناء والتنمية، حيث إن ذلك الطموح لا يمكن أن يتحقق في حال ظل التعليم تقليدياً ونمطياً لا يقدم الإضافة.

وقال إنه تم بناء منظومة التعليم في الإمارات استناداً إلى معايير عالمية، متكاملة، حيث تم ربط الطالب بمستجدات التكنولوجيا وأدواته، والذكاء الصناعي ومهارات القرن 21، والابتكار، وتوفير بيئة محفزة من الأنشطة والتطبيق العملي وربط الطالب ببيوت الخبرة عالمياً، من خلال رحلات استكشافية، بجانب إيلاء الجانب الأخلاقي والقيم الإماراتية الأصيلة حيزاً كبيراً من الاهتمام، وتحقيق ذلك عبر مسارات تعليمية تضمن ذلك ومناهج دراسية تدعم رؤيتنا في تحقيق سمات طالب المدرسة الإماراتية، وفي الوقت ذاته تضمن للطالب الالتحاق في الجامعة دون أي فجوات أو عراقيل سابقة كانت تواجهه، حيث تم ردم هذه الفجوات والخلل الحاصل في النظام التعليمي الحالي.

وأوضح أنه بعد سنوات من التغيير في التعليم، ظهرت انعكاسات ذلك على طالب المدرسة الإماراتية، حيث أصبح طلبتنا ينافسون عالمياً ويحققون إنجازات تعليمية في المحافل العالمية، وأصبحوا كذلك متمكنين من العلوم المعاصرة، ولا يجدون صعوبات في الالتحاق بالجامعات من خلال الالتحاق بهذه المؤسسات التعليمية مباشرة وبنسب كبيرة ومشجعة وهذا من بشائر تطوير التعليم في دولة الإمارات.

وقال إن البدايات دائماً تكون مقلقة للبعض ويراها آخرون صعبة، ولكن التطور العالمي والثورة المعرفية والتحول نحو اقتصاد المعرفة يتطلب الشجاعة في التغيير ومواكبته بتوفير نظام تعليمي متميز، وبناء جيل متسلح بالعلم ومهاري وهو أمر حتمي، مشيراً إلى أن فلسفة وزارة التربية والتعليم قائمة على جودة المخرج التعليمي وبناء أجيال متمكنة ومسؤولة متمسكة بالقيم الإماراتية الأصيلة.

وأكد أن هناك تجارب عديدة لدول طورت من أنظمتها التعليمية، مثل فنلندا وسنغافورة واليابان، وهي اليوم تجني ثمار ذلك التطوير بعد سنوات من الصبر والعمل والتغيير والتخطيط المستمرين، ونريد أن تكون هذه الدول النموذج لنا والتي نسير على خطاها.

وقدم معاليه شرحاً وافياً للحضور عن تطور المدرسة الإماراتية، وماهية المتغيرات، وجوانب أهمية النقلة النوعية في نظامنا التعليمي، لتمكين طلبتنا، واستمع إلى تعليقات الحضور وأجاب على استفساراتهم، مؤكداً لهم أن التغيير والتطوير مستمران، وأنه بدعم أولياء الأمور، وتفهمهم للاستحقاقات المستقبلية، ومتطلبات المرحلة، وأهمية أن يكون تعليمنا الرقم واحد عالمياً، قادرون بإذن الله على أن نتخطى التحديات، وإنجاز تطلعاتنا، ونكون في مقدمة الدول تعليمياً بالتشارك والعمل سوية، وجعل الطالب ومصلحته فوق كل اعتبار.