" منتدى التسامح " يؤكد أهمية دور المؤسسات الاجتماعية في دعم وتنمية التلاحم

" منتدى التسامح " يؤكد أهمية دور المؤسسات الاجتماعية في دعم وتنمية التلاحم

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 اكتوبر 2019ء) نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية اليوم الدورة الثالثة لـ " منتدى التسامح " تحت شعار " دور التسامح في التلاحم المجتمعي" وذلك على مسرح الأرشيف الوطني بأبوظبي.

حضر المنتدى الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر رئيس مجلس ادارة دار زايد للثقافة الاسلامية وعدد من أعضاء مجلس الادارة ومسؤولين بمؤسسات حكومية وخاصة وطلبة المدارس.

وألقت الدكتورة نضال الطنيجي مدير عام دار زايد للثقافة الاسلامية الكلمة الرئيسية للمنتدى مؤكدة أن في إطار بناءِ جُسور التواصل الحضاري، وترسيخ مفهوم التلاحم المجتمعي؛ يأتي تنظم منتدى التسامح الثالث استمراراً لِسلسلة المنتديات المُتخصّصة التي تعقدها ضِمن مبادراتها ومشاريعها الاستراتيجية، تَوافقاً مع رؤية حكومة أبوظبي التي تهدف إلى إقامة مُجتمع آمن و واثق، وبناء اقتصاد مستدام؛ يمتلك القدرة على المنافسة في ظلِّ الانفتاح العالمي؛ وتحقيقاً لقيم دار زايد للثقافة الإسلامية ورسالتها السّامية التي تركز على التعريف بجوهر الإسلام و إظهار الصورة المتميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعايش السلمي والتسامح الديني وقبول الآخر.

وقالت أن منتدى التسامح لعام 2019 يهدف إلى إثراء المحتوى المعرفي والثقافي للتسامح، ومُناقشة دور قيم التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع، وترسيخ مفهوم التلاحم المجتمعي، من خلال ما يتمتّع به أفراد المُجتمع مِن مبادئ وقيم مرتبطة بالهوية الوطنية، إلى جانب مناقشة دور الشراكة المجتمعية في تعزيز التلاحم، وتعميق قيم التسامح والانفتاح لدى مُختلف شرائح المجتمع، وإثراء المنصات الإعلامية والرقمية بقيم التّسامح والتلاحم المجتمعي بمشاركة نخبة مِن المتحدثين في مجالات التسامح والتلاحم المجتمعي، يمثلون جهات حكومية وإعلامية عدة.

ولفتت الى دور التسامح في التلاحم المجتمعي موضحة أن طبيعة العلاقة بين المنظومتين قائمة على مجموعة من الأسس والقيم الاجتماعية والدينية والسيكولوجية، لاشتراكهما في الآثار المادية والاجتماعية على المجتمع , فالتلاحم المجتمعي والتسامح الإنساني درعٌ منيع يُحافظ به المجتمع على الرابط الذي يجمع شمله من خلال المعاني الإنسانية الإيجابية، والتي تعتمد أساساً على روح المواطنة والولاء، والتآخي والمرونة في العلاقات المتبادلة بين مُختلف أطياف المجتمع؛ الأمر الذي يستلزم الاتِّصاف بالتسامح والإيمان بالمستقبل المُشترك وقبول التعددية والانفتاح على الآخر وبذلك يُستدام فضاء مُشترك بين أطياف المجتمع كافة للعيش في وئام تام.

وأكدت أن في سياق هذه المعاني السامية، والنهج الرّاسِخ؛ تُقدِّم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مُتميّزاً وتجربة رائدة لِمفاهيم الترابط الاجتماعي والتّسامح والمحبّة والسّلام والانفتاح والتّعايش مع الآخرين بينَ مُختلف شرائح وفئات المجتمع، وتحقيقها على أرض الواقع مِن خلال مبادرات وبرامج نوعية مكثفة ذات الصلة تروم إلى صَون الحريات واحترام الآخر، والتَّنَعُّم بالحياة الكريمة والاحترام، وتُجَرّم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، بِفضل التوجيهات السّديدة للقيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، التي أرسى دعائِمها المُؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".

وأضافت الدكتورة نضال الطنيجي ان تنظيم دار زايد للثقافة الإسلامية للمنتدى الثالث لعام 2019 إنّما هو استشراف مُبكّر للمستقبل واستعداد له، بما يعود على المجتمع بمختلف مكوناتِه بالنفع والخير، فالشعوب المُتسامحة دينياً وثقافياً وعرقياً هي الشعوب الأكثر تطبيقاً لمتطلبات التلاحم المجتمعي تعزيزاً للتعاون والتواصل والولاء للمجتمع وتحقيقاً للأهداف المشتركة. و قد أعلن المنتدى توصياته حيث أكد المشاركون أن التسامح والتلاحم مفهومان متلازمان لا يتحقق أحدهما إلا بوجود الآخر تربطهما علاقة طردية، وأن التعريفات الخاصة بالتلاحم المجتمعي تأخذ بالاعتبار مفهوم التسامح كعنصر في تحديد مفهوم التلاحم. كما أكد المشاركون بالمنتدى أن التلاحم المجتمعي ما هو إلا نتيجة ومخرج من مخرجات التسامح كالسعادة والولاء والانتاجية والازدهار، فالشعوب المتسامحة ينيا وثقافيا وعرفيا هي الشعوب الأكثر تطبيقا للتلاحم المجتمعي.

الى ذلك أكد المنتدى أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات الاجتماعية في دعم وتنمية التلاحم المجتمعي , وأهمية تفعيل دور المؤسسات الإعلامية في نشر الرسائل التوعوية عن أهمية مشاركة جميع فئت المجتمع في تعزيز قيم التسامح والتلاحم.

وشمل المنتدى مشاركة سبعة متحدثين في جلستين ناقشت سبع أوراق عمل ، حيث الجلسة الأولى بعنوان " قيم التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي" وتناقش أربع أوراق عمل تتحدث عن أهمية برامج المؤسسات المجتمعية في تنمية التلاحم المجتمعي لسعادة منى عجيف الزعابي الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المساندة بوزارة تنمية المجتمع ، و تحدثت موزة الكتبي مديرة ادارة الشؤون الثقافية والتعليمية بدار زايد للثقافة الإسلامية عن سمو قيم التسامح وأثرها في التلاحم المجتمعي ، وتناول سعادة ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني ورقة عمل بعنوان التسامح وتعزيز الهوية الوطنية، والورقة الرابعة تحدثت فيها أمل محمد حسن العزام خبير اجتماعي بمؤسسة التنمية الأسرية عن التسامح الأسري في بناء مجتمع متلاحم.

أما الجلسة الثانية بعنوان " التلاحم المجتمعي مسؤولية مؤسسية" فقد ناقشت ثلاث أوراق عمل عن ، رسالة الإعلام في تعزيز قيم التسامح والتلاحم المجتمعي يقدمها سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، و يناقش موضوع الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للتطوع وارتباطها بالتلاحم المجتمعي ومحمد سعيد الرميثي مستشار الشؤون المحلية والمساعدات بالهلال الأحمر الإماراتي.

واختتم المنتدى بورقة عمل قدمها مازن جابر الدهماني مدير إدارة الرياضة بدائرة تنمية المجتمع تحت عنوان أثر التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي من خلال دور دائرة تنمية المجتمع.

وعلى هامش المنتدى نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية معرض صور بالتعاون مع الأرشيف الوطني يسلط الضوء على علاقة التلاحم بين قيادة دولة الامارات وشعبها.

وتضمن المنتدى المنصة الالكترونية "وثيقة المليون متسامح" ليتيح الفرصة للمشاركين والحضور التوقيع عليها.

وأكد خليفة الساعدي رئيس قسم العلاقات العامة والاعلام بدار زايد للثقافة الاسلامية في تصريح لوكالة أنباء الامارات "وام" أن عدد المشاركين بالوثيقة وصل الى 790 ألف مشارك وعدد زوار المنصة 950 ألف زائر ومن المتوقع في نهاية شهر نوفمبر القادم ان يصل عدد المشاركين بالوثيقة الى هدف المليون متسامح.

وعرض المنتدى الروبوت "هزاع" الذي جاءت تسميته تقديرا لرائد الفضاء الاماراتي هزاع المنصوري الذي وجه رسالة للحضور للمشاركة في وثيقة المليون متسامح , معرفا بنفسه " أنا هزاع من عاصمة التسامح.. كن جزءا من المليون وشاركنا في وثيقة المليون متسامح.. كما يشارك الروبوت بمعلوماته حول رائد الفضاء الاماراتي.

وتعرض الدار اصداراتها وكتبها المختلفة بلغات متعددة تتناول الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.