معرض العين للكتاب يستكشف آليات صون التراث الإماراتي

معرض العين للكتاب يستكشف آليات صون التراث الإماراتي

العين (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 اكتوبر 2019ء) تتواصل فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الحادية عشرة من معرض العين للكتاب الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين و تنظمه دائرة الثقافة و السياحة – أبوظبي في مركز العين للمؤتمرات، بمشاركة نخبة من أبرز الكتاب والأدباء والمثقفين.

و شهد يوم أمس ندوة ثقافية بعنوان "قيمة التراث الإماراتي وآلية صونه" للباحث والمؤرخ الدكتور حمد محمد بن صراي، وأدارها الدكتور موسى الهواري.

و أشار ابن صراي إلى أن التراث الإماراتي يحيط بنا، فهو موجود في البيت و في الملابس والزي التراثي و في الرياضة وطراز عمران البلدات القديمة، في الأحاديث والعلاقات مع الأقارب والجيران، في الفن والموسيقى مؤكدا أن التراث التاريخي الضخم عبارة عن حلقة من حلقات التفاعل المتواصل والمتوازن بين البحر والبر.

و لفت إلى أن ميادين التراث كثيرة وهي متواجدة في اللغة والانتماء العربي والإسلامي، المأثورات، الأمثال والشعر، العادات والتقاليد، الأهازيج والحكايات، الفلكلور، الموروث العمراني، الموروث الاجتماعي، الموروث الحرفي، و الموروث التاريخي، وهذه جميعها تمثل بعناصرها منجزا حضاريا عظيما للأمة، معتبرا أن التراث مستودع قيم الأمة وحارسها، وهو خط الدفاع الأول ضد الغزو الحضاري الذي يهدد الشعوب .

و قال: "مع مرور الوقت أصبح التراث نمطا سلوكيا يعبر عن الجوانب النفسية والاجتماعية للفرد والمجتمع بشكل عام، وظاهرة ذات دلالات، وليس مجرد أمثال وألغاز فقط"، مشيرا إلى أن الحفاظ على التراث يتحقق أيضا من خلال التمايز بين جيلي الآباء والأجداد، وبين جيل الأبناء والشباب.. كما أن التراث ينقل التاريخ بدقة عالية، ويمثل جزءا من الحاجات الاجتماعية والثقافية للجماعة، لذا فهو يشكل أحد الركائز المهمة للهوية الوطنية.

و أوضح الدكتور بن صراي ضرورة التوفيق والجمع بين الحاضر المزدهر و الماضي العريق، لأن المجتمع حين يبتعد عن أصالته يبتعد عن ثقافته وإذا ترك المعاصرة يعني ابتعاده عن عصره معتبرا أن الهدف من وراء الملابس والأزياء كان منذ الأزل الستر، والتزين والتجمل طبقا لعادات الناس وتقاليدهم المستمدة من الدين والعروبة كما أنها تشير إلى التقشف والزهد والتأقلم مع المناخ صيفا وشتاء، إلى جانب الظروف الاقتصادية التي حتمت على شرائح المجتمع ارتداء ما يوافق مستوياتهم الاجتماعية.

ورأى أن العادات والتقاليد المتعلقة بالسلوك والعلاقات الإنسانية جزء لا يتجزأ من الموروث الاجتماعي مثل عادات الزواج والزيارات والضيافة..كما أن الأمثال الشعبية تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على التراث الإماراتي كونها مصدرا مهما للمؤرخ و الباحث والمتخصص الاجتماعي لأنها تكشف عن نظرة المجتمع إلى مختلف مناحي الحياة والإنسان والطبيعة والأخلاق والفن والبيئة مثلما تعبر عن مشاعر الإنسان وأفراحه وأحزانه وآماله وحكمته وأمانيه، داعيا إلى همية نقل التراث الإماراتي عبر المسلسلات التراثية الإماراتية بشكل صحيح مع مراعاة أدق التفاصيل المتعلقة بطرق الحياة قديما، وأهمها التراث المعماري .

كما استضاف المعرض مساء أمس " الاثنين" ندوة ثقافية بعنوان قراءة في مخطوط رواية " بئر معطلة" للكاتبة فاطمة الكعبي التي قدمها الدكتور جمال مقابلة بحضور الكاتبة وعدد من أساتذة النقد وطلاب جامعة الإمارات في العين.

و استعرضت الكاتبة فاطمة الكعبي الأسباب التي دفعتها إلى كتابة روايتها والتي استلهمت فصولها من منطقة العين، في محاولة لتوثيق الكثير من التفاصيل حولها متمنية أن تكون روايتها بمثابة إضافة إلى الساحة الأدبية تثري تجربة الأدب النسائي في دولة الإمارات بشكل خاص ومنطقة الخليج العربي بشكل عام.

من جهته، قال الدكتور جمال مقابلة إن هذه القراءة تعد الأولى من نوعها كونها تجري على مخطوط رواية لم ينشر بعد وتطرق إلى وظيفة الروائي في الاحتيال في حالة السرد الذاتي وإيجاد السياق الحكائي في الرواية، من خلال هند بطلة الرواية التي تحكي جميع التفاصيل على لسانها في الأغلب، وهذا يجعلها قريبة من رواية السيرة والصوت الواحد، فهي تصف الجميع من موقعها، وتتمركز خلف عين البطلة.