جواهر بنت عبدالله القاسمي: ضمان تطور السينما مرتبط بجذور تراثنا وتاريخنا

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 28 سبتمبر 2019ء) أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مؤسسة «فن» مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب قبيل انطلاق المهرجان في اكتوبر المقبل أن ضمان نمو وتطور السينما الإماراتية والخليجية والعربية نمواً أصيلاً علينا الارتباط بجذور تراثنا وتاريخنا والعمل على بناء ثقافة فنية خاصة بالطفل قوامها سينما الطفل ومسرحه وموسيقاه وأدبه وأشعاره ووضعها في إطار ثقافي محدد ومخصص لهذه الفئة العمرية.

واشارت الى أن بناء علاقة وثيقة بين الطفل والفنون يعني أن ينمو الحس الفني لدى الطفل وينضج بالتزامن مع نمو معتقداته وعواطفه وأفكاره، موضحة أن هذا التوازن في النمو يضمن بناء شخصية اجتماعية سوية ومبدعة لا تستهلك الفن بل تصنعه وتتأثر بفنون غيرها بوعي ومن هنا يأتي دور مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب ليسهم في تنشئة الطفل الإماراتي على أسس أخلاقية ومعنوية رفيعة ويؤسس في وعيه دليلاً داخلياً يرشده نحو فهم الحياة وطبيعة دوره فيها.

وأضافت أنه بالنسبة للشباب الذين يستهدفهم المهرجان لأول مرة في نسخته السابعة فهناك حاجة ملحة يجب أن تتحقق لهذا الجيل على وجه التحديد في هذا العصر بالذات وهي حاجتهم لتجارب ذات مغزى وحاجتهم للمعرفة التي تأتي على شكل حكاية بصرية محملة بالمشاعر والقيم وحاجتهم للإجابة على سؤال يشغل بال شريحة واسعة منهم وهو ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحياة ليكون لي دور وبصمة في صنع الجمال وتعميم الخير والدفاع عما أؤمن ..هذه الحاجات والأسئلة تشبعها الفنون والسينما من خلال مشاهدتها وصناعتها على حد سواء.

وأوضحت الشيخة جواهر القاسمي أن العلاقة بين صناعة السينما وصناعة جيل مبدع علاقة تبادلية فالسينما المبدعة تحتاج إلى جيل مبدع ومدرك لوظيفته وصناعة هذا الجيل تحتاج إلى سينما منشغلة بقضاياه وأحلامه تشاركه مسيرته وتغذي وعيه بالتجارب وهذا يعني أن السينما تعكس هوية صانعيها وعاداتهم وتقدم للعالم هويتهم الأخلاقية والثقافية أكثر من أي وسيلة أخرى وفي الوقت ذاته تعمل على تغذية الأخلاق والقيم والهوية وتثريها بتجارب غيرها من الهويات لذا فنحن لا يمكننا استيراد تجربة سينمائية جاهزة بل يجب أن تكون نبتاً أصيلاً في حقلنا الثقافي وليس دخيلاً عليه وتتويجاً لنضج ثقافتنا وفنوننا ونتاجاً لقدرة أبنائنا على دمجها في أعمال جميلة يطل من خلالها العالم على ثقافتنا ونمد بهاً جسوراً نحو ثقافات الشعوب الأخرى.

وقالت إن السينما أثبتت تفوقها على غيرها من الأدوات في صناعة الوعي وبناء الصور الذهنية للأمم وتقديمها لساحة الرأي العالمي فها نحن نرى الصين التي يمتلئ العالم بصناعاتها ومنجزاتها تستثمر المليارات لبناء مجتمع سينمائي تخاطب العالم من خلاله وتقدم له هويتها ونرى السينما في كوريا الجنوبية تؤثر في وعي الناس ورأيهم أكثر مما تفعله منتجاتها وتقنياتها ..أما هوليوود فقد استطاعت أن تنمّط ثقافة جيل عالمي كامل من خلال أفلامها لدرجة أن كل ما يعرفه هذا الجيل عن أمريكا هو فقط ما تقدمه أفلامها السينمائية وأعمالها الدرامية.

وأكدت في ختام حديثها أنه عندما تشاهد فيلماً يروي حكاية من صلب حياة شعب ما لا شك سترتبط وجدانياً به وبأبطاله وستتعاطف معهم وتفهمهم وتحبهم وهذا ما نحتاج إليه اليوم جيل قادر على صناعة سينما تنقل رسائلنا للعالم وسينما قادرة على صناعة جيل يؤمن بالمحبة والتعاون كقاعدة لعلاقاته ونظرته للحياة.