"ملتقى أبحاث السرطان" يكشف عن تركيبة دوائية تمنح أملاً جديداً لمرضى سرطان الرئة

"ملتقى أبحاث السرطان" يكشف عن تركيبة دوائية تمنح أملاً جديداً لمرضى سرطان الرئة

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 26 سبتمبر 2019ء) كشف ملتقى " أحدث المستجدات حول أبحاث السرطان" عن إمكانية تحقيق ثورة جديدة في علاج سرطان الرئة بعدما توصل فريق من العلماء إلى تركيبة دوائية جديدة تساعد على تقليص الأورام السرطانية في الرئة.

و أكد البروفيسور جوليان داونورد مساعد مدير البحوث في معهد فرانسيس كريك خلال الملتقى الذي نظمته جمعية أصدقاء مرضى السرطان في كلية الطب جامعة الشارقة مؤخرا تمكنه مع فريقه من اكتشاف تركيبة جديدة من الأدوية يمكن أن تسهم في تقليص الأورام السرطانية في الرئة عند البشر و الفئران بشكل كبير.

و أشار داونورد إلى أن هذا الإنجاز جاء بعد عامين من الجهود الجبارة و الأبحاث العلمية المكثفة التي تم إجراؤها في "مختبر الشارقة" بمعهد فرانسيس كريك في العاصمة البريطانية لندن .. مؤكدا إمكانية استخدام التركيبة الدوائية الجديدة في التجارب الاكلينيكية على البشر خلال العامين المقبلين للتأكد من فعاليتها في علاج سرطان الرئة.

و ناقش الملتقى - الذي شارك فيه نخبة من أبرز الخبراء العالميين والمحليين من الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان ومعهد فرانسيس كريك ومستشفى الجامعة بالشارقة - آخر التطورات العلمية في مجال الأبحاث و العلاجات السرطانية و العمل على خلق مزيد من شبكات التواصل وتعزيز التعاون بين الهيئات الطبية والصحية المشاركة وتشجيعها على إجراء مزيد من البحوث الطبية وتبادل الخبرات ما يسهم في دعم الجهود الجماعية في مجال الدراسات والبحوث الطبية المتعلقة بعلاج السرطان.

يأتي تنظيم الملتقى بعد عامين من افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "مختبر الشارقة" الذي أقيم بدعم وتمويل كامل من قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان حيث تبرعت بمبلغ 500 ألف جنيه إسترليني للجمعية البريطانية لأبحاث السرطان في لندن بهدف دعم الدراسات والبحوث الطبية المتعلقة بالسرطان والأمراض غير المعدية.

ومنذ افتتاح مختبر الشارقة عمل البروفيسور داونورد على تطوير مجموعة من العقاقير الطبية الفعالة التي نجحت في علاج الخلايا السرطانية في الرئة حيث أسهمت التركيبة الدوائية في قتل الخلايا المصابة بالسرطان وتقليص الأورام السرطانية.

ويشرف البروفيسور على المختبر الذي يضم نخبة من كبار العلماء والباحثين الذين يصل عددهم إلى حوالي 1250 عالما من مختلف التخصصات الذين يسخرون قدراتهم البحثية للتوصل إلى الأسباب الكامنة وراء الأمراض الخطيرة وغير المعدية لا سيما السرطان من أجل تطوير علاجات فعالة وناجعة لمنعها والقضاء عليها.

و قال البروفيسور داونورد في كلمته خلال أعمال الملتقى :" لقد أسهم تأسيس مختبر الشارقة في معهد فرانسيس كريك في تمكيننا من إجراء الدراسات والأبحاث الطبية اللازمة لإيجاد الحلول الممكنة والعلاجات الناجعة لأمراض السرطان و من خلال هذه الدراسات اكتشفنا في الآونة الأخيرة أن دمج عقار جديد مع اثنين من المركبات الآخرى يسهم بشكل كبير في تقليص حجم الأورام السرطانية في الرئة عند الفئران والخلايا السرطانية عند البشر حيث تبين من التجارب أن التركيبة الدوائية كانت فعالة على الفئران.

وأضاف أن هذه النتائج تشجعنا على تجربة هذه التركيبة في التجارب الاكلينيكية على البشر خلال السنوات المقبلة وبفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي و قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي سنواصل العمل على هذه التجارب التي ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل إلى علاجات فعالة للسرطان قد تسهم في تأخير أو منع مقاومة الأدوية " .

من جانبه قال نيك غرانت المدير التنفيذي للاستراتيجية والشراكات الدولية في الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان : " علينا أن نتعاون مع المؤسسات والحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل جمع أفضل العقول والخبرات العلمية المبدعة للعمل معا بهدف التغلب على السرطان الأمر الذي يتجلى في مشاريع رائدة مثل مبادرة التحدي الكبير التي أطلقتها الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان والتي تقدم التمويل التحويلي لفرق البحوث العلمية الدولية متعددة التخصصات للحصول على إجابات على أصعب الأسئلة المتعلقة بالسرطان" .

وأضاف غرانت : " نعمل منذ وقت قريب مع نخبة من أبرز الباحثين من المملكة المتحدة وخارجها بهدف تطوير أساليب وتقنيات جديدة للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة لما لذلك من أثر كبير في زيادة فرص النجاح ودعم فاعلية العلاج فكلما أكتشف السرطان مبكرا كلما زادت فرص الشفاء ومن هذا المنطلق تنبع شراكتنا مع جمعية أصدقاء مرضى السرطان للعمل معا وتبادل الخبرات من أجل التوصل إلى الطرق والأساليب الفعالة للتغلب على السرطان في الإمارات والمملكة المتحدة والعالم أجمع " .

بدورها قالت سوسن جعفر رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان :" قبل عامين فقط افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي مختبر الشارقة في معهد فرانسيس كريك ونحن في الشارقة بل ومجتمع البحث العلمي العالمي فخورون للغاية بهذه الإنجازات التي حققها البروفيسور داونورد وفريقه البحثي الأمر الذي يشكل تحقيقا لرؤية قيادتنا الرشيدة الهادفة إلى تعزيز الجهود الدولية في تطوير ابتكارات جديدة لعلاج السرطان وغيره من الأمراض غير المعدية.

و رحب الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بزيارة الوفد البريطاني برئاسة البروفيسور جوليان داونورد الرئيس البحثي لـ "مختبر الشارقة" .. مشيدا بالنتائج التي توصل اليها المختبر في لندن وأشار إلى أن هذا المعهد يعد الأكبر في الأبحاث الطبية الحيوية في أوروبا والأهم من نوعه في العالم ويسهم في إجراء الأبحاث والدراسات المرتبطة بمرض السرطان بصورة عامة وبمرض سرطان الرئة على وجه الخصوص من أجل الاستفادة منها في إنتاج علاج ناجح وفعال لهذا المرض.

و أوضح مدير جامعة الشارقة أن فتح آفاق التعاون بين جامعة الشارقة وهذا المعهد العالمي والمتخصص بمرض السرطان يشكل أفقا علميا عالميا جديدا ليس لتحديات التعليم الأكاديمي في ميادين جامعة الشارقة للتعليم الطبي فحسب وإنما لتعزيز الآفاق العالمية من أجل نهضة الجامعة في ميادين البحث العلمي .

وقد شهد الملتقى عروضا تقديمية لسلسلة من النتائج البحثية قدمها كل من البروفيسور عزام مغزاشي الأستاذ في قسم العلوم السريرية و الدكتور رفعت حمودي الأستاذ المساعد في قسم العلوم السريرية والبروفيسور رياض بن دردف أستاذ مساعد في قسم العلوم السريرية في كلية الطب بجامعة الشارقة.

وفي أعقاب العروض التقديمية اجتمع المشاركون في المنتدى لبحث نتائج الدراسات البحثية المتخصصة وبعدها التقوا طلاب الماجستير والدكتوراة في جامعة الشارقة ثم زاروا معهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية في الجامعة.