تقرير : مستشفى دبي للجِمَال يعتزم رفع طاقته الاستيعابية 50%

دبي فى 23 سبتمبر / وام/ يعتزم " مستشفى دبي للجمال " الذي أفتتح في العام 2017 رفع طاقته الاستيعابية بمقدار 50% لتلبية ارتفاع معدلات الطلب من مربي الإبل، ليس فقط من داخل الدولة و لكن من مختلف أنحاء المنطقة.

وسيتمكن المستشفى الذى يستقبل في الوقت الراهن نحو 20 جملا في وقت واحد من استقبال 30 جملا بعد التوسع المنتظر بالنظر الى التجهيزات المتميزة التي يتمتع بها المستشفى والتي تعد أحدث واكثر تخصصا في هذا المجال عالميا.

و يسعى مستشفى دبي للجمال الذى بلغت تكلفة إنشائه 40 مليون درهم للحصول على شهادة الجودة العالمية " أيزو" خلال الأشهر القليلة المقبلة بما يعكس مدى الالتزام بتقديم أعلى مستويات الجودة في مجال الرعاية البيطرية للإبل في الوقت الذي يعمل فيه المستشفى على الدخول في مجال الأبحاث العلمية الخاصة بالجمال لإثراء الجانب المعرفي المرتبط بهذا التخصص بما يضمن الارتقاء بنوعية الرعاية البيطرية المقدمة للإبل وتأكيد ريادة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموما في هذا المجال.

وقال محمد البلوشي، مدير مستشفى دبي للجمال، إن التوسع في تقديم خدمات نوعية في مجال الرعاية البيطرية المتخصصة في العناية بالإبل يواكب التطور الكبير في مجال اقتناء وتربية الإبل خاصة مع انتشار السباقات المخصصة لها في المنطقة على مدار السنوات السابقة، حيث يوفر المستشفى أفضل خدمات التشخيص والعلاج للإبل وفق أفضل المعايير العالمية.

ويعد مستشفى دبي للجمال الأول من نوعه في العالم ويتمتع بمكانة فريدة في مجال الطب البيطري نظرا لما يقدمه من خدمات بيطرية معنية بالإبل التي مثلت على مر الزمان رمزا من رموز التراث الإماراتي والخليجي وكذلك الموروث الحضاري العربي على وجه العموم إذ كانت فيما مضى وسيلة الانتقال الأولى في ربوع شبه الجزيرة العربية، في الوقت الذي زادت فيه أهمية الإبل مع دخولها إلى مجال المنافسات الرياضية والسباقات الكبرى، لتصل أسعار بعضها إلى ملايين الدراهم .

و أوضح مدير مستشفى دبي للجمال أن فريق العمل يضم مجموعة من أفضل الكفاءات البيطرية المتخصصة من أطباء ومساعدين من ذوي الخبرة الكبيرة في هذا المجال، حيث يصل عدد أعضاء فريق العمل إلى 65 موظفا مختصا فيما يدعم المستشفى صيدلية داخلية تتوافر فيها كافة الأمصال والعقاقير الخاصة ما يجعل المستشفى يتمتع بالاكتفاء الذاتي من ناحية العلاجات الدوائية اللازمة للإبل، فضلا عن امتلاك المستشفى لمختبر بيطري مجهز وفق أفضل المعايير العالمية بما في ذلك أجهزة الكشف بالأشعة فيما تم دعم المستشفى بغرفتين للجراحة مجهزتين بأحدث المعدات بما يمكن من إجراء أصعب الجراحات المعقدة، إضافة إلى مضمار مصغر لإعادة تأهيل الجمال.

و تحظى "سفينة الصحراء" باهتمام كبير في دبي و دولة الإمارات نظرا لارتباطها بتاريخ وتراث وثقافة المنطقة حيث يعد المستشفى أحد أوجه التعبير عن هذا الاهتمام الذي يعود إلى آلاف السنين، إذ تشير الدراسات وبعثات التنقيب إلى دلائل تبرهن على أن وجود الإبل في هذا الجزء من العالم يعود إلى عدة آلاف من السنين، فيما تشكل الإبل اليوم أهمية إضافية نظرا لازدهار رياضة سباقات الجمال التي نبعت من هذا الارتباط التاريخي بها، وكذلك مسابقات جمال الإبل والتي تصل جوائزها إلى ملايين الدراهم.

و فضلا عن الأهمية التي تتمتع بها في مجال السباقات فإن أهمية الإبل من الناحية الاقتصادية ارتفعت أيضا في السنوات القليلة الماضية مع ازدهار تصنيع حليب النوق في دولة الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، وظهور عدد من المصانع المتخصصة في إنتاج مشتقات ألبانها المعروف بقيمته الغذائية العالية ويعد من أكثر أنواع الألبان الصحية وذلك وفق ما أظهرته الدراسات والأبحاث المعملية.

من جهة آخرى أوضح أحد التقارير السوقية الصادر عن مؤسسة "آي مارك" أن سوق منتجات ألبان الابل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ناهز 447.9 مليون دولار في العام 2018 في حين توقع التقرير أن تتجاوز قيمة سوق تلك المنتجات 660 مليون دولار بحلول العام 2024.

وقد واكب إزدهار الأنشطة الرياضية والاقتصادية المتنوعة المتعلقة بالإبل وزيادة مردودها الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة نموا مطردا في طلبات العناية البيطرية بالإبل لمعالجة مختلف أشكال الأمراض والإصابات التي قد تتعرض لها تلك المخلوقات وثيقة الصلة بالبيئة الصحراوية حيث جاء تأسيس مستشفى دبي للجمال معبرا عن مدى الاهتمام الذي توليه الإمارة بالحفاظ على التراث وصون مختلف مكوناته بكافة السبل الممكنة بما يرسخ التقاليد المتأصلة في المجتمع الإماراتي ويحتفي بموروثه الثقافي.