"الاقتصاد" تبحث فرص تعزيز التعاون مع مدينة تشانغدو الصينية

"الاقتصاد" تبحث فرص تعزيز التعاون مع مدينة تشانغدو الصينية

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 10 سبتمبر 2019ء) بحث سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، سبل تعزيز التعاون بين دولة الإمارات ومدينة تشانغدو عاصمة مقاطعة سيشوان بجمهورية الصين الشعبية في عدد من المجالات الحيوية، من أبرزها التجارة والاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والسياحة.

جاء ذلك خلال لقائه وفداً من مدينة تشانغدو ترأسه سعادة فان ريبينغ عضو لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة سيشوان أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني للجنة بلدية تشانغدو وذلك بحضور سعادة حميد بن بطي المهيري، الوكيل المساعد لقطاع الشؤون التجارية، وسعادة يوسف عيسى الرفاعي، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة، وهند اليوحة مديرة إدارة الاستثمار في وزارة الاقتصاد.

وأكد سعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي متانة العلاقات بين دولة الإمارات والصين، والتي ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مدفوعة برغبة البلدين الثابتة في بناء روابط قوية ومستدامة، مشيراً إلى أن الصين هي الشريك التجاري غير النفطي الأول عالمياً لدولة الإمارات على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن تجارة الإمارات غير النفطية مع الصين تمثل 10% من إجمالي تجارة الإمارات مع العالم، حيث بلغت في عام 2018 أكثر من 43 مليار دولار، منوهاً بأهمية مشاريع الشراكة والتعاون القائمة بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تحظى باهتمام ودعم كبيرين من دولة الإمارات.

وذكر أن مدينة شانغدو تمثل مركزاً حضارياً واقتصادياً مهماً وشهدت تحولاً تنموياً كبيراً على مدى السنوات الماضية، لاسيما في مجالات الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مما يعني وجود العديد من القواسم المشتركة بينها وبين الرؤية التنموية لدولة الإمارات، لاسيما في القطاعات المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مما يعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين ويفتح آفاقاً أوسع للتعاون بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة في مجالات التجارة والاستثمار والابتكار والتبادل السياحي والثقافي.

وأكد الشحي أهمية زيادة التنسيق والعمل المشترك بين الجانبين لزيادة رحلات الطيران المباشرة بين تشانغدو ومدن دولة الإمارات، موضحا أن التعاون في مجالات الابتكار وحاضنات الأعمال يمثل محوراً أساسياً أيضاً لتعزيز الشراكة بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة.

من جانبه، أكد سعادة فان ريبينغ عمق الروابط الإماراتية الصينية وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، مشيراً إلى أن هذه الشراكة المتميزة توفر بيئة خصبة للتعاون بين البلدين على مستوى المدن والمقاطعات والمناطق، وكذلك على مستوى مجتمعات الأعمال، مشدداً على أهمية العمل المشترك بين حكومتي البلدين لتعريف مجتمع الأعمال والمستثمرين في الجانبين بالفرص والإمكانات الاقتصادية المطروحة للتعاون والشراكة في كل منهما، مما يسهم في توسيع نطاق الشراكة وبما يحقق مصالح الطرفين.

وأوضح أن شانغدو تعد مركزاً اقتصادياً حيوياً في غرب الصين، والبوابة الرئيسية للتعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وغرب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، وتتبنى استراتيجية تنموية بارزة تركز على تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة لمدينة تشانغدو، وتتمتع بقواسم مشتركة عديدة مع مدن دولة الإمارات لاسيما أبوظبي ودبي، وتعمل على تحقيق رؤية مستقبلية للترويج لاقتصاد تشانغدو وبيئتها التجارية والثقافية والسياحية لتكون مدينة عالمية رائدة.

وأبدى ريبينغ اهتمام حكومة شانغدو بتعريف مجتمع الأعمال الإماراتي بفرص الشراكة والتعاون التجاري والاستثماري، وجذب الاستثمارات الإماراتية إلى القطاعات الحيوية في المدينة، لاسيما أن تشانغدو التي يبلغ عدد سكانها اليوم 21 مليون نسمة يتوقع أن تتوسع سكانياً لتصل في الفترة 2035 – 2050 إلى نحو 30 مليون نسمة، مما يتطلب توسعة البنى التحتية وفرص العمل والخدمات، الأمر الذي يطرح مزيداً من الفرص للاستثمار وممارسة الأعمال أمام المستثمرين الإماراتيين.

وأشار إلى أن حكومة تشانغدو تعمل حالياً على بناء مطار جديد ومدينة جديدة يتوقع أن تبلغ سعتها السكانية 6 ملايين نسمة، وهو مشروع ضخم وينطوي على استثمارات هائلة في مختلف المجالات، وأن تشانغدو حريصة على الاستفادة من النهضة العمرانية والحضرية الرائدة التي حققتها مدينتا أبوظبي ودبي في هذا المجال، وعلى دعوة رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين إلى الاطلاع عن كثب على الفرص التنموية التي تطرحها أسواق تشانغدو.

إلى ذلك، قدمت هند اليوحة عرضاً تقديمياً سلطت خلاله الضوء على أبرز مقومات الرؤية الاقتصادية للدولة ومؤشرات الاقتصاد الكلي والتجارة، وتصنيف الدولة على مؤشرات التنافسية العالمية، وإحصاءات التجارة الخارجية بين الإمارات والصين، كما استعرضت مميزات قانون الاستثمار الأجنبي المباشر الجديد والحوافز والضمانات والتسهيلات التي يمنحها للمستثمرين الأجانب، وأبرز القطاعات المطروحة للشراكة والتعاون بين البلدين.

واطلع الوفد الصيني على فيلم حول السياحة في دولة الإمارات وما يتميز به هذا القطاع الحيوي في الدولة من مقاصد بارزة وبنى تحتية ومرافق سياحية جاذبة وتنوع طبيعي، حيث أكد الجانبان أهمية تشجيع التبادل السياحي والاستفادة من إمكانات الشراكة والتنمية في مجالات السياحة والسفر.