التطوع والدعم الاجتماعي والرعاية الرسمية عوامل نجاح "القافلة الوردية"

التطوع والدعم الاجتماعي والرعاية الرسمية عوامل نجاح "القافلة الوردية"

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 05 سبتمبر 2019ء) نجحت مسيرة فرسان القافلة الوردية - إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها - منذ انطلاقتها في العام 2011 في تقديم الفحص المبكر لآلاف المواطنين والمقيمين وتوفير العلاج لعشرات الحالات المصابة بسرطان الثدي سنوياً وذلك بفضل دعم المجتمع الإماراتي بمختلف مؤسساته وجنسياته لرسالة وأهداف المبادرة ومساهمة المئات من المتطوعين في مسيراتها التي تجوب دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مارس من كل عام.

وتهدف القافلة الوردية في رسالتها إلى نشر الوعي بسرطان الثدي واكتشافه مبكراً من خلال الفحوصات الدورية، وتقديم الدعم للمرضى توافقا مع سياسات ترسيخ روح التعاون الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشارت ريم بن كرم رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية إلى أن احتضان المجتمع الإماراتي ودعمه لرؤية ورسالة "القافلة والوردية" والرعاية الدائمة من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لجمعية أصداقاء مرضى السرطان إلى جانب روح المثابرة والتطوع والتعاون شكلت بمجملها عوامل نجاح مسيرة فرسان القافلة الوردية ورفعت من قدرتها على تقديم يد العون لمرضى السرطان وتوفير تكاليف الفحص والعلاج، منوهة بأحد أهم وسائل العلاج وهو شعور المريض بوقوف مجتمعه ومؤسساته إلى جانبه وهذا ما يتجلى في دولة الإمارات.

ولفتت إلى أن اهتمام "القافلة الوردية" بهذا النوع من السرطان لم يأت بسبب خطورته واتساع انتشاره وتكلفة علاجه الباهظة فحسب بل بسبب الفرص الكبيرة للنجاة إذا تم اكتشافه في مراحل مبكرة وهو ما يجعل من هذه الفرص دافعاً لكل متطوع في القافلة الوردية ولكل داعم لها سواء بالمال أو بالمعدات والتهسيلات المختلفة.

ووفق دراسات منظمة الصحة العالمية شهدت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو 3.1 مليون ناج وناجية من سرطان الثدي منذ عام 1989 وحتى عام 2015 أما على مستوى العالم فأظهرت دراسات المنظمة أن نسبة الناجين من سرطان الثدي في تضاعف مستمر منذ عام 1990 ويعود ذلك إلى زيادة وعي ومعرفة الجمهور بهذا المرض وأهمية الفحوصات الدورية للكشف عنه.

واستناداً لهذه الحقائق خصصت منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي الذي يصيب سنويا 1.4 مليون إمرأة بينما لا تزال مسببات هذا المرض غير محددة بشكل واضح.

ومنذ انطلاق مسيرة فرسانها الأولى في العام 2011 أجرت "القافلة الوردية" 64012 فحصاً سريرياً مجانياً تبلغ قيمة الفحص الواحد 250 درهماً بإجمالي تجاوز 16 مليون درهم كما أجرت 2945 فحصاً مجانياً بالأشعة الصوتية حيث تبلغ تكلفة الفحص الواحد 1000 درهم بإجمالي 2.945 مليون درهم.

واستفاد من فحص الماموجرام المجانية التي أجرتها القافلة الوردية وهو فحص يتم بتصوير الثدي بواسطة الأشعة السينية لكشف الخلايا السرطانية الصغيرة جداً نحو 18630 شخصاً بتكلفة تبلغ للفحص الواحد في العيادات الخارجية 1000 درهم ليصل إجمالي تكلفة الفحوصات منذ انطلاق المسيرة 18.630 مليون درهم.

ولفتت بن كرم إلى أن تراكم تجربة مسيرة فرسان القافلة الوردية وتطورها عبر تسع سنوات وتسع مسيرات جمع حولها الكثير من الشركاء والمتطوعين والداعمين حيث أصبحت في العام 2016 شريكة في مركز سرطان الثدي التابع لجامعة الشارقة ووفرت جهاز فحص الماموجرام المتطور في عياداتها الخارجية بعد أن كانت تستأجره مؤقتاً عند انطلاق مسيرتها كل عام وأدخلت تقنيات الفحص الجيني للمصابين لمساعدة الأطباء في تحديد العلاج المناسب لكل حالة.

ومنذ العام 2017 تولت "القافلة الوردية" مسؤولية توفير تكاليف العلاج والمتابعة وذلك بتخصيص ميزانية من التبرعات التي تتلقاها من الشركاء والمؤسسات والأفراد وساهمت بنحو 272 ألف درهم لعلاج 10 حالات إصابة مكتشفة .

أما في العام 2018 خصصت " القافلة الوردية " 2.29 مليون درهم من قيمة التبرعات لعلاج 13 حالة مصابة بسرطان الثدي بينما خصصت في العام الجاري نحو 1,77 مليون درهم لعلاج 11 حالة إصابة بالسرطان.

وذكرت بن كرم إن مسيرة فرسان القافلة الوردية تهدف للمساهمة إلى حد كبير في تحقيق تطلعات الدولة نحو تقليص نسبة الوفيات الناجمة من السرطان بنسبة 18 بالمائة بحلول العام 2020، مثمنة جهود المتطوعين في المسيرة بمختلف تخصصاتهم وبرعاية شخصيات اعتبارية رسيمة لمسيرة كل سنة، وأوضحت أن من يتابع مسيرة فرسان القافلة الوردية ويشهد حجم حاضنتها الاجتماعية والرسمية يدرك أننا ذاهبون بثقة نحو تحقيق أهدافنا في خدمة مواطني وساكني دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتمكنت مسيرة القافلة الوردية منذ انطلاقها وحتى عام 2019 من استقطاب أكثر من 600 شخصاً من الكوادر الطبية و810 متطوعين و 674 فارساً في حين تجاوزت ساعات العمل التطوعي خلال الجولات التوعية بالسرطان بأكثر من 300 ألف ساعة تطوع.