استبيان .. التحول الرقمي والأمن السيبراني على رأس التحديات في المنطقة

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 14 يوليو 2019ء) كشف استبيان عالمي شمل رجال الأعمال العاملين في منطقة الشرق الأوسط بأن 66 بالمائة من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة يرون بأن التحول الرقمي والأمن السيبراني يمثلان أكبر التحديات أمام شركاتهم.

وبين تقرير الأداء الذي صدر بتكليف من "هيدسبرينج" - المشروع المشترك بين مركز دبي المالي العالمي ومؤسسة "فاينانشال تايمز" وكلية "آي إي لإدارة الأعمال" والرامي إلى تطوير المهارات التنفيذية - زيادة ملموسة في المخاوف حيال التحول الرقمي والأمن السيبراني خلال العامين الماضيين.

ويعد تقرير الأداء دراسة للمواقف الإدارية تجاه تنمية المهارات القيادية والتثقيف التنفيذي.. وتعتبر النسخة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والتي أجريت بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي جزءا من استبيان عالمي أوسع يغطي كلا من غرب أوروبا واليابان على حد سواء.

وقال غوستاف نوردباك الرئيس التنفيذي لـ "هيدسبرينج" أن تقرير الأداء يستعرض الاحتياجات التعليمية المتغيرة للشركات بما يعكس آراء المسؤولين التنفيذين وقادة الشركات الرائدة ومسؤولي الموارد البشرية وقادة قطاعات التعليم والتطوير..ويسلط التقرير الضوء على نتائج منطقة الشرق الأوسط، ويوضح في عدة جوانب عدم تباين أولويات الأعمال والاحتياجات التعليمية في المنطقة عن تلك المسجلة على الصعيد العالمي.

وأعرب عن تفهمه لانشغال رجال الأعمال على مستوى العالم ككل بالمسائل الرقمية غير أنه وإلى جانب الأمن السيبراني والرقمنة أظهرت النتائج بأن منطقة الشرق الأوسط لم تغفل على الإطلاق عن الأهمية التي تنطوي عليها الإدارة المالية.

ويوضح التقرير أبرز التحديات الماثلة أمام الأعمال في منطقة الشرق الأوسط في الاستبيان الاخير بالمقارنة مع تقرير سابق صادر عام 2017 وذلك من حيث نسبة المشاركين ممن وضعوا هذه المسائل على رأس قائمة إهتماماتهم ومخاوفهم حيث شكل التحول الرقمي 66 بالمائة مقابل 23 بالمائة في عام 2017 والأمن السيبراني 63 بالمائة مقابل 24 بالمائة في عام 2017 والإدارة المالية 38 بالمائة مقابل 30 بالمائة في عام 2017.

ويبحث التقرير أيضا في الأثر الذي تتركه جهود تطوير المهارات القيادية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه الأعمال. ولدى سؤالهم عن موقفهم حيال التثقيف التنفيذي باعتباره من أولويات الأعمال، أوضح 30 بالمائة من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط بأنه يأتي بين القضايا الخمس الأهم التي لا بد من التطرق لها.

من جانبها قالت علياء الزرعوني نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي أن تنمية الأعمال في عالمنا الحالي لم تعد مدفوعة بتحقيق الإيرادات فحسب بل باتت تتمحور غالبا حول استخدام المواهب الصحيحة وتطوير رأس المال البشري ضمن المؤسسة.

وأكدت أن تعزيز رصيد المنطقة من أخصائي الخدمات المالية على رأس الأولويات بالنسبة ل مركز دبي المالي العالمي إذ يواصل العمل على تعزيز التميز والتنمية المهنية من خلال عدد من المبادرات القائمة على تبادل المعارف وتوفير دورات التثقيف التنفيذي عبر شبكت المركز المتنامية من المؤسسات الأكاديمية الرائدة مثل "هيدسبرينج" و في أكاديمية مركز دبي المالي العالمي.

وأضافت أن تعاون المركز مع "هيدسبرينج" في نسخة الشرق الأوسط من تقرير الأداء يعكس التركيز الكبير الذي توليه الشركات الإقليمية لمسائل رفع مستوى المهارات والتدريب لدى موظفيها حيث أن نسبة كبيرة من قادة الشركات في الشرق الأوسط إعتبروا أن التثقيف التنفيذي جزءا أساسيا من التحول والاستدامة الاقتصادية للمنطقة في ظل البيئة دائمة التطور التي تسود السوق.

في حين لم تكن مسألة تطوير القادة ضمن قائمة أولويات المهنيين في منطقة الشرق الأوسط غير أنهم يتوقعون أن تثمر برامج التثقيف التنفيذي التي يقومون بتنظيمها عن مجموعة من النتائج.. وتشمل النتائج الداخلية التي تنطوي عليها مثل هذه البرامج في اكتساب الأفراد للمهارات اللازمة لقيادة وإدارة الفرق "54 بالمائة من المشاركين أعربوا عن هذا بصفته واحدا من أبرز شواغلهم".. والتحسن في درجات تفاعل الموظفين "62 بالمائة".

وفي ظل مراعاتهم للاعتبارات المستقبلية يرى ثلاثة من كل خمسة من قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط بأن مؤسساتهم تحرص على تشجيع الأساليب الحديثة للتفكير.. وحل المشكلات 62 بالمائة ما يبرز مدى جهوزيتهم للازدهار ضمن بيئة ترعى الابتكار.. وعلاوة على ذلك يرى 57 بالمائة منهم بأنهم مستعدون جيدا لاعتماد التقنيات الجديدة.

من جانبه قال باسم بنا نائب الرئيس لشؤون الشراكات المؤسسية في الشرق الأوسط في "هيدسبرينج" أن المنطقة تمر في مرحلة مهمة من التحول الاقتصادي بحيث تنتقل من الاقتصاد القائم على الموارد نحو إقتصاد المعرفة.. وفي ظل تزايد أعداد الوافدين اليافعين إلى القوى العاملة في منطقة مجلس التعاون الخليجي سيشغل جيل الألفية عما قريب كافة المناصب القيادية الرفيعة في الحكومة والشركات الخاصة والعديد من قطاعات الأعمال الأخرى.

وتتمثل أهم الأولويات لدى قادة الشركات في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بمتطلبات التثقيف التنفيذي في التغير الثقافي 59 بالمائة وترسيخ ثقافة الابتكار 55 بالمائة واعتماد التقنيات الحديثة 55 بالمائة.

وتعتبر هذه المسائل إلى جانب قضايا أخرى مثل إدارة المواهب ومساعدة الموظفين على تطوير مسيرتهم المهنية للدفع بالنمو ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى لا سيما إن أخذ بعين الاعتبار أن 78 بالمائة من قادة الشركات في الشرق الأوسط يدركون الدور المحوري الذي يلعبه التثقيف التنفيذي في تحقيق أهداف الشركة.