بدر العلماء: الإمارات تقود التوجه العالمي نحو صياغة استراتيجية مستقبل قطاع الصناعة

بدر العلماء: الإمارات تقود التوجه العالمي نحو صياغة استراتيجية مستقبل قطاع الصناعة

- الإمارات كرست موقعها عاصمة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي.

- موقع الإمارات الاستراتيجي جعلها الخيار المفضل لدى المصنعين العالميين - القمة العالمية للصناعة والتصنيع تجمع مبتكري العالم في قطاع الصناعة لإيجاد فرص جديدة.

- القمة العالمية للصناعة والتصنيع توسع شراكتها مع 33 شركة عالمية و 22 منظمة متخصصة.

- القمة العالمية للصناعة والتصنيع تنطلق الثلاثاء في روسيا بمشاركة 2000 من قادة القطاع الصناعي في 40 جلسة نقاشية.

- الإمارات تمكنت من بناء أسس قوية للصناعات الإماراتية المتقدمة حتى أصبحت مساهما أساسيا في سلاسل القيمة العالمية.

- إطلاق الإمارات مجلسا وزاريا للثورة الصناعية الرابعة يجعلها وجهة عالمية للثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها.

- قطاع إنترنت الأشياء الصناعي يرسم ملامح مستقبل الثورة الصناعية الرابعة.

- استضافة روسيا للقمة العالمية للصناعة والتصنيع يعظم أثر الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على القطاع عالميا.

- القمة العالمية للصناعة والتصنيع تسعى إلى تطوير نهج تحولي لصياغة مستقبل قطاع الصناعة وتحقيق التنمية الشاملة.

- القمة تركز في دورتها الثانية على "تقنيات محاكاة الطبيعة" من أجل تحفيز الابتكار وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الاقتصادات العالمية.

......................................................................

......................................................................

أبوظبي في 6 يوليو / وام / أكد بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن دولة الإمارات نجحت في تكريس موقعها كعاصمة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي كونها تقود التوجه العالمي في صياغة استراتيجية مستقبل قطاع الصناعة وتشجيع الجهود العالمية في تبنى نهج تحولي في القطاع يلبي احتياجات الاقتصاد العالمي وأجيال المستقبل على مدى العقود المقبلة مما جعلها الخيار المفضل لدى المصنعين العالميين بفضل موقعها الاستراتيجي.

وأضاف أن القمة استطاعت تكريس موقع الصناعة العالمية في مركز التحول الاقتصادي وصنع السياسات وتعزيز دوره الأساسي في دفع عجلة التعاون الدولي بهدف تحقيق الازدهار المستقبلي لقطاع الصناعة العالمي بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وذلك لبناء شراكات صناعية ومجتمعات أكثر ازدهارا واستدامة.

وقال بدر العلماء ــ في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" بمناسبة انطلاق الدورة الثانية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع في الفترة من 9 إلى 11 يوليو في مدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية بمشاركة أكثر من 2000 من قادة القطاع الصناعي العالمي في 40 جلسة نقاش خلال ثلاثة أيام وذلك بدعم مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ــ إن القمة تجمع للمرة الأولى على مستوى العالم المبتكرين من مختلف أنحاء العالم وفي جميع قطاعات الصناعة مثل صناعة الطيران والسيارات والتكنولوجيا وإنتاج الأغذية والرعاية الصحية وبين كبار قادة القطاع العام وممثلي المجتمع المدني لمعالجة القضايا المشتركة وإيجاد فرص جديدة.

وأوضح العلماء أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع تأسست لتضمن مساهمة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للجميع وللعمل على تسخير إمكانياتها لجعل العالم مكانا أفضل ..وقال "استطاعت دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بوصفهما رئيسي القمة تحقيق تقدم كبير باتجاه هذه الغاية ما زاد الاهتمام العالمي بالقمة من جميع الجهات ذات العلاقة التي تشترك مع دولة الإمارات بالتزامها تجاه القطاع الصناعي على المستوى العالمي".

ووصف رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع القمة بأنها منبر شامل للصناعة استطاع الوصول إلى العديد من النتائج الملموسة من خلال التعاون والشراكات العالمية وجمع كافة أطياف القطاع الصناعي تحت مظلته بما في ذلك الصناعات المعتمدة بكثافة على التقنيات الحديثة أو التي تعتمد على عمليات التصنيع التقليدية بالإضافة إلى الشركات الصناعية في الدول المتقدمة والدول النامية والدول الناشئة.

ونوه العلماء بأن القمة نجحت في توسيع الشراكات التي تربطها بكبريات الشركات الصناعية العالمية والوطنية حيث ترتبط بشراكات مع 33 شركة بما في ذلك كل من شركة مبادلة للاستثمار وسيمنس وجنرال إلكتريك وشركة آي بي إم شركة توازن القابضة وشركة هانيويل العالمية وشركة برايس ووترهاوس كوبرز /بي دبليو سي/ بالإضافة إلى شراكات القمة مع مجموعة من المنظمات المتخصصة بالقطاع الصناعي على المستوى العالمي يبلغ عددها 22 منظمة.

وتابع "أدى نجاح الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى اهتمام العديد من الدول حول العالم باستضافة فعاليات ومبادرات القمة ونتيجة لذلك وقع الاتحاد الروسي مذكرة تفاهم في نوفمبر من العام 2017 لدعم الطلب الرسمي الروسي لاستضافة الدورة الثانية حيث جاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استضافة الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع".

وأكد رئيس اللجنة التنظيمية أن استضافة روسيا للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2019 يسهم في تعظيم أثر الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على قطاع الصناعة العالمي من خلال نشر الخبرات وأفضل الممارسات والمعايير الصناعية على أوسع نطاق عالمي ..لافتا إلى أن القمة التي تقام بالتزامن مع معرض إنوبروم الصناعي الدولي العاشر ستعمل على تطوير نهج تحولي لصياغة مستقبل قطاع الصناعة بما يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة حيث تركز الدورة الثانية منها التي تستضيفها روسيا على "تقنيات محاكاة الطبيعة" وكيفية استلهام قطاع الصناعة لآليات الطبيعة من أجل تحفيز الابتكار وتأثير الثورة الصناعية الرابعة على الاقتصادات العالمية.

وحول مستقبل ومساهمة قطاع الصناعة الإماراتي في بناء اقتصاد متنوع ومستدام أكد العلماء أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمرحلة ما بعد النفط تشكل دافعا أساسيا لبناء القدرات الصناعية المتطورة وتعزيز التنافسية على المستوى العالمي وذلك في إطار رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار.

وقال العلماء إن دولة لإمارات تقود التوجه العالمي لإعادة صياغة مستقبل قطاع الصناعة منطلقة من جهودها الناجحة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار لتساهم عبر سياستها الخارجية في دعم جهود الدول الأخرى لتحقيق السلام والازدهار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم حيث تمكنت الإمارات خلال وقت قياسي وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة من بناء أسس قوية للعديد من الصناعات الإماراتية المتقدمة التي أصبحت مساهما أساسيا في سلاسل القيمة العالمية لأهم القطاعات على المستوى العالمي مثل صناعة الطيران والطاقة المتجددة وأشباه الموصلات والتعدين والبتروكيماويات والأدوية والصناعات العسكرية.

وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة تتيح للدولة فرصة الانتقال من استيراد الحلول التقنية إلى تصدير المعرفة مما سيمكن قطاع الصناعة القائم على المعرفة من تحقيق طفرة نوعية هائلة تكرس موقع الدولة كوجهة عالمية للثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها ..مشيرا إلى أن إطلاق أول "مجلس وزاري للثورة الصناعية الرابعة" يشكل رافدا مهما من روافد تكريس موقع دولة الإمارات كوجهة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي لتكون الإمارات بذلك أول دولة في العالم تطلق حكومتها مجلسًا وزاريًا لمستقبل الصناعة يقوم بترجمة توجهات الثورة الصناعية الرابعة إلى حراك عالمي تقوده الدولة.

وحول دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق النمو الاقتصادي ..قال العلماء: "تضطلع الشركات الصغيرة والمتوسطة بدور أساسي في تحقيق النمو الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم ويعتبر دورها مركزيا في ريادة الابتكار والتطوير في جميع القطاعات خصوصا فيما يتعلق بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة ..مشيرا إلى أن توجه الإمارات نحو توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة للشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية يوفر فرصة كبيرة للدخول بقوة في سلاسل التوريد الخاصة بأهم القطاعات الصناعية العالمية من خلال تعاونها مع كبريات الشركات الصناعية الإماراتية في بناء سلاسل توريد محلية متخصصة تستطيع المنافسة على المستوى العالمي.

وفيما يتعلق بدور الاستراتيجيات المعتمدة في الإمارات والتي تركز على دفع عجلة الابتكار في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع .. قال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إن هذه الاستراتيجيات تسهم في إتاحة المزيد من الفرص للشركات العالمية والمحلية في القطاع الصناعي الإماراتي في ظل ما تمتلكه الإمارات من شبكة لوجستية وقدرات نقل جوية وبحرية وأرضية متميزة وموقع استراتيجي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا يمكنها من استقطاب نخبة الشركات الصناعية العالمية.

وتابع أنه من خلال موقع دولة الإمارات الاستراتيجي فقد أصبحت الخيار المفضل لدى المصنعين العالميين حيث يستطيعون من خلال العمل في الدولة على تسريع تدفق المنتجات والاستثمارات بين الشرق والغرب على غرار مبادرة "الحزام والطريق" الصينية مما يعزز الاتصال والتعاون بين الشرق الأوسط وشرق آسيا وأوروبا وشرق أفريقيا.

وأكد أن دولة الإمارات بما تمتلكه من موقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة وقدرة على اجتذاب الاستثمارات العالمية يمكنها أن تكون لاعبًا أساسيًا في قطاع إنترنت الأشياء الصناعي وهو القطاع الذي يرسم ملامح الثورة الصناعية الرابعة وبالتالي فإن جميع القطاعات الصناعية المستهدفة في الدولة هي قطاعات تتفق تمامًا مع رؤية الإمارات القائمة على المعرفة والابتكار وتطبيق أحدث التقنيات والالتزام بأعلى معايير الجودة والاستدامة من حيث الحد من استهلاك الطاقة والتصنيع الذكي.

وقال العلماء إنه مع التوجه الواضح لتكريس موقع الدولة كعاصمة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي فإنه من المتوقع اجتذاب العديد من الاستثمارات للقطاع الصناعي المتطور والذي يقوم على تحقيق أكبر قيمة مضافة ممكنة مع الحفاظ على الاستدامة وسلامة البيئة ..مشيرا إلى أن الشركات الإماراتية الوطنية تسعى إلى البقاء في طليعة المنافسة وتعمل على تقييم أفضل السبل الملائمة لتبني أحدث التقنيات والاستفادة منها في أعمالها.

وضرب العلماء مثالا على ذلك قائلا "أبرمت شركة سند لتقنيات الطيران خلال معرض باريس للطيران اتفاقية كبرى مع شركة رولز رويس بـقيمة 23 مليار درهم لمدة 9 أعوام لتصبح "سند" بموجب الاتفاقية مركز خدمات معتمدا لدى رولز رويس لتوفير خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة لمحركات "ترينت 700".

وفيما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة العالمي ..قال العلماء "الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على قطاع الصناعة في الشرق الأوسط إذ يسهم في تغيير قواعد اللعبة في الاقتصاد العالمي بينما أطلقت دولة الإمارات "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" وهي الأولى من نوعها في المنطقة بهدف ضمان ريادة الدولة لاستثمارات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات وخلق سوق حيوي جديد ذي قيمة اقتصادية عالية مستشهدا بتقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز يقدر مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط بحلول العام 2030 بقيمة 320 مليار دولار.

وفيما يتعلق بدور مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ..قال العلماء إن المبادرة تعد امتدادًا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" حيث أكد سموه على الدور المحوري للابتكار في بناء مستقبل أفضل للعالم.

وأضاف أن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تسعى إلى توفير منصة على شبكة الإنترنت فريدة من نوعها على المستوى العالمي يستطيع من خلالها جيل الألفية توحيد جهوده واستغلال طاقاته الإبداعية لخير البشرية ..ومن خلال بناء بيئة تشاركية توفر المبادرة لجيل الألفية فرصة التفاعل مع منظمات الأمم المتحدة والأوساط الأكاديمية وكبرى الشركات الصناعية العالمية لتشكيل تحالف عالمي فريد من نوعه يمكن من خلاله لأفراد هذا الجيل قيادة العمل نحو بناء الازدهار العالمي.

وقال العلماء إن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تجمع كبريات الشركات الصناعية والناشئة ورواد الأعمال والحكومات والمنظمات غير الحكومية ضمن بيئة مبتكرة تشجع على التعاون المثمر وإقامة الشراكات وتتيح للجهات ذات العلاقة في المجتمعات الاضطلاع بدور أساسي في بناء الازدهار العالمي ..وترتكز المبادرة على شبكة إلكترونية تتيح للمبتكرين الصناعيين فرصة توظيف القدرات الحاسوبية والبشرية والرقمية لإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم ما يمهد الطريق لشراكات جديدة ويخلق فرص العمل ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي.

وأضاف أن "المبادرة" تضم تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين وهو عبارة عن منصة للابتكار المفتوح عبر الإنترنت تتيح الفرصة أمام المبتكرين ورواد الأعمال أينما كانوا للتواصل والتعاون وحل القضايا العالمية الملحة التي تؤثر على حياة المجتمعات العالمية ويستطيع المبتكرون ورواد الأعمال - من خلال تبنيهم نهجا يقوم على التصميم المبتكر والإبداعي - تحويل أفكارهم إلى واقع ونظرياتهم إلى حلول وترجمة أفكارهم إلى تأثير إيجابي ملموس.

وأشار إلى أن جائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي تكرم الشركات الصناعية التي تبنت أحد التحديات الذي يتميز بأكبر أثر اجتماعي إيجابي يساهم في تحقيق هدف أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة إذ تعمل هذه الشركات على توفير الدعم التقني والمادي وتزويد المبتكرين بالخبرات والمعارف اللازمة لتحقيق أكبر أثر إيجابي عبر الحلول التي سيقدمونها.

وحول مستقبل قطاع الصناعة العالمي في ظل الثورة الصناعية الرابعة.. قال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إن القطاع الصناعي على المستوى العالمي يشهد تغيرات جذرية تقودها تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي تساهم في إعادة صياغة العمليات والمنتجات الصناعية حيث بدأت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل "إنترنت الأشياء" والصناعية والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والشبكات الحاسوبية وتطبيقات سلاسل الكتل "Blockchains" وتطبيقات المصانع الرقمية والحقيقة الافتراضية والحوسبة المعرفية المترابطة التي تتميز بمستويات عالية من الأمن الإلكتروني بإحداث تغيرات هائلة على طرق التصنيع أو على المنتجات النهائية.

وأوضح العلماء أن العديد من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة يلعب دورا كبيرا في التغير الذي يشهده القطاع الصناعي ومن أهم تلك التقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى الروبوتات التي تشهد انتشارا واسعا في القطاع الصناعي وتشكل مستقبلًا جديدًا ليس للقطاع الصناعي فقط بل للبشرية بشكل عام فوفقًا للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة تصل حصة الشركات الصناعية إلى 80 في المائة من مجمل أعداد الروبوتات الصناعية التي يتم استخدامها في الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بتأثير استخدام الروبوتات على مستقبل الاقتصاد ..قال العلماء إنه مع انخفاض تكاليف الروبوتات وازدياد سهولة برمجتها وتوظيفها في بيئة العمل تزداد المخاوف حول توفر وظائف للموارد البشرية أو تحويلها إلى وظائف تتعلق بصنع الروبوتات وصيانتها وبرمجتها ليصبح السؤال المهم عند كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي عن عدد الخريجين المستعدين والقادرين على دعم الاقتصاد القائم على توظيف الروبوتات ..مشيرا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدأت تتغلغل في جميع القطاعات الاقتصادية.

وضرب العلماء مثالا على ذلك قائلا إن القدرات الهائلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ما يعرف بالتصميم التوليدي "Generative Design"، والذي يستخدمه المهندسون الصناعيون الآن لتوليد خيارات تصميم "لا نهائية" والتي هي أكبر بكثير مما يمكن للعقل البشري أن يتصور وليس على المهندس المستخدم لهذه التقنية الذكية إلا أن يقوم بإدخال معايير التصميم الذي يرغب به مثل أبعاد المنتج ووزنه وقوته والمواد التي يمكن أن يصنع بها وبضغطة زر تقوم التقنية بتوليد العديد من التصاميم المبتكرة ..ومع تقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد بشكل كبير، سنتمكن على الأرجح من "طباعة" هذه الحلول للاختبار أو الاستخدام دون الحاجة إلى توريد المواد الأولية أو شحن المنتج النهائي.

وذكر العلماء أنه مع تسارع ظاهرة التحول الرقمي في بيئة العمل تزداد المخاطر المرتبطة بالجرائم الإلكترونية أو السيبرانية وهي المخاطر التي كلفت العالم خسائر قدرتها شركة "مكافي" المتخصصة بالأمن الإلكتروني بما يصل إلى 600 مليار دولار في العام 2017 ..ومع تزايد الحاجة إلى التركيز على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ليستطيع موظفو المستقبل مواكبة التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم في بيئة العمل تزداد الحاجة أيضًا إلى تعليم "المهارات الناعمة" لموظفي القطاع الصناعي، وذلك ليتمكنوا من التعامل مع أنواع جديدة من التحديات.

ونوه بأن الثورة الصناعية الرابعة تطرح العديد من التساؤلات حول المصانع وبيئة العمل المستقبلية وعن طبيعة القوى العاملة في المستقبل ..وقال "ربما يكون المصنع المستقبلي منشأة تعمل بالآلات فقط فيما يديرها عن بعد موظفون منتشرون في كافة أنحاء العالم ولا يشترط في عامل المصنع بالمستقبل أن يكون في سن معينة أو بخبرة معينة أو من جنس معين ولا يتطلب منه الحضور إلى المنشأة بل العمل من خلال كمبيوتر محمول أينما أراد وتصميم منتج جديد تقوم الروبوتات بتصنيعه على بعد آلاف الأميال منه حيث تشير دراسة لمجموعة بوسطن الاستشارية إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستكون أكثر قدرة على دمج الروبوتات في سلاسل التوريد".