جامع الشيخ زايد الكبير يطلق مبادرة "جسور" ويستقبل الشهر الكريم باستعدادات استثنائية

جامع الشيخ زايد الكبير يطلق مبادرة "جسور" ويستقبل الشهر الكريم باستعدادات استثنائية

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 06 مايو 2019ء) حشدت إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير جهودها وسخرت طاقاتها، لتوفير أجواء السكينة والطمأنينة والراحة لضيوف الجامع من مصلين ومفطرين وزوار، ضمن استعدادات استثنائية تليق بقدسية شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال التسهيلات والخدمات التي تحرص إدارة المركز على تقديمها لراحة ضيوفه، في ظل الأجواء الإيمانية المباركة التي تسودها الروحانية والسكينة.

وبهذه المناسبة، صرّح سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام جامع الشيخ زايد الكبير قائلا: "يسعى المركز سنويا لاستقبال جموع المصلين والمفطرين وسط أجواء روحانية مريحة تسودها السكينة، وقد جاءت استعدادات هذا العام لتلبي طموحنا في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وفق أعلى المعايير من خلال العمل الدؤوب واستثمار كافة الإمكانات المتاحة".

ونوه سعادته إلى أن جامع الشيخ زايد الكبير قد استقبل خلال شهر رمضان للعام الماضي 2018 م / 1439 هـ، نحو 1,251,619 بينهم 854,090 مفطراً، و289,921 مصليا، و107,608 زوار، وحرص المركز على إعداد خطة استراتيجية تضمنت محاورها ترسيخ دور الجامع الديني، وإعلاء قيمة العمل التطوعي، ودعم قيم التواصل الحضاري، والإنساني، وترجمة القيم الأصيلة التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في نفوس أبناء الإمارات.

ويجسد مشروع "ضيوفنا الصائمون" الذي يقام سنوياً عن روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- طوال الشهر الفضيل في جامع الشيخ زايد الكبير، لوحة إنسانية متعددة الثقافات، كما تعكس هذه الفعالية الرمضانية التي تحتضن باحات الجامع الكبير من خلالها مئات الآلاف من الصائمين سنوياً، أفق التعدد والتنوع الثقافي والثراء الروحي، وهو ما يعزز قيم التعايش والتسامح بين الصائمين من مختلف الجنسيات، الأمر الذي يحول هذا المشروع إلى ملتقى إنساني يعزز التقارب بين أبناء الحضارات المختلفة.

وعلى مدى أعوام متتالية حرص نادي ضباط القوات المسلحة - الشريك الاستراتيجي للمركز - على دعم جهوده طوال الشهر الفضيل؛ انطلاقا من مسؤوليته الاجتماعية، من خلال إعداد وجبات الإفطار طوال شهر رمضان المبارك ضمن المشروع، والتي تصل إلى ما يقارب 600 ألف وجبة إفطار، متكاملة تراعي احتياجات الصائمين، وذلك من خلال فريق يضم 500 موظف وعامل يقومون بإعداد الوجبات يومياً، على مدار الساعة لضمان توفير أفضل الوجبات والحرص على سلامتها وملاءمتها لمعايير الصحة، والإشراف على عملية نقلها من مقر النادي إلى الخيام في جامع الشيخ زايد الكبير، والحرص على الحفاظ على درجة سخونة الوجبات حتى وقت تقديمها للصائمين .

وفيما يخصّ المبادرات التي سيقدمها المركز خلال الشهر الفضيل، قال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي: " سخر المركز الجهود والطاقات؛ لتنظيم عدد من المبادرات الداعمة لمشروع رمضان، والتي تترجم رسالته الداعية لتخليد مآثر الوالد المؤسس وقيمه الإنسانية الداعية للتسامح، حيث أطلق المركز تزامنا مع "عام التسامح" هذا العام مبادرة بعنوان "جسور"؛ تتمثل بدعوة الجمهور من الثقافات المختلفة لقضاء يوم رمضاني يعيشون تفاصيله في الجامع، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مشروع "ضيوفنا الصائمون"، والاطلاع على نشاط الجامع خلال شهر رمضان، ومشاهدة إطلاق مدفع الإفطار؛ للتعرف على هذا الموروث التاريخي الذي يعتبر من الرموز المميزة التي ترتبط بالشهر الفضيل، بالإضافة إلى مشاركة الصائمين تناول الإفطار مع غيرهم من ضيوف الجامع؛ في مشهد يحقق أرقى مفاهيم التواصل والتعايش والتسامح الذي تحث عليها العقيدة الإسلامية السمحة".

من جانبها، أشارت السيدة أمل بامطرف، مدير إدارة التواصل الحضاري في المركز، إلى أن الشهر الفضيل سيشهد منظومة من المبادرات، منها: مبادرة استقطاب وتنظيم المشاركات التطوعية من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة التي تعد من بين المبادرات والمعالم المشرقة في عمل المركز طوال أيام شهر رمضان المبارك، وحملات التبرع بالدم، بالإضافة إلى العديد من المبادرات خلال هذا الشهر الفضيل.

ولفتت إلى أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يسعى طوال العام إلى الاضطلاع بالدور الديني والثقافي والحضاري الذي وضعه لنفسه منذ تأسيسه، ويتحمل المسؤولية الدينية والفكرية التي تليق بمكانته، والتعبير عن قيم دولة الإمارات العربية المتحدة في الوسطية والتسامح، كما يعمل المركز دائماً من أجل الارتقاء بمستوى ما يقدمه لضيوفه من خدمات وأنشطة وبرامج لأداء رسالته على الوجه الأكمل.

وفي خطوات متسارعة لاستقبال الأعـداد المتزايدة من المصلين والمفطرين، في ظل ظروف ترتقي لتناسب قدسية الشهر ومكانة الصرح الكبير، عقد المركز اجتماعات عمل مكثّف مع ممثلي عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة التي دأب على التعاون معها سنويًا، للتنسيق وتنظيم مجالات هذا التعاون وآلياته وخطواته بكافة التفاصيل، لإنجاح منظومة العمل خلال الشهر الفضيل، حيث بلغ عدد الشركاء الاستراتيجيين خلال شهر رمضان لهذا العام أكثر من 30 جهـة ومؤسسة حكومية وخاصـة، منها: القيادة العامة للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ونادي ضباط القوات المسلحة، وشركة أبوظبي للإعلام، ودائرة النقل، ودائرة الطاقة، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومركز إدارة النفايات، ومركز النقل المتكامل، بالإضافة إلى شركة "ساعد للأنظمة المرورية"، وفريق أبشر للتطوع، وهو الأمر الذي كان له دور هام في الرقي بمنظومة العمل وإظهار الوجه الحضاري للدولة.

وإيمانا من إدارة المركز بقيمة العمل التطوعي، الذي يعد أحد الصفحات المشرقة في سجل المركز، والذي يعد سمة ابن الإمارات وكل مقيم على أرضها، من أبناء زايد الذي أورثهم حب الخير والتفاني في العطاء، حيث تتكاتف الجهود للعمل خلال الشهر الفضيل على مدار اليوم بسواعد إماراتية من موظفي المركز، الذين عملوا وأشرفوا على تنظيم استعدادات المركز لمشروع رمضان، والذين يعملون مع فرق متنوعة من مؤسسات ومتطوعين منذ بداية شهر رمضان، حتى آخر لياليه المباركة، في صورة تعكس أروع معاني العطاء.

وفيما يخص المتطوعين وجهود موظفي المركز خلال شهر رمضان، سلّط سعيد الشحي، مدير إدارة خدمات المصلين والزوار، الضوء على الجهود قائلا: "إن عدد المنظمين من الموظفين والمتطوعين بلغ أكثر من 200 شخص استعدوا لخدمة ضيوف الرحمن في جامع الشيخ زايد الكبير خلال شهر رمضان، انضموا للعمل ضمن المشاريع والبرامج العديدة التي تنظمها إدارة الجامع، مشكلين خلية نحل في ساحاته وأروقته، حيث يسهم موظفو المركز وبمشاركة فرق التطوع في تقديم التسهيلات وأرقى الخدمات المتعلقة بالضيافة واستقبال ضيوف الرحمن خلال الشهر الفضيل؛ ليعيشوا أجواءً إيمانية خاصة، بدءاً من استقبال الصائمين عند مواقف السيارات، وتوجيههم إلى الأماكن الصحيحة، وتنظيم دخولهم إلى خيام الإفطار، ومساعدة كبار السن والنساء وأصحاب الهمم، ونقلهم بسيارات كهربائية يقودها هؤلاء الشباب إلى خيام الإفطار وقاعات الصلاة، ليضربوا أروع الأمثلة في العطاء بخدمة الحضور الكبير من مختلف الجنسيات والديانات والثقافات، وإظهار جوهر دين التسامح من أرض السلام أبوظبي، كما تعمل فرق العمل على تجهيز الموقع لصلاة التراويح بعد انتهاء الإفطار، وتوفير كل ما يلزم لذلك، كما تعمل على توزيع وجبات السحور".

ولا يقف المركز في عمله خلال ليالي الشهر الفضيل وحسب بل وفي الفترة الصباحية تستقبل فرق عمل من الموظفين زوار الجامع وضيوفه، الذين تفتح لهم أبواب الزيارة من يوم السبت إلى الخميس من الساعة 09:00 صباحا حتى الساعة 03:00 ظهراً، حيث تم تمديد أوقات الزيارة خلال شهر رمضان عن الأعوام السابقة، ذلك إلى جانب المتابعة اللوجستية وإعداد التجهيزات اللازمة لاستقبال المصلين والمفطرين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على الجامع بعد صلاة العصر. وبذلك فإن المركز يعمل بما يقارب 24 ساعة يوميا خلال الشهر الفضيل.

وصرح السيد سالم السويدي، مدير إدارة الخدمات المساندة بالمركز، قائلا" تضمنت استعدادات المركز لاستقبال ضيوف الرحمن، تركيب اثنتي عشرة خيمة إفطار مكيفة، وبرادات مياه موزعة في أروقة الجامع وفي الخيام، وغسيل السجاد والقباب وتهيئة مرافق الجامع المختلفة، وتزويد العيادة الطبية بجميع الأجهزة اللازمة؛ لتوفير الخدمة العلاجية في حالات الطوارئ، فضلا عن تجهيز مستشفى ميداني متنقل، وتوفير مقاعد طبية للمصلين، كما تضمنت إجراءات المحافظة على سلامة المصلين والمفطرين، توفير سيارات الإسعاف والإطفاء طوال اليوم خلال شهر رمضان، لنقل الحالات التي تتطلب رعاية طبية في المستشفيات"، مضيفا، أن المركز قد خصص عدداً من المواقف الإضافية للمركبات في الساحة المجاورة لمبنى وزارة الداخلية، علاوة على المواقف الإضافية للجامع و المجاورة لواحة الكرامة، مع وجود جسر المشاة الذي يربط المواقف المجاورة لواحة الكرامة بالجامع، والذي تم تزويده بمصاعد كهربائية؛ تسهيلاً على المصلين .. ووُضعت خطط مكتملة لإدارة وتنظيم حركة السّير والمرور داخل مواقف الجامع، تضمن سلاسة المرور".

يشار إلى أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير التابع لوزارة شؤون الرئاسة يحظى برعاية ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وتأسس المركز ليكون نواة للحركة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول القيمة الثقافية والوطنية التي يمثلها الجامع والتي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمتأصلة في الوجدان والوعي والتي تشكل امتدادا للهوية الوطنية المستلهمة من تعاليم ديننا الحنيف.