ندوة تستعرض إرث عوشة السويدي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

ندوة تستعرض إرث عوشة السويدي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 أبريل 2019ء) عقدت أمس ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 جلسة حوارية استثنائية حول شخصية المعرض المحورية لهذا العام الشاعرة عوشه السويدي تحدثت فيها الدكتورة رفيعة غباش مؤسس متحف المرأة في دبي التي قامت بجمع وتوثيق الديوان الكامل للشاعرة الراحلة وسيرتها الذاتية وشاركها الحوار الكاتب ناصر الظاهري.

وأعربت الدكتورة رفيعة غباش عن سعادتها وسعادة أسرة عوشة باستذكار الجميع لهذه القامة بكل ما قدمته من أشعار لعبت دورا في إثراء الثقافة الإماراتية، والاحتفاء بديوانها المقروء والصوتي.. وقالت " رغم انتشار الديوان إلا أني أشعر أن المهمة لم تكتمل بعد، فقد وفقنا في متحف المرأة في وضع تصميم جميل لقاعة خاصة بالشاعرة، حيث شرحت للمهندس ما تخيلته أن عوشة أثناء خروجها من العين باتجاه دبي للقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله " وهي تكتب على أوراقها، وبالفعل أعطاني المهندس التصميم وقمنا بتطويره وتم تنفيذه، والآن أصبحت قاعتها بالمتحف مزارا يشعر المرء معه بعظمة هذه المرأة وعظمة أشعارها إذ هناك شغف عربي وأجنبي بأشعار عوشة، والأجانب مصرون الآن على ترجمة هذه الأشعار".

ولفتت إلى أن علاقة عوشة بأبيها كانت علاقة نموذجية من الحب والتقدير والاحترام المتبادل.. كانت الشاعرة في الطفولة تأخذ الكثير من رسائل والدها تتأملها، واجتهدت بشكل ذاتي على نفسها إذ كانت تكتب على الجدران بواسطة الفحم القديم، وتنقل ما تحمله الرسائل من حروف متعلمة بذلك أبجديات اللغة وأنها عندما اطلعت على أوراقه عند إخوانها وجدت قصائد لكبار الشعراء ومعهم قصائد لعوشة، الأمر الذي يؤكد العلاقة القوية التي ربطت الشاعرة بأبيها.

وقالت " أثناء الإعداد لإصدار ديوان عوشة بذلنا مجهودات كبيرة لتوثيق كل قصيدة، وقد كانت أولى القصائد قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالفصحى، وقد وجدنا أربع قصائد أخرى لها بالفصحى، الأمر الذي يرد على أكاديمي نفى أن يكون لها قصائد بالفصحى، فلقد جمعنا 150 قصيدة من بينها 18 قصيدة لم تنشر من قبل، واحدة من هذه القصائد طويلة تمتد لأربع صفحات، حين قرأتها وجدت نفسي كأنني أمام فيلم وثائقي مصور، حيث لم تترك شيئا إلا صورته".

وأضافت " أغنت عوشة بقصائدها الفضاء الثقافي الإماراتي، وقصائدها فيها عمق وجمال وحميمية ودقة في الوصف خاصة في التعبير عن مشاعرها الإنسانية في مواجهة الذات الخاصة أو المحيط الوطني الذي تعيش فيه، وإذا بحثنا في التراث في هذه القصائد وجدناها لم تترك شيئا عايشته ولمسته إلا أتت به، لقد خصها الله بموهبة أصيلة مكنتها من التحكم في لغتها وأوزانها وموضوعاتها التي تطرحها".

وقالت إن عبقرية عوشة تكمن في كونها صقلت موهبتها بالدراسة والاطلاع أيضا شكلت مسيرة حياتها التي شهدت الكثير من التنقلات إثراء لتجربتها أبعادا وملامح متميزة وعوشه كانت حاضرة في مجالس الشيخات وكما يقال "المجالس مدارس".. عوشه كانت كل هذا التكوين بالاضافة إلى تمتعها بالقدرة على التأمل، والتأمل نعمة، وفي ديوانها يمكن قراءة أبعاد هذا التأمل في الفراغات الموجودة.