اختتام المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية في بنما

اختتام المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية في بنما

بنما (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 11 أبريل 2019ء) اختتمت فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية في بنما وسط دعوات من كبار قيادات القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات والدول اللاتينية والكاريبية إلى الاستفادة من الفرصة التي أتاحها المنتدى للمستثمرين من المنطقتين والعمل على تعزيز التعاون والشراكات التجارية والاستثمارية خلال الفترة المقبلة.

واستقطب المنتدى مشاركة بارزة بلغت 800 مشارك من 50 دولة من بينهم رؤساء دول و وزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع القرار والسياسات وقادة الأعمال في حين جرى على هامش المنتدى عقد 300 اجتماع ثنائي بين مستثمرين من دولة الإمارات ونظرائهم من الدول اللاتينية والكاريبية.

وشهد المنتدى - الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي بالشراكة مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية و"ذا إيكونوميست إيفنتس" التي تدير محتوى المنتدى - 17 جلسة ومشاركة 46 متحدثاً حيث شملت قائمة المشاركين والمتحدثين فخامة الرئيس خوان كارلوس فاريلا رئيس جمهورية بنما وفخامة الرئيس جوفينيل مويس رئيس جمهورية هايتي ومعالي إيزابيل سانت مالو نائب الرئيس ووزيرة خارجية جمهورية بنما وسعادة المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية إلى جانب سعادة ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي وسعادة حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وقادة ورجال الأعمال من الإمارات وبنما وهايتي والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا والإكوادور وهندوراس والأوروغواي والباراغواي وتشيلي والمكسيك وجمهورية الدومينيكان.

وتعليقاً على نجاح المنتدى ..قال سعادة حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي "حققت النسخة الثالثة من المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية أهدافها في استكشاف فرص وآفاق التعاون بين منطقتي الخليج العربي والدول اللاتينية والكاريبية ونجحت في خلق منصة حوارية فعالة بين مجتمعي الأعمال لدى الجانبين ومهدت الطريق لشراكة طويلة الأمد" ..مشيرا إلى أن تنظيم المنتدى في بنما لأول مرة خارج دولة الإمارات شكل خياراً صائباً نظراً للفوائد التي نتجت عن هذه الخطوة لأنها أظهرت التزام القطاع الخاص في دولة الإمارات بالاستثمار في الأسواق اللاتينية وما الإقبال المميز من رجال الأعمال في أمريكا اللاتينية على المشاركة إلا دليل إيجابي على الثقة المتزايدة بدبي كوجهة استثمارية مفضلة للشركات اللاتينية".

وسلط المنتدى الضوء على الفرص والتحديات والاتجاهات الرئيسية والتقنيات التي من شأنها أن تعزز التعاون بين المنطقتين الخليجية واللاتينية حيث حدد المشاركون القطاعات ذات الإمكانات العالية ومنها الأمن الغذائي والصناعات الغذائية والتمويل والتقنية المالية والمناطق الحرة والتجارة والسياحة والطاقة المتجددة والصناعات التي تركز على الابتكار.

وشدد فخامة الرئيس خوان كارلوس فاريلا رئيس جمهورية بنما على فرص التعاون المشتركة بين الجانبين مؤكداً أهمية أن يلعب الجانبان دوراً هاماً في تعزيز التجارة البينية وخلق الازدهار في منطقتيهما داعياً مجتمع الأعمال في مختلف الدول بقطاعيه العام والخاص إلى المشاركة في معرض اكسبو 2020 دبي الذي وصفه بالمنصة المثالية لاستعراض الإمكانات والقدرات التي توفرها بنما للعالم.

وأشار فاريلا إلى أن بلاده توفر مزايا تنافسية عديدة للشركات الخليجية والإماراتية وأبرزها فرص استثمارية متزايدة وبنية تحتية مالية صلبة وخدمات لوجستية متطورة بالإضافة إلى موقع جغرافي استراتيجي يوفر وصولاً سهلاً للأسواق اللاتينية والكاريبية.

وقال فخامة الرئيس جوفينيل مويس رئيس جمهورية هايتي إن بلاده تركز على تطوير بنيتها التحتية وتحسين تواصلها مع العالم والاستثمار في قطاعات متعددة كالزراعة والطاقة المتجددة والرعاية الطبية، مشيراً إلى أن هذه المجالات والقطاعات هي المجالات التي تتطلع هايتي لتعزيزها من خلال التعاون المثمر مع دولة الإمارات والدول الأخرى.

وتحدثت معالي إيزابيل سانت مالو نائب الرئيس ووزيرة خارجية جمهورية بنما عن المكانة المتجددة لبنما كمركز تجاري هام معتبرةً أنه بإمكان كل الشركات في العالم الاستفادة من مكانة بنما وبيئة أعمالها لدخول الأسواق اللاتينية.

وكشفت معاليها عن خطط بنما الرامية لتبني هيكلية عمل جديدة تدعم التنمية المستدامة وتعزز من جهود التحول إلى نظام ثنائي اللغة الأمر الذي من شأنه زيادة جاذبية السوق البنمي للشركات والمستثمرين الأجانب.

وخلال جلسة نقاشية حول ريادة الأعمال والابتكار ..شدد سعادة هشام الشيراوي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي على أهمية الدعم الحكومي لتطوير ورعاية البيئة المحفزة للمشاريع الناشئة واصفاً دبي بالنموذج المثالي في هذا المجال حيث استثمر القطاع العام في تسخير كافة الإمكانات لدعم قدرات المشاريع الناشئة التي تعتبر مصدراً هاماً للابتكار.

ولفت الشيراوي إلى أن المشاريع الناشئة في دبي نجحت بتطوير مفاهيم جديدة عبر استخدام التقنيات الحديثة مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وحلول المدن الذكية والطباعة ثلاثية الأبعاد معتبراً أن هذه المفاهيم بدت تلقى رواجاً في امريكا اللاتينية ومضيفاً أن المشاريع الناشئة في المنطقتين يمكنها التعاون في تبادل الخبرات والمعارف.

ومن جانبه قال أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة إن المركز يركز جهوده على التعريف بنقاط قوة دبي اللوجستية وميزاتها التنافسية وتشجيع الشركات على القدوم إلى الإمارة، وأكد أن هذه المقاربة جعلت من مركز دبي للسلع المتعددة أكبر منطقة حرة في دولة الإمارات مع وجود خطة واضحة تستهدف زيادة عدد الشركات الأعضاء إلى 30 ألف شركة بحلول العام 2025.

وشارك الدكتور جمعة المطروشي نائب الرئيس التنفيذي للعمليات وشؤون العملاء في سلطة واحة دبي للسيليكون الحضور رؤيته حول نموذج عمل المناطق الحرة في الإمارة قائلاً" "إن الركيزة الأهم في تحقيق التميز التجاري هي تحقيق أعلى معدلات رضا العملاء من خلال تقديم الأفضل لهم .. نحن نعيش اليوم في عالم شديد التنافسية .. إن فهمنا لهذا الأمر يفسر السبب الذي استطاع من خلاله نموذج عملنا المعتمد في المناطق الحرة استقطاب العديد من الشركات .. ويتميز نموذج عملنا بالعديد من نقاط القوة ولكن الجانب الأهم هو تخصصه في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد ولكن هذه المناطق الحرة المتخصصة تتكامل بطريقة مدروسة وفق منظومة عمل شاملة".

وخلال جلسات اليوم الثاني من المنتدى استعرض محمود البستكي الرئيس التنفيذي لدبي التجارية رؤيته حول تكامل الجهود ونقاط القوة المشتركة بين كل من دبي وبنما باعتبارهما مركزين لوجستيين إقليميين قائلاً" نرى الكثير من الشركات التي تنقل مراكز إدارة عملياتها اللوجستية إلى دبي آخذين بعين الاعتبار العديد من العوامل منها سرعة الإنجاز والجدوى الاقتصادية والبنية التحتية وسهولة إنجاز الأعمال والاستقرار والأمان ..

ونرى الأمر ذاته يحدث في بنما حيث تنقل الشركات عملياتها ومراكز إدارتها إلى هنا للأسباب ذاتها".

وتحدث سعادة عيسى عبدالله الغرير رئيس مجلس إدارة "عيسى الغرير للاستثمار" عن الأمن الغذائي ..قائلاً إن دولة الإمارات تعتمد على تقنيات جديدة للإنتاج الغذائي محليا وتنويع أساليب وطرق صناعة المنتجات الغذائية بهدف تقليل الاعتماد على وارداتنا من الدول الأخرى، مشيراً إلى وجود شراكات جديدة تم تأسيسها بين الشركات من كل دولة الإمارات وأمريكا اللاتينية بهدف زراعة وتوزيع المنتجات الغذائية وتحسين العمليات اللوجستية المطلوبة في نقل هذه المنتجات بين المنطقتين مضيفاً ان تعزيز قنوات وطرق الاتصال وتوفير منتجات ذات إمكانيات عالية هي خطوات يمكن اتخاذها لتوسيع قاعدة التعاون الثنائي في هذا المجال.

وخلال جلسة نقاشية تطرق كل من لارس أوستيرغارد نيلسون رئيس شركة "ميرسك" في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي وبيدرو هيلبورن الرئيس التنفيذي لشركة طيران "كوبا" إلى استراتيجيات محددة للنجاح في المجال اللوجستي والتحول إلى مركز عالمي وتم التأكيد على أن سهولة الوصول والربط عامل رئيسي في تعزيز التبادل التجاري بين المنطقتين.

تجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق سلسلة منتديات الأعمال العالمية في العام 2013 كجزء من استراتيجية التوسع الخارجي لغرفة تجارة وصناعة دبي وذلك بهدف تعزيز مكانة الإمارة كبوابة للأسواق العالمية .. وقد أقيمت النسختان السابقتان من المنتدى العالمي للاعمال لدول أمركيا اللاتينية في دبي عامي 2016 و2018 تلا ذلك إقامة النسخة الثالثة في بنما عام 2019.

وخلال المنتدى في بنما أعلنت الغرفة عن خططها لافتتاح مكتب تمثيلي رابع لها في أمريكا اللاتينية يكون مقره المكسيك .. وتدير الغرفة حاليا ثلاثة مكاتب في كل من الأرجنتين وبنما والبرازيل والتي تركز جهودها على الترويج لمقومات الجذب التجاري لدبي وتحديد الفرص التجارية في هذا الأسواق والتي تتيح لأعضاء الغرفة التعرف على إمكانيات النمو والتوسع المتاحة في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وكان بنك التنمية للبلدان الأمريكية قد أصدر تقريرا جديدا خلال اليوم الأول من المنتدى بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي سلط من خلاله الضوء على التبادلات التجارية بين دول منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي .. وتضمن التقرير أيضا تحديد إمكانيات تعزيز علاقات التجارة الثنائية مستقبلا والتي تتمتع بفرص نمو كبيرة ويمكن أن يصل حجمها إلى 13 مليار دولار أمريكي سنويا في حال تبني مجموعة من النصائح والحلول المقترحة من قبل الدول المعنية في كلا المنطقتين وخاصة لجهة توقيع المزيد من الصفقات التجارية والاستثمارية وافتتاح مكاتب تمثيل دبلوماسي وترويج تجاري وزيادة عدد البعثات الدبلوماسية وإطلاق رحلات طيران مباشر وتوسيع حجم التبادل التجاري الثنائي.