" ملامح مشهد الإعلام في 2019"في جلسة بمنتدى الإعلام العربي

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 28 مارس 2019ء) استضافت فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي في دورته الثامنة عشرة جلسة بعنوان "ثمانية اتجاهات ترسم ملامح مشهد الإعلام في 2019".

وسلط الإعلامي والباحث المصري ياسر عبد العزيز - خلال الجلسة - الضوء على أبرز التوجهات والتحولات التي طرأت على صناعة الإعلام في ظل تأثر العالم بالثورة الصناعية الرابعة ودخول الذكاء الاصطناعي مجال الإعلام واعتماد الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة على منصات التواصل الاجتماعي إلى حد باتت فيه جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للملايين حول العالم.

وقال إن مواقع منصات التواصل الاجتماعي تخطت حدود الترويج لخطاب العنف والكراهية للدخول على خط الترويج للجريمة من خلال بث مقاطع تظهر تنفيذها على الهواء مباشرة .. مشيرا إلى الحادث الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا مؤخراً .

وتوقع أن يتم تشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال المرحلة المقبلة من قِبل العديد من الدول .. منوها إلى أن استراليا طلبت من اليابان بشكل رسمي إدراج موضوع تشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي على جدول أعمال قمة العشرين التي ستعقد في أوساكا يونيو المقبل من هذا العام .

ورأى المتحدث أن الاتجاه الذي سيسود المشهد الإعلامي خلال العام الحالي هو زيادة الاعتماد على الذكاء الصناعي في مجال الإعلام من خلال برامج وروبوتات قادرة على القيام بمهام الصحافيين والمذيعين مثلما فعلت وكالة شينخوا الصينية بالتعاون مع شركة "سوجو" بتوظيف أول مذيع يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي في العام الماضي واستخدام مؤسسات إعلامية كبرى في المنطقة العربية برامج مثل"Automated Journalism وChat Bots " وروبوتات لتدقيق المعلومات مثل الروبوت "تمارا" الذي تستخدمه حالياً قناة "العربية" ما يؤكد زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

أما ثالث الاتجاهات التي قد تؤثر أكثر في المشهد الإعلامي خلال العام الجاري فهو زيادة آليات التزييف للمحتوى الإعلامي أو ما يعرف بتقنيات التزييف العميق" Deep Fake" حيث يعتقد الباحثون أن هذه الآليات ستشكل تهديداً للخصوصية بشكل عام وللعمل الصحافي على وجه الخصوص كما ستعمل على "تقويض الديمقراطية" والتعبير عن الرأي بما يمتلكه رواد التزييف العميق ونشطاؤه من تقنيات "هوليودية" يمكنهم من خلالها تغيير المواد الإخبارية لخدمة أهدافهم الخاصة.

وأكد المتحدث أن العام الجاري سيشهد زيادة في عائدات الإعلان على منصات التواصل الاجتماعي وهو ما أظهرته إحصاءات شركة "ستاندرد أند بورز جلوبال" للخدمات المالية من زيادة معدلات المشاهدة والإنفاق الإعلاني على وسائل الإعلام الرقمية وانحسارها على وسائل الإعلام التقليدي .. كما تتوقع شركة بحوث الإعلان والإعلام Magna استمرار الفجوة بين الإعلانات على وسائل الإعلام الرقمية والتقليدية إذ يُتوقع أن تنمو الأولى في 2019 بنسبة 13% لتصل إلى 237 مليار دولار في حين ستنمو الثانية بنسبة 2.5% لتصل إلى 183 مليار دولار.

وتوقع أن تتجه المؤسسات الإعلامية الكبرى إلى تغليب فكرة التمركز واحتلال مكانة متقدمة في أرقام المتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحقيقاً لمزيد من العوائد السريعة وهو ما سيضر بمراكز المؤسسات الصغيرة محدودة الموارد لمصلحة كبار المستثمرين والقادرين على تحمل نفقات التشغيل لسنوات عدة قبل التمكن من تحصيل الأرباح.

وتوقع أن تتجه المؤسسات الإعلامية للحصرية في نشر المحتوى الخاص بها عبر منصاتها وهو ما اتجهت له بعض المؤسسات مؤخراً مثل شركة "ديزني" التي أنهت عقدها مع "نيتفلكس" هذا العام كموزع لأعمالها.

وفيما يخص استخدام منصات التواصل الاجتماعي من قبل الحكومات .. أكد ياسر عبدالعزيز أنها باتت أدوات مهمة في مجال الاتصال الحكومي وكذلك توظيفها كوسيلة في المفاوضات إلى جانب استخدامها في الإعلان عن التوصل إلى الاتفاقات الاستراتيجية بين الدول والإعلان عن استقالات مسؤولين ومواقفهم السياسية .