نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لنقص فيتامين /د/

نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لنقص فيتامين /د/

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 14 مارس 2019ء) افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح اليوم المؤتمر الدولي الثامن لنقص فيتامين / د/ وتأثيره على صحة الإنسان، الذي تنظمه مجموعة " في بي إس " للرعاية الصحية، وذلك بفندق الجميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي، بمشاركة 600 شخص من الخبراء والأطباء والمختصين من داخل وخارج الدولة.

وقال معاليه في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر :" إن انعقاد هذه المؤتمر للمرة الثامنة على التوالي في العاصمة أبوظبي إنما يعكس التزام دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بالنهوض بمعايير الرعاية الصحية واعتماد أفضل الممارسات في جميع المجالات الطبية، وتوفير أرقى خدمات الرعاية الصحية العالمية، مؤكدا أنه لا يمكننا الوصول إلى هذا الهدف إلا من خلال تكريس أنفسنا للبحث المستمر والتطوير المهني وتبادل الخبرات المهنية مع كبار الخبراء والأطباء من مختلف دول العالم " .

وأكد معاليه على الدعم القوي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمنظومة الرعاية الصحية في الإمارة وإبرازها كمنارة عالمية للرعاية الصحية المتميزة وكذلك تحسين تجربة الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مشيرا إلى الشراكات المثمرة التي تمت مع كبرى المؤسسات الطبية العالمية واستقطاب المستشفيات العالمية الرائدة إلى أبوظبي".

وأضاف معاليه، أنه على الرغم من توفر أشعة الشمس في منطقة الخليج والشرق الأوسط التي تمنح جسم الإنسان بما يلزم من فيتامين /د/، إلا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن منطقتنا موضوعة ضمن قائمة السكان الذين يعانون نقصا في فيتامين /د/ وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية مرتبطة بنمو العظام والأسنان ونقص المناعة الذاتية وزيادة مرض السمنة والأمراض الأخرى.

وأشار إلى أن القرن الـ 21 كان قرنًا للعلوم البيولوجية والبحوث الرائدة التي أجريت في جميع أنحاء العالم، فلا يمكن أن يكون هناك شك في أننا نقف في خضم عصر جديد من الاكتشافات المثيرة، لافتا إلى أن الوقاية من عوز فيتامين /د/ وعلاجه كان أحد مجالات البحوث الطبية التي تبشر بالأمل الواعد وتستعد للتوسع بشكل كبير في المستقبل، ويمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في فهم الأسباب المختلفة للأمراض الناجمة عن نقص فيتامين /د/، ويمكن أن يؤدي هذا البحث إلى الوصول لعلاجات مهمة وناجعة وكذلك علاجات وقائية.

وشدد الأطباء المشاركون في المؤتمر على أهمية تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول مخاطر مرض نقص فيتامين /د/ على صحة الأفراد، ورفع الوعي العام بأهمية الحصول على الفيتامين سواء من خلال التعرض لأشعة الشمس أو من خلال المكملات الغذائية المتوفرة في أسواق الدولة.

وتعكف 5 جهات أكاديمية وطبية على دراسة علاقة اقترانية بين نقص فيتامين /د/ ومرض هشاشة العظام لدى النساء الإماراتيات سيتم الكشف عن نتائجها خلال 6 أشهر من الآن بحسب الدكتورة فاطمة العانوني أستاذ ومساعد كلية العلوم الصحية في جامعة زايد.

وأوضحت العانوني أن الجهات البحثية هي جامعة زايد وجامعة خليفة ومستشفى كليفلاند ومستشفى المفرق ومستشفى هيلث بوينت حيث تشير المؤشرات الأولية إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين /د/ والخلايا الجينية لدى النساء الإماراتيات مما يؤثر سلبا على مرض هشاشة العظام.

ولفتت إلى أنه سيتم وضع حلول وقائية لمرض هشاشة العظام من خلال الدراسة التي من المتوقع أن تنتهي في غضون 6 أشهر من الآن، من خلال المساعدة على وضع خطة علاجية تتناسب مع الجينات الإماراتية وفق كل حالة مرضية.

من جانبه قال الدكتور سامر اللحام استشاري القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند أبوظبي إن نقص فيتامين /د/ أصبح يتخطى تأثيره على هشاشة العظام إلى الأمراض القلبية والسرطانات بمختلف أنواعها، بل إن الدراسات الحديثة أثبتت علاقة واضحة بين نقص الفيتامين نفسه وأمراض القلب والجلطة الدماغية لاسيما وأن النسبة المتوسطة للمصابين بنقص الفيتامين في الدولة تقارب الـ 70% من سكان الدولة.

ولفت إلى أن دراسة أمريكية حديثة أوجدت علاقة بين نقص فيتامين /د/ وسرطان الجلد مما يوجب الحاجة إلى فحوصات فيتامين /د/ لكافة الفئات العمرية كل ستة أشهر، مشيراً إلى أن الحل يكمن في اتباع أنماط حياة صحية ومتوازنة يتم فيها التعرض للشمس والمشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا، منوها إلى أن المراحل السنية الأكثر خطورة جراء تعرضها لنقص فيتامين /د/ هي المراحل ما دون الـ 16 عاماً والمراحل السنية فوق 60 عاماً.

وأشار الدكتور مدحت الصباحي استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية إلى أن أمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام يكون أحد مصادرها هو نقص فيتامين / د / الذي يفقد الشخص جزءا من تركيزه في بعض الأحيان.

ولفت إلى أن بعض المدارس الطبية تستخدم فيتامين /د/ كجزء من علاج لمرض الزهايمر الناتج عن بعض الاختلالات في الدماغ، مشيراً إلى أهمية وجود دراسة شرق أوسطية موسعة حول علاقة نقص فيتامين /د/ بالأمراض النفسية بشكل عام حتى يتم وضع الخطط العلاجية على أساسها.

وحول زيادة معدلات الأمراض النفسية بشكل عام في الوقت الحالي أوضح الصباحي إلى أن انتشار طرق التشخيص الصحيحة والسريعة للأمراض النفسية وتقبل الأسر بشكل عام لوجود علاج نفسية يمكن العلاج منها كما العضوية ساعد على زيادة معدلات الأمراض النفسية بشكل عالمي، إلا أن شدد على أن تحرر كافة الأسر من هواجس المرض النفسي بما سببته الدراما السينمائية من معتقدات خاطئة.

من جهته، قدم الدكتور عصام الدين نور الدين أستاذ الكيمياء الحيوية الإكلينيكية بكلية الطب جامعة أم القري في المملكة العربية السعودية محاضرة حول استخدام فيتامين /د/ كمكملات للأشخاص الأصحاء من حيث الفوائد والأضرار، حدد فيها الجرعات المناسبة لكل الفئات، وأشار إلى أن الزيادة في تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين /د/ يؤثر سلبا على امتصاص الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين /ك و أ/ وفق دراسات وبحوث طبية مؤكدة، لافتا إلى أنه أجرى دراسة موسعة حول معدل نقص فيتامين /د/ على الأشخاص الطبيعيين في مكة المكرمة شملت 888 فردا من جميع الفئات العمرية وأظهرت النتائج أن 84% منهم كان مستوى الفيتامين لديهم نقص في الفيتامين وتم تفسير ذلك أن المعيار الأوروبي الذي يقاس به فيتامين /د/ يجب أن نعتبره نحن كأطباء في الشرق الأوسط بمثابة "خزانا" يلجأ إليه الجسم عندما لا يتعرض لأشعة الشمس كما هو الحال في المجتمعات الغربية، والعكس صحيح في منطقة الشرق الأوسط حيث أشعة الشمس متوفرة 11 ساعة يوميا فلا يحتاج الفرد في هذه المنطقة إلى تخزين هذا الفيتامين.

من جانبه، أكد الدكتور شامشير فاياليل الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة " في بي اس " للرعاية الصحية أن الله سبحانه وتعالي حبا دولة الإمارات بنعمة الشمس المشرقة على مدار السنة وهي مصدر طبيعي ومجاني لفيتامين /د/ مما يجعل السكان أكثر صحة على وجه الأرض، ولكن للأسف هناك دراسة حديثة تؤكد أن غالبية سكان الدولة يعانون من نقص فيتامين /د/ بسبب عدم ممارسة أنشطة في الهواء الطلق مما يهدد بمضاعفات خطيرة يمكن أن تزيد من مخاطر مجموعة من الأمراض المزمنة.