مقال في فايننشال تايمز عن "أدنوك" حول تغيير طريقة التفكير في مؤسسة عمرها 50 عاماً

لندن (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 مارس 2019ء) أكدت صحيفة فايننشال تايمز أن معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها نجح بدعم من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات في تحقيق نقلة نوعية لتطوير "أدنوك "وتعزيز تنافسيتها وتمكينها من مواكبة المتغيرات والتي تركزت على إيجاد أسواق جديدة وخفض التكاليف ورفع الكفاءة وتعزيز المرونة والتنافسي وتطوير الثقافة المؤسسية.

ونشرت الصحيفة - ومقرها لندن - حواراً مع معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، عن كيفية تغيير وتطوير طريقة التفكير في مؤسسة عمرها 50 عاماً.

وكتبت الصحيفة .. عندما تسلم معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر مهامه في أدنوك، طلب أن يتم عرض أسعار النفط في كل مكان في مقر أدنوك الجديد المكون من 65 طابقاً، واليوم نرى أسعار "برنت" و"ويست تكساس الوسيط" و"خام دبي الخفيف" في ردهات المبنى وعلى شاشة دائرية الشكل في المطعم وحتى في المصاعد وذلك بهدف تذكير الموظفين بأنهم يعملون في قطاع يشهد تنافسية شديدة بالرغم من كونهم يعملون في شركة مملوكة للحكومة في دولة تمتلك ثامن أضخم احتياطي من النفط في العالم.

وبالنسبة للدكتور الجابر، كان سعر النفط عاملاً مساعداً، فعندما باشر مهامه في أدنوك عام 2016 لتطوير المؤسسة، كان سعر النفط قد تراجع بنسبة 70% على مدى الـ 18 شهراً الماضية، واليوم، يقول الدكتور الجابر إن هذا خلق فرصة فريدة لإطلاق جهود التطوير والتحديث.

وعندما تراجعت أسعار النفط من 100 دولار إلى أقل من 30 دولارا للبرميل، أدى ذلك إلى توفير حافز وفرصة للتغيير، وكانت توجيهات القيادة، وخاصةً متابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، بإحداث نقلة نوعية شاملة وتحوّل جذري لتطوير أدنوك وتعزيز تنافسيتها وتمكينها من مواكبة المتغيرات، وتم تعيين الدكتور الجابر لتحقيق ذلك.

وأضافت الصحيفة أنه لو بقيت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، فإن جهود التطوير والتحديث ما كانت لتلقى الاستجابة المرغوبة في مؤسسة بهذا الحجم والأهمية، ولكن سعر 30 دولارا للبرميل قد أحدث محفزاً قوياً لتسريع هذه الجهود.

وأوضح الدكتور الجابر أنه لولا رؤية وتوجيهات ودعم ومتابعة القيادة، لما نجحت أدنوك في تحقيق أهداف النقلة النوعية بهذه السرعة، مشيراً كذلك إلى تضافر جهود فريق العمل في أدنوك.

وتقول الصحيفة إن استراتيجية التغيير تركزت على إيجاد أسواق جديدة، خاصة في آسيا، وعلى خفض التكاليف ورفع الكفاءة والارتقاء بالأداء وتعزيز المرونة والتنافسية، وكذلك تطوير الثقافة المؤسسية في شركة عمرها أكثر من 50 عاماً، وتعد قوية جداً في الجوانب الفنية والتقنية، ولكن كان هناك بعض التحديات في الأداء المالي مع ضرورة إعطاء المزيد من التركيز للفكر التجاري.

ويوضح معالي الدكتور الجابر: "كان لابد من تغيير طريقة التفكير، وعدم الرضوخ لظروف القطاع وقبول التعامل معها وكأنها من المسلمات. لقد كان علينا أن نبذل قصارى جهدنا ونحاول الاستفادة من جميع الفرص في مجالات وجوانب القطاع كافة، وأن لا نستسلم أبداً للعوامل الخارجية".

وتقول الصحيفة أنه لتحقيق التغيير المنشود، أسس معاليه مكتباً لإدارة هذه النقلة يضم ممثلين من مختلف الأقسام والتخصصات، وذلك لتنفيذ مبادرة التطوير والتحديث التي أطلق عليها اسم " أدنوك++" في دلالة على الابتكار و"التفكير خارج الصندوق". واليوم هناك طابق في مبنى أدنوك يحمل اسم " أدنوك++ " يهدف لتوفير مكان محفز على الإبداع والابتكار ومشاركة الأفكار.

وعن ظروف وضغط العمل، يوضح الدكتور الجابر: "من يستطيع مواكبة أجندة العمل الطموحة والمتطلبة والقاسية، يكون عضواً محورياً في فريق العمل، أما من لا يستطيع تلبية هذه المتطلبات، فنحاول المساعدة من خلال إيجاد مكان آخر مناسب لهم".

وللمرة الأولى في أدنوك، تم تعيين امرأتين لإدارة اثنتين من الشركات التابعة، وتم تأسيس برنامج لتطوير القيادات المستقبلية من خلال التدريب والتوجيه والإشراف والمتابعة.

وذكرت الصحيفة إنه ولإيصال رسالته إلى كوادر المجموعة كافة ، حرص الدكتور سلطان بن أحمد الجابر على زيارة مختلف الشركات العاملة وعقد اجتماعات في مختلف مواقع العمل بما فيها المصافي والمصانع ومنصات الحقول البحرية، كما وجّه بإنشاء أول موقع إلكتروني موحد على مستوى المجموعة.

وقال في هذا الصدد: "لقد كررت هذه الرسالة بشكلٍ يومي، وركزت على الدور المحوري الذي تقوم به أدنوك لدعم الاقتصاد المحلي، والدور الذي قامت به في الماضي لتلبية الاحتياجات العالمية للطاقة، والتغيرات في مشهد الطاقة والتي ليس بمقدورنا التحكم بها، وضرورة التركيز على ما نستطيع التحكم به من رفع الكفاءة والارتقاء بالأداء وتعزيز التنافسية".

وما يزال العمل جارٍ على إحداث النقلة النوعية لكن دلائل التغييرات التي تم إدخالها أصبحت واضحة بالفعل. وأعطت الصحيفة عدة أمثلة على النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك والتي شملت: قيام أدنوك بأول عملية إصدار لسندات بقيمة 3 مليارات دولار لشركة خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام "أدكوب" في عام 2017 كجزء من استراتيجية الإدارة الذكية للتمويل.

وقالت الصحيفة: لطالما عملت أدنوك على تعزيز إنتاجها من خلال مشاريع مشتركة مع شركاء خارجيين، بما في ذلك "بريتيش بتروليوم"، و"توتال" و"إكسون موبيل"، ولكن خلال الـ 18 شهراً الماضية قامت بسلسلة من الصفقات الجديدة بما في ذلك بيع 5 في المائة من شركة "أدنوك للحفر" إلى "بيكر هيوز"، وطرح حصة أقلية من أسهم شركة أدنوك للتوزيع للاكتتاب العام، وأبرمت أدنوك الشهر الماضي اتفاقية شراكة استراتيجية في مجال البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط مع "كي كي آر"، و"بلاك روك"، اللتين تُعدان من المؤسسات الاستثمارية الرائدة على مستوى العالم. وفي يناير وقعت أدنوك كذلك اتفاقيتي شراكة مع شركة " إيني" الإيطالية و" أو أم في" النمساوية للاستحواذ على حصص في شركة "أدنوك للتكرير" مقابل 5.8 مليار دولار.

ومع تبنيها لثقافةٍ تركز على الربحية وتعزيز العائد الاقتصادي، أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن الشركة تركز الآن على تحقيق النمو في مختلف أعمالها، حيث تخطط أدنوك لإنفاق 132.33 مليار دولار أميركي كاستثمارات رأسمالية على مدى السنوات الخمس القادمة، بما في ذلك زيادة السعة الإنتاجية للنفط من 3.5 مليون برميل يومياً حالياً، لتصل إلى 4 ملايين برميل نفط يومياً بنهاية عام 2020.

وبيّنت الصحيفة أن معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر سيركز خلال الفترة القادمة على إنجاز مشاريع النمو والتوسع المعلنة وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الأصول وتعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمار في الموارد البشرية المتخصصة في القطاع، موضحاً أن العالم سيبقى معتمداً على النفط والغاز كمصدر رئيس للطاقة لعقود مقبلة من الزمن، وأن أهمية القطاع مستمرة في دفع نمو الاقتصاد العالمي ككل.