"التغير المناخي والبيئة" تنظم مخيماً للشباب في محمية صير بني ياس

"التغير المناخي والبيئة" تنظم مخيماً للشباب في محمية صير بني ياس

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 23 فبراير 2019ء) نظمت وزارة التغير المناخي والبيئة بالشراكة مع هيئة البيئة - أبوظبي، وبالتعاون مع دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي مخيما الشباب على مدار يومي 22 و23 فبراير الجاري في جزيرة صير بني ياس بإمارة أبوظبي، تحت شعار " كنوز الطبيعة في الإمارات" وذلك ضمن استراتيجيتها لدعم وتمكين الشباب وتعزيز قدرتهم على الابتكار.

وضم المخيم 40 شاباً من مجالس الشباب على مستوى الدولة وطلاب عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، ويستهدف رفع مستوى وعي فئات المجتمع بمفهوم السياحة البيئية وأهميتها وإبراز المواقع السياحية من هذا النوع وتحفيز الشباب على الوصول لحلول وآليات مبتكرة للترويج للسياحة البيئية في الإمارات، في إطار المشروع الوطني للسياحة البيئية الذي أطلقته الوزارة العام الماضي.

شارك في المخيم الذي يعد أحد مبادرات مجلس شباب وزارة التغير المناخي والبيئة، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة - أبوظبي.

وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي: "إن الوزارة تضع تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم على الابتكار ضمن أولوياتها وأهدافها الاستراتيجية بما يواكب التوجه العام للدولة، وتوجيهات القيادة الرشيدة، لذا تحرص عبر مجلس الشباب التابع لها على إطلاق مبادرات بناءه تتيح لهذه الفئة من المجتمع الاطلاع على كافة المبادرات والمشاريع التي تنفذها الوزارة والمشاركة فيها سواء بالتطوع أو بطرح الأفكار المبتكرة التطويرية".

وأضاف معاليه: "المسؤوليات التي تتولاها الوزارة في قطاعات عدة تعتمد في نجاحها على التفاعل والمشاركة من فئات المجتمع كافة، وفئة الشباب تمثل العامل الأهم والمدخل الأكثر تأثيراً على باقي الفئات العمرية، لذا نعمل بشكل دائم على التواصل معهم بطرق عدة لتوعيتهم بأهم القضايا والمبادرات التي نعمل عليها، وتشجيعهم على المشاركة فيها وتوظيف قدراتهم على الابتكار والتعامل مع أحدث التقنيات والتكنولوجيات المتاحة لتحقيق الأهداف المطلوبة بأفضل طريقة ممكنة".

وأشار معاليه إلى أن المشروع الوطني للسياحة البيئية يعد من أهم المبادرات التي عملت عليها الوزارة خلال الفترة الماضية ويستهدف زيادة جهود الحفاظ على البيئة، وخفض حدة ظواهر التصحر والتلوث البيئي، وتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الركائز الثلاث الأساسية للاستدامة "الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية"، وضمان صحة عامة أفضل للنظم البيئية، وحماية موائل الأحياء المحلية، ودعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وخلق رافد اقتصادي جديد للدخل المحلي الإجمالي.

ومن جهتها أكدت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الامين العام بالإنابة لهيئة البيئة – أبوظبي أهمية هذا المخيم الذي يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة لتوسيع نطاق السياحة البيئية عبر برنامجها لاستقبال عشاق الطبيعة في عدد من المحميات الطبيعية في أبوظبي، والذي انطلق عام 2014 ويتيح الفرصة للجمهور لتعزيز علاقتهم مع الطبيعة واستكشاف التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي والتعرف على النظم البيئية المهمة للتنوع البيولوجي المحلي والجهود التي تبذلها المؤسسات والهيئات الحكومية لحماية البيئة والتنوع البيولوجي الفريد الذي تحتضنه.

وأشارت سعادتها إلى أن محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي، والتي تضم جزيرة بوطينة، هي واحدة من أكبر المحميات البحرية في منطقة الخليج العربي ومن أهم المناطق عالمياً لتواجد أبقار البحر المهددة بالانقراض والتي يعتقد أن مياه إمارة أبوظبي وعلى وجه الخصوص منطقة المحمية تضم ثاني أكبر مجموعة من أبقار البحر في منطقة المحيط الهندي - الهادي، إضافة إلى تواجد أنواع من السلاحف البحرية والدلافين واعتبارها من المناطق البيئية المهمة لإكثار وحضانة أنواع عديدة من الأسماك البحرية والشعاب المرجانية والتي لها أهمية اقتصادية وبيئية بالدولة كما تستخدمها العديد من الطيور المهاجرة كمناطق للتكاثر ومحطات توقف للراحة والتغذية خلال مسار هجرتها من وسط آسيا إلى أفريقيا ..مشيرة إلى أن المحمية تعتبر واحدة من بين 19 محمية تديرها الهيئة ضمن "شبكة زايد للمحميات الطبيعية" التي تمتد من جزيرة أبوظبي وشواطئها في منطقة الظفرة حتى صحراء ليوا، وتضم عدداً من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة.

وشددت سعادة الدكتورة الظاهري على أهمية هذا المخيم، الذي يشارك فيه مجلس شباب الهيئة، في تمكين الشباب وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في استكشاف البيئات الطبيعية في الإمارات، والتعرف على الحياة البرية الغنية وموائلها وبيئاتها الفريدة وإعطائهم الفرصة ليكونوا جزءا من الجهود الرامية إلى الحفاظ عليها من خلال تزويدهم بخبرات ومعارف ومهارات تمكّنهم من القيام بدورهم كصانعي التغيير وقادة الغد في حماية البيئة.

وشملت فعاليات المخيم مجموعة من الجلسات التعريفية والنقاشية للشباب حول التنوع البيولوجي الذي تحظى به الدولة، والجهود المبذولة في الحفاظ عليه وضمان استدامته، والمشروع الوطني للسياحة البيئية "كنوز الطبيعة في الإمارات"، وجولات ميدانية في محميات صير بني ياس، ومروح، وبوطينة.

كما شملت الفعاليات ورشة عمل نقاشية متخصصة والتي تعد أحد المبادرات الهامة للوزارة ضمن شهر الإمارات للابتكار وركزت على التنوع البيولوجي وكيفية وضع أفكار ومقترحات ترويجية مبتكرة للسياحة البيئية في الامارات، بهدف تحفيز وتعزيز قدرة الشباب على وضع هذه الأفكار وطرحها أمام الحضور من المسؤولين وصناع القرار.

وضمت الفعاليات مجموعة من الأنشطة الرياضية البيئية في الجزر الثلاث التي يشملها المخيم مثل التجديف، والقيادة في الطبيعة وسط الحياة البرية، والغوص، وعدد من الجولات الثقافية والأماكن التراثية والتاريخية، بالإضافة إلى مسابقة تحفيزية للشباب لالتقاط صور معبرة عن التنوع البيولوجي والحياة الطبيعية خلال إقامتهم في المخيم والجولات التي قاموا بها، ونشرها في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "كنوز الطبيعة في الإمارات أو #UAENaturalWonders".

وكانت وزارة التغير المناخي والبيئة قد أطلقت المرحلة الأولى من المشروع الوطني للسياحة البيئية في يوليو الماضي وشملت إطلاق تطبيق ذكي وموقع وكتاب إلكتروني تضم جميعها مواد معلوماتية /مكتوبة، ومصورة/ عن 43 محمية طبيعية على مستوى الدولة، وتم الانتهاء منها في أكتوبر الماضي.

وكثفت بعدها الوزارة عملها على المرحلة الثانية والتي استهدفت الوصول بعدد وجهات السياحة البيئية المتوفر معلوماتها عبر التطبيق والموقع إلى أكثر من 100 جهة لتشمل المحميات الطبيعية كافة، والمناطق والأماكن التراثية والتاريخية، والبيئية المسجلة على قوائم المنظمات العالمية المتخصصة، والمنتجعات ومنشآت الضيافة الحاصلة على شهادات اعتماد في صداقة البيئة من منظمات عالمية، إضافة إلى مناطق ممارسة الأنشطة الرياضية البيئية.