"أيدكس ونافدكس" .. القوة في خدمة الأمن والسلام العالمي

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 19 فبراير 2019ء) يجسد معرضا الدفاع الدولي "آيدكس 2019" والدفاع البحري "نافدكس 2019" اللذان انطلقا في أبوظبي أول أمس، نهجا أصيلا في السياسة الإماراتية الرامية إلى تكريس القوة العسكرية في خدمة الأمن والسلام الدوليين.

وخلال السنوات الماضية نجح المعرضان في التحول إلى منصة عالمية هامة لتقديم الحلول العملية والتقنية في مواجهة المخاطر التي تهدد بزعزعة الاستقرار وتهديد التعايش السلمي في أرجاء مختلفة من العالم.

ويركز المعرضان على عرض تقنيات تسهم في درء المخاطر التي تهدد حياة الناس وتزعزع أمن المجتمعات واستقرارها، حيث يتضح ذلك جليا من خلال الحضور الكبير للشركات المتخصصة في توفير تقنيات المراقبة الأمنية ونزع الألغام، والكشف عن المتفجرات، وتأمين الملاحة البحرية العالمية، إضافة إلى منظومات الدفاع العسكرية.

وأكد ستيفن بوندي القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أبوظبي على أهمية الشراكة بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال محاربة الإرهاب ومكافحة التهديدات الإقليمية والعمل على تحقيق استقرار أكبر في المنطقة والعالم.

وقال بوندي - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" - إن جناح الولايات المتحدة الأمريكية في معرضي أيدكس ونافدكس يضم هذا العام 117 شركة تعرض أحدث التقنيات والخبرات الدفاعية التي تساهم في حفظ الأمن والاستقرار وحماية السلم الدولي، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم العديد من التهديدات الأمنية سريعة التطور.

وأوضح أن المعرضين يمثلان بالنسبة للشركات الأمريكية الدفاعية منصة عالمية تسعى من خلالها إلى عرض أفضل مبتكراتها التكنولوجية في مجالات الدفاع وحفظ الأمن، مشددا على أن هذا الابتكار يشكل عاملا أساسيا لتوسيع التعاون الدفاعي والأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة والذي يصب في مصلحة حفظ السلم والاستقرار الدوليين.

من جانبه اعتبر إينيس أليسكوفيتش ممثل غرفة التجارة الخارجية في البوسنة والهرسك، أن تعزيز الأمن الداخلي في الدول المشاركة يسهم تلقائيا في تعزيز الأمن الدولي، ومن هذا المنطلق تتضح مدى أهمية المعرضين في تعزيز الأمن والاستقرار العالمي خاصة مع ما يوفره من تكنولوجيا متقدمة وابتكارات هدفها في المقام الأول حماية الإنسان من جميع المخاطر الأمنية والإرهابية التي قد تشكل خطرا على حياته وحياة جميع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه.

وأكد أليسكوفيتش أن تنظيم المعرضين على أرض دولة الإمارات يكسبهما قيمة مضافة نظرا للدور الرئيسي الذي تلعبه دولة الإمارات في حماية الأمن والسلم الدوليين، وقال : " نحن تحديدا في البوسنة والهرسك نحفظ عظيم الجميل لهذه الدولة وقيادتها الحكيمة التي وقفت إلى جانبنا إبان تفجر الصراع الداخلي عام 1994 ودافعت بكافة الوسائل الممكنة عن الشعب البوسني الذي تعرض لأبشع أنواع المجازر البشرية في ذلك الوقت".

وكانت دولة الإمارات قد أرسلت في نهاية 1996 معدات وعتاد عسكري إلى البوسنة، ووفرت التدريب على هذه المعدات العسكرية على أرضها لجنود من القوات المسلحة البوسنية بهدف مساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم.

وأسهمت الإمارات في العديد من المشروعات الإنسانية بهدف المساعدة على إعادة الأعمار في البوسنة، وأعطت الأولوية لمساعدة الطلاب وفتح المدارس وإعادة بناء المساجد، وفي عام 1999 أقامت القوات المسلحة الإماراتية معسكراً لإيواء آلاف اللاجئين الكوسوفيين الذين شردتهم الحروب في مخيم "كوكس" بألبانيا، كما شاركت في عمليات حفظ السلام في كوسوفو.

ويتميز المعرضين بالمشاركة الواسعة من قبل أجهزة الشرطة والدفاع المدني والإسعاف والإنقاذ المحلية والدولية، الأمر الذي يعكس تعاظم الدور الذي يؤديه في تعزيز الأمن والاستقرار المجتمعي عبر ما يعرضه من تجارب وحلول تسهم في الحفاظ على أرواح الأفراد وحماية ممتلكاتهم.

وفي هذا السياق قال الرائد عبدالله محمد البلوشي منسق جناح شرطة دبي المشاركة في معرض أيدكس، إن مشاركتهم هذا العام تأتي بهدف الاطلاع على أفضل التجارب العالمية في مجال حفظ الأمن و الاستقرار والتعرف على أبرز ما أنتجه العلم في هذا المجال من معدات و تقنيات ترفع من سوية الأداء الشرطي خلال تأدية مهام ملاحقة المطلوبين وضبط المخالفين والتنبؤ المسبق بالمخاطر التي تهدد أمن المجتمع.

وأوضح أن جناح شرطة دبي يعرض هذا العام عددا كبيرا من المشاريع والخدمات التقنية والذكية ومن أبرزها دورية "غيّاث" الخاصة والفريدة من نوعها على مستوى العالم، والتي تحتوي أحدث الأنظمة الذكية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتضم مجموعة من كاميرات المراقبة من مختلف الأنواع، إضافة إلى مجموعة من الخدمات المتطورة التي تعزز العمل الشرطي في الجانب الأمني والمروري.

وتضم "غيّاث" 3 أنظمة ذكية ومتطورة هي نظام التعرف على الوجوه، ونظام الحوادث المرورية، ونظام تتبع المركبات المطلوبة، إلى جانب 9 شاشات في داخل الدورية مرتبطة بالأنظمة سالفة الذكر.

وتقدم شرطة دبي في جناحها أيضا مشروع "عيون" القائم على دمج لكافة الكاميرات والتقنيات الذكية الخاصة بنظم المراقبة في كل دائرة وهيئة ومؤسسة محلية بالإمارة في منظومة أمنية وتقنية واحدة تشرف عليها شرطة دبي من خلال مركز رئيسي للتحكم فيها حتى تتماشى والتحول للذكاء الاصطناعي.

وعاما بعد عام يزداد حضور أنظمة المراقبة الأمنية والروبوتات الآلية وكاشفات الألغام المتطورة في "معرضي أيدكس ونافدكس" بما يعزز من دورهما العالمي في توفير الحلول المناسبة للتعامل الأمثل مع الأعمال الإرهابية والحد من أضرارها البشرية والمادية.