تقرير / الإمارات واحة متفردة في ثقافة التسامح وملتقى دروب السلام

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 05 فبراير 2019ء) قبل أن تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في 16 نوفمبر من كل عام ظلت دولة الامارات نموذجا عالميا للتسامح الذي بات واقعا يوميا تعيشه الدولة ويتجسد في القيم المتأصلة في شخصية المواطن الإماراتي.

فصرح التسامح في الإمارات الذي وضعت دعائمه السياسة الحكيمة للمؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" يعلو ويزداد رسوخا حتى بات كل مقيم وزائر للدولة يعود وفي ذاكرته مشاهد ومواقف تبرهن على مدى التسامح والأمن والسلم المجتمعي الذي تعيشه الإمارات في ترجمة لسماحة الإسلام في ظل عالم تتنامى فيه الأفكار المشجعة على الغلو والتطرف.

وهذا التسامح الذي مثلما هو عنوان للإمارات بات أيضا سمة من سمات الشخصية الإماراتية وانعكس أيضا على النهج الإماراتي في التعامل مع الآخر حيث يرتكز هذا النهج على الإيمان بأنه لا سبيل للعيش الكريم إلا من خلال التمسك بالمبادئ الرصينة والأعراف الداعية إلى التسامح والسلام والحوار.

ولم تألو دولة الإمارات جهدا في نشر قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك بين مختلف الثقافات ولم تتواني عن ابتكار الوسائل والآليات التي تدعم بها جهود الأمم المتحدة ومنظماتها في ترسيخ قيمة السلام والتسامح واستيعاب الآخر والتواصل معه من خلال الاتفاق على كل ما هو مشترك ونبذ ما هو مختلف عليه.

وفي هذا السياق تاتي الزيارة التاريخية المشتركة للقطبين الكبيرين البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية و فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى دولة الإمارات ولقائهما معا تحت اسم "لقاء الأخوة الإنسانية" حيث وقع اختيارهما على دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة هذا اللقاء التاريخي بينهما ليطلقان منها دعوتهما للتسامح أمام العالم أجمع تجسيدا للدور الرائد الذى تلعبه دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية.

وتفتخر دولة الإمارات منذ تأسيسها بتعزيزها لقيم التعايش والتسامح بين جميع المقيمين على أرضها من الجنسيات والأديان والخلفيات العرقية المتعددة ويشهد تنظيمها لهذه الزيارة على القيم الإماراتية المبنية على التسامح والتعايش السلمي في إطار تعزيز مكانتها كمنصة عالمية للحوار والتآخي والتضامن الإنساني.

وتقوم الإمارات بجهود ملموسة لتعميق مفهوم التسامح والتعايش الذي بات عالمنا اليوم في حاجة ماسة اليه أكثر من أي وقت مضى ولا تقتصر تلك الجهود على الدبلوماسية الإماراتية الناجحة فحسب بل تمتد الى الطرح الفكري المعمق لتجسير الفجوات بين الشعوب والثقافات وبين أتباع الديانات المختلفة للالتقاء على أرضية انسانية مشتركة.

وقد حققت الامارات المرتبة الأولى عالميا في مؤشر التسامح تجاه الأجانب بحسب التقارير الأممية عام 2017 وذلك في ثلاثة تقارير دولية وهي الكتاب السنوي للتنافسية العالمي وتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن ليجاتم وتقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية الصادر عن معهد إنسياد كما ان الإمارات الثالثة عالميا في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح ومدى انفتاح الثقافة المحلية لتقبل الآخر إذ صعدت الإمارات من المرتبة الثامنة عام 2015 إلى المرتبة الثالثة عام 2016 وذلك بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2016 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية العالمية في سويسرا.

كما ان للتسامح في الإمارات قصص تاريخية فرضها الموقع وكرستها القيادة في نفوس أهلها حتى أصبح جزءا من الشخصية الإماراتية.. هنا يعيش الجميع دون أن ترى فرقا.. لن تكون غريبا ولن تكون مرفوضا.. هنا مساجد ودور للعبادة تستقبل المقيمين من اصقاع الكرة الارضية.. هنا مواطنون اماراتيون اصالتهم هي عنوانهم الأبرز.. المواطنة هي الوعاء الأبدي الحافظ لاستقرار هذا البلد الزاخر بكل صنوف التسامح والتعايش والحب.

وتقول المقيمة كارولين نصيف من لبنان: //عشت في الإمارات سنين من عمري، وأشهد لشعبها أنه شعب طيب وخلوق، فلم أشعر يوما أني مسيحية، ولم اجد من الجميع إلا حسن الجيرة وحسن الخلق وبساطة الحياة والتعامل.. كم أحترمك أيها الشعب المتسامح؛ يا أجمل وأرقى شعب ترك في قلبي بصمة لن أنساها ما حييت. عيشوا بسلام وأمان واطمئنان حفظكم الله من كل شر وحماكم//.

ومن باحة مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي الذي ينظر الجميع إليه على ان تصميمه وبناءه "وحد العالم" ويعتبر مكانا لنشر رؤية التسامح والتعايش والسلام .. يقول المقيم دانييل جو من امريكا: إن ما يثلج الصدر في الإمارات هو السلوك الأخلاقي العام للشعب الإماراتي الكريم، وتعامله الإنساني الرفيع، وتواضعه، ومعاشرته الحسنة، وتعايشه السلمي مع بعضه البعض، ومع السياح والمقيمين في أرضه، وكذلك سلوك الإنسان الإماراتي النبيل خارج وطنه، فمن النادر أن تجد في الإمارات إنسانا تعرفه أم لا تعرفه، لا يبتسم لك في وجهك ويحييك بتحية الإسلام، ويصافحك، ويسألك عن حالك، وكانه يعرفك من سنين، وهذا نتيجة سلوك ورقي الحاكم العادل، الذي ربى شعبه على الخير وفعل الخير، وعلى التواضع واحترام بعضه البعض، واحترام كل مقيم أو سائح في أرضه.

واضاف انه مما يثلج الصدر /أيضا/ هو روح التسامح العام، الديني و المذهبي، بين أبناء الإمارات والجاليات المقيمة، وانعدام التعصب والعنصرية، التي لا تجلب للشعوب إلا الويلات والدمار والكراهية والأحقاد والحروب فدولة الامارات اليوم مثالا رائعا للتسامح والتعايش الديني والمذهبي والقبلي، مما يجعل من هذا النموذج العظيم مثالا ونموذجا يحتذى به، ونحن كشعوب ودول في أمس الحاجة إليه، ولذلك ندعو الجميع إلى أن يحذوا حذو النموذج الإماراتي الفريد." مؤكدا ان "الإمارات واحة متفردة في ثقافة التسامح وملتقى دروب السلام" .