المنتدى الاقتصادي الإماراتي- الكوسوفي يدشن مرحلة جديدة من الشراكات

المنتدى الاقتصادي الإماراتي- الكوسوفي يدشن مرحلة جديدة من الشراكات

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 16 كانون الثاني 2019ء) قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد: " إن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوسوفو تاريخية تعود إلى أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه "، ونمت وتطورت إلى شراكة اقتصادية متكاملة خلال الفترة الحالية، نتج عنها توقيع اتفاقيات متنوعة لتجنب الازدواج الضريبي وحماية وتشجيع الاستثمارات والطيران المدني وغيرها ".

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي الإماراتي- الكوسوفي الذي نظمه اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، بمقر غرفة الشارقة.

ولفت معاليه إلى أن التجارة البينية بين دولة الإمارات وجمهورية كوسوفو ارتفعت من 5.7 مليون دولار في 2016 إلى 14.1 مليون دولار في 2017، داعياً إلى الحاجة لتنسيق الجهود للارتقاء بالعلاقات التجارية إلى مستويات أفضل.

ونوه المنصوري إلى أن المنتدى يركز على التعريف بالقطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك ومنها التجارة والصناعة والبنية التحتية والزراعة والسياحة والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والابتكار وهي القطاعات التي تعتبر استراتيجية وهامة في مسيرة التنمية المستدامة في الدولة.

وأضاف أن المنتدى يمثل منصة مثالية لتعزيز التعاون الاقتصادي والشراكات في جمهورية كوسوفو والتعرف على الفرص الاستثمارية والحوافز المتاحة للمستثمرين الإماراتيين، مشيراً إلى أن الوقت ملائم لتوسيع آفاق التعاون المشترك خاصة مع توجه الإمارات أكثر نحو مرحلة ما بعد النفط في مسيرة تقودها ريادة الأعمال والابتكار والتي تتسق مع جهود جمهورية كوسوفو لتطوير اقتصادها عبر مبادرات استراتيجية متنوعة.

من جانبه، أشاد معالي فالدرين لوكا وزير التنمية الاقتصادية الكوسوفي بالعلاقات الوطيدة التي تربط بين بلاده ودولة الامارات العربية المتحدة، لافتا إلى أن دولة الإمارات تعتبر من أهم الشركاء لكوسوفو في العالم العربي وهي نموذج اقتصادي ناجح تتطلع كوسوفو لاستنساخه لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكداً وجود رغبة مشتركة لتعزيز علاقات التعاون الثنائية ونقلها الى مستويات وآفاق واسعة والاستفادة من الخبرات الإماراتية في قطاعات ومجالات اقتصادية حيوية.

حضر الملتقى، سعادة عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية وسعادة وليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة وعدد من أعضاء مجلس الإدارة وسعادة مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير / شروق / وسعادة جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج وسعادة حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد الغرف في الدولة وسعادة محمد أحمد امين مدير عام غرفة الشارقة بالوكالة، إلى جانب عدد من أعضاء ومسؤولي غرف التجارة والصناعة بالدولة وأعضاء الوفد الكوسوفي وعدد من عضوات مجلس سيدات الأعمال في الإمارات وحشد من أصحاب الأعمال ومسؤولي الهيئات والدوائر الاتحادية والمحلية بالدولة.

ضم الوفد الكوسوفي، الذي ترأسه معالي فالدرين لوكا وزير التنمية الاقتصادية في كوسوفو ومعالي اندريت شالا وزير التجارة والصناعة في كوسوفو، مسؤولين حكوميين وأكثر من 20 من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الذين يمثلون قطاعات اقتصادية متنوعة كالطاقة المتجددة والتعدين والتشييد والبناء وتجهيز الأخشاب والزراعة والمنتجات الغذائية والمشروبات والمنسوجات والسياحة والضيافة، إضافة إلى الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ووجه معالي فالدين لوكا الدعوة للمستثمرين الإماراتيين للاستثمار في بلاده في قطاعات متنوعة، لافتاً إلى وجود فرص واعدة وسانحة للاستثمار في كوسوفو خاصة في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، منوهاً إلى إمكانية إقامة شراكات بين أصحاب الأعمال في الإمارات وكوسوفا إلى تأسيس شركات صغيرة ومتوسطة والتي تعتبر ركيزة في اقتصاد البلدين.

من جانبها، أكدت معالي ريخان فونيكي نائبة وزير الشؤون الخارجية في كوسوفو خلال كلمتها على العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين، مؤكدة ضرورة أن يواكبها تطور مماثل على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية والعمل على توظيف الفرص والإمكانات الحالية لإقامة شراكات استثمارية نوعية على الصعيدين الحكومي والخاص.

واستعرضت معاليها عدداً من المجالات التي تحتل أولوية خلال المرحلة المقبلة على خريطة التنمية في كوسوفو وأبرزها الزراعة والتعدين ومجالات إدارة ومعالجة المياه، مشيرة إلى أن بلادها تتطلع لاستقطاب استثمارات إماراتية في ظل ما تمتلكه من خبرات وإمكانات متقدمة في هذه المجالات.

من جانبه، دعا سعادة وليد عبد الرحمن بوخاطر النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة إلى إطلاق خطوط طيران مباشر بين الدولة وكوسوفو، معتبراً أن الرحلات الجوية المباشرة عامل أساسي لتعزيز التبادل التجاري المشترك والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الثنائية وتسهيل تأسيس الشراكات الاقتصادية وتعزيز الشحن الجوي وتسهيل تدفق السياح والمستثمرين إلى كلا البلدين، لافتاً إلى أن التبادل التجاري بين الجانبين ما زال دون التوقعات رغم الإمكانات والقدرات المشتركة.

وقال بوخاطر: " يشكل النموذج الاقتصادي لدولة الإمارات مثالاً يحتذى في الاقتصادات التي نوعت مصادرها ونجحت في خلق قطاعات متميزة، فالنهضة العمرانية في الدولة وتجربتنا الرائدة في إمارة الشارقة في التطوير العقاري تشكل مجالاً بارزاً للتعاون المشترك حيث تعتبر الشارقة وجهة استثمارية مميزة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وتتمتع بموقع جغرافي هام مرتبط بأغلب طرق التجارة العالمية وبنية تحتية متطورة تعطي قيمة مضافة للاستثمارات وتسهل ممارسة الأعمال بسهولة ويسر بالإضافة إلى بيئة أعمال محفزة للاستثمار مع وجود فرص متنوعة في مختلف القطاعات وبيئة تشريعية وقانونية داعمة للقطاع الخاص وذلك وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ".

واستعرض بيرات روقي رئيس غرفة تجارة كوسوفو أبرز الفرص الاستثمارية في كوسوفو خاصة الزراعة حيث تتميز كوسوفو بوفرة المساحات الزراعية وتحتل الذرة والقمح والخضراوات تقريباً نصف مساحة الدولة في حين يمكن لكوسوفو أن تسهم في توفير حلول للأمن الغذائي في دولة الإمارات عبر شراكات اقتصادية متخصصة في قطاع الزراعة حيث تساهم الزراعة بـ 13 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي وتشكل 18 في المائة من إجمالي الصادرات التي تشمل الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان واللحوم.

وأوضح حميد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة أن القطاع الخاص الاماراتي يعد من أبرز القطاعات المساهمة في تنمية المنطقة حيث لعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم من خلال عدة مؤشرات تمثلت ببلوغ عدد الأعضاء بالغرف التجارية بالدولة نحو 475 ألف عضو في نهاية عام 2018، إلى جانب وجود 33 مجلس عمل مشتركا مع دول العالم، فيما يعمل بالقطاع الخاص أكثر 5.26 مليون عامل ويضم أكثر من 25 ألف سيدة أعمال يملكن أكثر من 50 ألف رخصة تجارية.. كما أن هناك نحو 500 ألف امرأة تعمل بشركات ومؤسسات القطاع الخاص البالغ عددها أكثر من 338 ألف شركة وبلغت مساهمتها من خلال التجارة غير النفطية 70.5 في المائة في الناتج المحلي الاجمالي، مشيراً إلى أن المنتدى يستهدف إقامة شراكات اقتصادية إماراتية كوسوفية في قطاعات رئيسية.

وشهد المنتدى عروضاً تعريفية حول الفرص الاستثمارية المشتركة والمشهد الاقتصادي في كوسوفو ودولة الإمارات لعدد من الهيئات والدوائر الحكومية الرسمية في البلدين ومنها وزارة الاقتصاد في الدولة ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر " استثمر في الشارقة " ووزارة التجارة والصناعة في كوسوفو ووزارة المالية في كوسوفو ووكالة الاستثمار ودعم المشاريع في كوسوفو وبلدية فوشتري في كوسوفو، في حين قدم معالي بيسم بيكاج وزير الابتكار وريادة الأعمال في كوسوفو عرضاً تعريفياً حول مراكز الابتكار والمدن الذكية.

واستعرض محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر " استثمر في الشارقة " أبرز المقومات الاقتصادية والتنموية التي تعزز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية وتجارية واعدة خاصة في قطاعات متنوعة.

وتناول المشرخ مزايا الاقتصاد الإماراتي ومقوماته التنافسية التي جعلته ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة مركزاً على القطاع الصناعي الذي يعتبر ركيزة التنوع الاقتصادي في إمارة الشارقة ومحدداً أهم عوامل استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تشمل بنية تحتية متطورة من مطارات وموانىء وشبكة مواصلات واتصالات وخدمات لوجستية حديثة وبيئة محفزة للأعمال وقوانين وتشريعات تواكب المتغيرات العالمية والمحلية في مجتمع الأعمال، إضافة إلى دعم لا محدود من مختلف الدوائر والهيئات الحكومية في الإمارة لتسهيل ممارسة الأعمال بما يضمن لجميع المستثمرين تلبية جميع متطلباتهم واحتياجاتهم الاستثمارية.

وقدم الجانب الكوسوفي عروضا تعريفية بفرص الاستثمار في كوسوفو باعتبارها تتمتع بموقع استراتيجي كبوابة لأسواق دول الاتحاد الأوروبي حيث احتلت المرتبة 44 على مؤشر البنك الدولي لممارسة الأعمال 2019 متقدمة 77 مرتبة على هذا المؤشر خلال السنوات السبع الماضية.

ولفتت العروض التعريفية إلى أن كوسوفو تتميز بأقل تكاليف تشغيلية في اوروبا وترتبط بالعديد من اتفاقيات حماية وترويج الاستثمارات مع العديد من الدول ومنها المانيا ودولة الإمارات والنمسا وسويسرا وغيرها من الدول واحتلت المانيا وسويسرا المرتبتان الأولى والثانية على التوالي في الاستثمار الأجنبي المباشر في كوسوفو خلال الفترة 2007- فبراير 2018 في حين تم تسليط الضوء كذلك على القطاعات الاقتصادية الرئيسية في كوسوفو والتي تشمل الزراعة وتوضيب الأطعمة والتعدين والطاقة والتشييد والبناء والبنية التحتية وتقنية المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى الأقمشة ومعالجة الجلود والأخشاب.

وشهدت أعمال المنتدى توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين اتحاد غرف الامارات وغرفة تجارة كوسوفو وقعها عن الجانب الاماراتي حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد الغرف وعن الجانب الكوسوفي بيرات روقي رئيس غرفة تجارة كوسوفو.

وحددت المذكرة التزام الجانبين بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال تبادل الخبرات ودعم العلاقات التجارية وبحث فرص الاستثمار، إضافة إلى تطوير آليات تعميق الشراكات التجارية والاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.

ونصت مذكرة التفاهم على تبادل المعلومات والمعارف والخبرات ذات العلاقة بالفرص الاستثمارية المشتركة والمشهد الاقتصادي في البلدين وتقديم العون والمساعدة للوفود الاقتصادية الزائرة والتعريف بالقوانين والتشريعات المنظمة لبيئة الأعمال وتوجيه الدعوات لمجتمعي الأعمال في البلدين للمشاركة في المؤتمرات والمعارض والفعاليات والتعاون في مجال التحكيم التجاري والخبرات التقنية والتدريب والتوجيه للأعضاء.

وأعرب ابن سالم عن ثقته في أن هذه المذكرة ستسهم بشكل كبير في تطوير علاقات التعاون بين البلدين وفتح آفاق أرحب امام السياحة والأعمال والاستثمارات المشتركة والشراكة بين الجانبين مما يصب في صالح كلا البلدين الصديقين.