افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أكدت صحف الإمارات الصادرة اليوم في افتتاحياتها أن اتفاق الأطراف اليمنية بعد المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة في السويد خطوة مهمة على الطريق السلام وتشكل بداية خارطة طريق لتفكيك ملفات النزاع والدفع باتجاه اتفاق سلام دائم يعيد سيادة الشرعية وينهي انقلاب "الحوثيين" لكن الأهم هو أن يلتزم الحوثيون بالاتفاق نصا وروحا.

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 14 ديسمبر 2018ء) أكدت صحف الإمارات الصادرة اليوم في افتتاحياتها أن اتفاق الأطراف اليمنية بعد المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة في السويد خطوة مهمة على الطريق السلام وتشكل بداية خارطة طريق لتفكيك ملفات النزاع والدفع باتجاه اتفاق سلام دائم يعيد سيادة الشرعية وينهي انقلاب "الحوثيين" لكن الأهم هو أن يلتزم الحوثيون بالاتفاق نصا وروحا.

وتحت عنوان " انتصار الحزم والأمل " قالت صحيفة الاتحاد أن بشرى التفاؤل التي سادت المفاوضات اليمنية في السويد برعاية الأمم المتحدة، تستحق الفرح، لأنها تشكل بداية خارطة طريق لتفكيك ملفات النزاع، والدفع باتجاه اتفاق سلام دائم، يعيد سيادة الشرعية، وينهي انقلاب "الحوثيين"، حقناً للدماء.

وأضافت أن الأمل بالحل السياسي لم يكن ليتحقق من دون إصرار "التحالف العربي" على إكمال مهمته حتى النهاية أياً كانت التضحيات.. والانتصارات المتسارعة التي حققها مع القوات الحكومية والمقاومة في جميع الجبهات، لا سيما في الحديدة التي وعد بتحريرها بخطط استراتيجية أولويتها حماية المدنيين، كانت وراء فرض أول انسحاب فعلي للميليشيات الانقلابية من المدينة والميناء، وفتح ممرات إنسانية لإنهاء حصار تعز.

وأكدت أن "التحالف" أوفى بالوعد، وبترجمة "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل" واقعاً على الأرض.. ومنذ البداية لم يكن الهدف سوى الدفاع عن عودة الشرعية، وإنهاء الانقلاب وفق المرجعيات الثلاث القائمة على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، لاسيما القرار 2216.

وقالت في الختام.. لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن أول الغيث قطرة، والمفاوضات القادمة في يناير قد تكمل تفكيك العقد إذا استمرت النوايا الحسنة، وتخلى الحوثيون عن مشروعهم الطائفي.. أما التحالف العربي، فعلى موقفه الثابت في تقديم كل التسهيلات اللازمة للوصول إلى حل سياسي وسلام شامل.

من جهتها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان " قطار السلام ينطلق من السويد " أن الأطراف السياسية اليمنية،خطت يوم أمس، أولى خطواتها نحو طريق السلام الطويل؛ وذلك بالإعلان في ختام المشاورات، التي شهدتها مدينة ريمبو السويدية، التي استمرت لنحو أسبوع، عن اتفاق على قضايا عدة؛ أهمها: الاتفاق بشأن ملف مدينة وميناء الحديدة؛ وهي القضية، التي ظلت لأيام مستبعدة من نتائج المشاورات، فيما تم ترحيل ملفات أخرى إلى مشاورات قادمة، من المقرر أن تنطلق في وقت لاحق من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل؛ أبرزها: مطار صنعاء والملف الاقتصادي.

وأضافت أن الجلسة الختامية ، أمس، شهدت مشاركة الأمين العام أنطوني جوتيرس، الذي أعلن الاتفاق وسط أجواء إيجابية؛ عكستها المصافحة، التي جرت بين رئيسي وفدي المشاورات؛ حيث أكد جوتيرس أن طرفي الأزمة، اتفقا كذلك على تسهيل الظروف في تعز، وإيصال المساعدات لسكانها، إضافة إلى اتفاق حول الأسرى، معتبراً أن ما تم التوصل إليه؛ يعد خطوة مهمة، وأن الأطراف حققت تقدماً حقيقياً في المشاورات، التي وصفها بـ"الصعبة"، خاصة وأن الاتفاق حصل على دعم كامل من قيادة الشرعية اليمنية، ودول التحالف العربي، التي قال: "إنها قدمت كافة التسهيلات؛ لإنجاح مشاورات السويد".

وأوضحت أن اتفاق الطرفين شمل؛ وقفاً لإطلاق النار، وانسحاب الحوثيين من المدينة ومينائها، خاصة في الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمالي المدينة خلال 14 يوماً، مع إعادة انتشار القوات الحكومية، إضافة إلى الانسحاب الكامل للمتمردين من مدينة الحديدة في المرحلة الثانية إلى مواقع خارج حدودها الشمالية خلال 21 يوماً.

وقالت أن دولة الإمارات العربية المتحدة عبرت عن ترحيبها بنتائج الاتفاق؛ حيث أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، أن نتائج الضغط العسكري، الذي مارسته قوات التحالف العربي، والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة خلال الأشهر القليلة الماضية؛ بدأت تؤتي ثمارها، وحققت هذه النتائج السياسية، وهو موقف لطالما ظلت الإمارات تعمل على تحقيقه منذ أن بدأت عملية خطة تحرير الحديدة من قبضة الميليشيات، التي كانت أعمالها تضر بمسار السلام وأمن البحر الأحمر وخليج عدن.

وأكدت أن الضغط العسكري؛ المتمثل بتواجد 5000 جندي إماراتي مع القوات اليمنية، واستعدادهم لتحرير الميناء في أقرب وقت،شكل الهدف المطلوب منه؛ حيث يؤكد قرقاش، أن هذا الضغط أجبر الحوثيين على التعامل بواقعية، والقبول بالحل السياسي، وأنه جاء ترجمة لوفاء التحالف العربي بالتزامه؛ بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية؛ حفاظا على أرواح المدنيين، والبنية التحتية الإنسانية؛ حيث صار بإمكان الميناء ممارسة دوره المهم على الصعيدين؛ "التجاري والإنساني".

وخلصت الخليج الى القول ..مع ذلك، فإن الأهم هو أن يلتزم الحوثيون بالاتفاق نصاً وروحاً، وعليهم إدراك أن اليمنيين ينتظرون بفارغ الصبر أن تتحقق نتائج الاتفاق على الأرض، حتى يكون بالإمكان الحديث عن سلام مستدام، خاصة وأن الحرب، التي أشعلها الانقلابيون باتت تحرق كل بيت، وقد حان الوقت لينعم الناس بالأمن، الذي افتقدوه طويلاً.

من جهة اخرى قالت صحيفة الوطن تحت عنوان " المرأة الحديدية " أن وصف "المرأة الحديدية" اقترن بشكل رئيسي، باسم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، قبل أن يتم تعميمه واستخدامه بين حين وآخر على عدد من اللواتي أثرن في بلادهن، أو كان لسياستهن وزن فاعل على الخريطة الدولية، لكن الثابت أن رئيسة الوزراء البريطانية الحالية تيريزا ماي، هي من أكثر اللواتي يحملن هذا اللقب بجدارة، بغض النظر عن الموقف في بلادها أو الاتحاد الأوروبي من عملية الطلاق التي تسير نحو النهاية، وإن كان ذلك ببطء نوعاً ما.

وأضافت ان ماي، بينت أنها مستعدة للقتال حتى الرمق الأخير في مواجهة كل من يخالفون قناعاتها، وهي التي تستند على تأييد شعبي للانفصال في بلادها بعد تصويت تاريخي تجاوز النصف بقليل "52%"، أعقبه بدء عملية مفاوضات شاقة للاتفاق على عملية الطلاق الأوروبي - البريطاني، كان التعثر حليفها في الكثير من المحطات، وإن تأخرت عن موعد إتمامها الذي كان مرتقباً في العام الجاري، لكن التطورات أكدت أن زعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي واجهت بشجاعة جميع الضغوطات سواء داخل بلادها وحزبها أو حتى أوروبياً، واعتبرت ذلك وفاء للناخبين والثقة التي نالتها لتنجز قرار الشعب البريطاني بالخروج التزاماً باللعبة الديمقراطية التي عبرت عنها أغلبية الشعب البريطاني بنسبة ضئيلة في العام 2016.

وأشارت إلى أن آخر عقبة تجاوزتها ماي كانت باختبار حجب الثقة داخل حزب المحافظين، واجتازتها بغالبية 200 صوت مقابل 107 أصوات، وهو ما يعطيها فرصة لمواصلة التحرك الفاعل لعام قادم، تسطيع خلاله مواجهة حتى الأصوات الداعية لإجراء استفتاء جديد على عملية الخروج البريطاني، والذي كانت الهجرة أول عوامل وأسباب الداعين للانفصال، وذات الحال لأزمة إيرلندا.

وأوضحت أن الأحداث بينت منذ وصول تيريزا ماي إلى رئاسة الحكومة، أنها تتمسك بالنظرة البريطانية التي تُعتبر تاريخياً ضد التحالف مع الاتحاد الأوروبي، بل تعتبر أن المملكة المتحدة كقوة تاريخية يجب أن تحافظ على نهجها ومسارها، ومن هنا يعتبر الكثير من البريطانيين أن الدخول في الاتحاد الأوروبي كان خطأ تاريخياً لا يجوز الاستمرار فيه، وهم يرون كيف تسبح القارة العجوز فوق بحر من الأزمات الضاغطة والمصيرية في جانب منها، لذلك كان هذا الموقف الثابت لتيريزا ماي والقناعات التي تترجمها عبر سياستها التي تتشبث بها بكل قوة لتثبت مجدداً أن السياسة البريطانية تقودها امرأة حديدية يفوق تأثيرها كل من حمل ذات اللقب سواء داخل بلادها أو في الخارج سابقاً وحالياً، خاصة أن مواقف ماي تبدو في الكثير من الأحيان أنها لا تواجه دول الاتحاد الأوروبي فقط بل كافة الذين ينظرون إلى السياسة البريطانية على أنها لا يمكن إلا أن تكون متميزة وتنسج تحالفاتها عبر الضفة الغربية للأطلسي مع الولايات المتحدة، حتى لو كان هذا القرار يخالف توجهات القارة العجوز 180 درجة.