مسؤولون سابقون وخبراء عرب وعالميون يتحدثون عن الإرهاب والاقتصاد فى المنتدى الاستراتيجي العربي

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 13 ديسمبر 2018ء) استعرضت جلسات الدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي جملة من القضايا السياسية والاقتصادية مثيرين مجموعة من التساؤلات والتوقعات الاستراتيجية حول حالة العالم اقتصادياً وسياسياً.

فقد بحثت جلسة "حالة العالم العربي سياسياً في 2019 " ضمن أعمال الدورة الحادية عشرة من "المنتدى الاستراتيجي العربي"التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سبباً في ظهور بيئة مغذية للإرهاب وتفاقم النزاعات الإقليمية وارتفاع حدة التدخلات الدولية في عدد من القضايا المحورية.

شارك في الجلسة كلٌ من الدكتور إياد علاوي، رئيس وزراء العراق الأسبق ، وناصر جودة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني السابق، والدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق، وأدارتها الإعلامية منتهى الرمحي مقدمة البرامج في قناة العربية.

وتطرق الدكتور إياد علاوي خلال الجلسة لمجموعة من قضايا 2018 وسواها ومنها القضية السورية، مؤكداً بأن التبعات السلبية للمشاكل التي واجهتها سوريا وعدد من دول المنطقة تراكمت من سنة إلى أخرى دون إيجاد حل ناجع لها، بل أن التحديات مستمرة بالتزايد عاماً تلو الآخر.

وحذر علاوي خلال الجلسة مما وصفه "بالجيل الثالث من الإرهاب"، لتحقيق ذات الأجندات والغايات المتطرفة، حيث يجب أن تكون هناك منظومة عربية لمواجهته داعيا الى الارتقاء بالواقع العربي نحو الأفضل، ودعم الجامعة العربية بكل الموارد المتاحة.

وحول قضية المياه في المنطقة العربية والعراق على وجه الخصوص قال علاوي انه في دجلة وصل حجم ضخ المياه إلى 400 متر مكعب بالثانية، قسم منه في سد الموصل، وفي الفرات 250 متر مكعب بالثانية مشيرا الى ان عمليات إيران في سحب المياه تتسبب بزيادة الملوحة، خط الثعلوب بشط العرب أصبحت موارده المائية مع إيران بشكل أكبر، نتيجة استثماراتها في الموارد المائية.

من جانبه بدأ ناصر جودة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني السابق الحديث مهنئا دولة الإمارات على هذه المبادرة المهمة للحوار بين مسؤولين وصناع قرار وخبراء.

وقال ان القضية الفلسطينية مدخل لحل العديد من النزاعات وإنها مدخل للاستقرار في المنطقة داعيا الى إيجاد التوزان المفقود بين المصالح العربية ومصالح الدول الأخرى؛ إقليمية كانت أو عالمية، حيث يجب أن نعتمد على أنفسنا ولكن لا مانع من نيل المساعدة الخارجية.

وعن أزمات المنطقة قال انه لمواجهة هذه الأزمات وكيفية التعاطي مع الدول في عدد من الملفات فإنني أرى ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية في طرح المبادرات وإيجاد أفكار ورؤى ومخارج للأزمات، ولكن مع ضرورة وضع حلول حقيقية مشيرا الى الحاجة لخطة لإعادة الإعمار والتنمية والتطويرفى العالم العربي مشابهة ل "مشروع مارشال" لتطوير اقتصادنا والارتقاء بالوضع الاجتماعي لدولنا بما يضمن منع الإرهاب وإلغاء البيئة الحاضنة والمغذية له.

من جانبه قال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري السابق: "إذا كنا نريد التحدث عن المستقبل لابد من وصف الحاضر، هناك ضعف سياسي عربي، يجب القيام بأمرين محوريين، أولاً تبني التغيير التدريجي السليم لبناء مستقبل أفضل لدول المنطقة، وثانياً عدم مبالغة أي دولة بالاعتماد على دولة أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية. خلال المائة سنة الماضية اعتمدت الدول العربية على الغرب والشرق في قضايا الأمن القومي، نجم عن ذلك ما نراه اليوم أن إيران وإسرائيل وتركيا يضغطون على دول العالم العربي بشكل غير منطقي ومرفوض".

وحول ظاهرة الإرهاب وتأزم القضايا الأمنية في العالم العربي قال نبيل فهمي: "إذا نظرنا إلى المدى الطويل لا مصلحة لأحد من الإرهاب، ولكن على المدى القصير هناك أطراف مستفيدة من تأزيم وضع العالم العربي، وبعض دوله على وجه الخصوص.

وقال ان تصرفات إيران وتركيا في المنطقة غير مقبولة،ويجب أن تغير قطر من نهجها الحالي لتكون كباقي الدول العربية، وطبعاً من مصلحة دول الخليج والعالم العربي التوحد في مواجهة القوى الإقليمية الطامعة بخيراته ومكتسباته.

وخلال جلسة بعنوان "موازين القوى العالمية - تغيّر أم استقرار" ضمن جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي شبه باراغ خانا، الكاتب والخبير الجيوستراتيجي العلاقات السياسية الدولية والتي بدأت تتشكل ملامحها منذ انتهاء الحرب الباردة برياضة شد الحبل. فالعالم الذي نعيش به اليوم ارتبطت أجزاؤه بشكل محكم عن طريق العولمة والبنية التحتية ومسارات التجارة وغيرها، ما رجح كفة تعزيز سبل التواصل والترابط بين الدول وتحقيق مصالح مشتركة على الأسلوب القديم المتمثل في المنافسة ومحاولة قهر الطرف الثاني في العلاقت الدولية.

وقال خانا: "منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أفادت الكثير من التكهنات أن حرباً عالمية ثالثة وشيكة الوقوع، ولكن ذلك لم يحصل، والسبب الرئيسي هو الترابط بين كافة أجزاء العالم مما جعل مصائر الدول مرتهنة ببعض".

وأضاف: "أصبحت اليوم شبكات الانترنت والبنية التحتية المتطورة وطرق التجارة هي التي تقود مسارات السياسة. نحن نتحدث هنا عن روابط جديدة بين أجزاء العالم، وهنا نرى بروز أهمية التجارة والتبادل المعرفي وانتقال رأس المال بين مختلف الدول والمناطق كأداة للتعاملات الدولية" معتبرا انه فلا واشنطن ولا بكين ولا لندن يمكنها إدعاء أنها القوة العظمى في العالم. فبسبب تبدل أشكال الصراع والعلاقات بين الدول اليوم، بات من الصعب على أي دولة إملاء شيء على الآخرين. فقوة الدول يحددها مستوى الترابط والتبادل بينها وبين الآخرين.

واختتم بحديثه عن التطبيقات العملية التي على دول المنطقة العربية الاستفادة منها في بناء إقليم قوي ومنافس على المستوى العالمي. حيث قال: "في خارطة الوطن العربي الجديد، نجد هناك دول ضعيفة وأخرى بدأت تنهار، مشيداً بصعود دولة الإمارات كوجهة آمنة وقبلة للسلام والاستقرار، ودول خليجية أخرى بدأت تشكل استراتيجياتها خريطة طريق للتنمية الاقتصادية المستدامة، وهذا ما نسميه بإنتاجية الأقاليم".

وقال: "علينا أن نفكر بمستقبل أكثر انتاجية وخصوصاً على مستوى الأقاليم.

فتاريخياً كانت هناك سكك حديد تربط كافة أجزاء المنطقة مع جوارها، ولابد من إحياء هذه الأفكار والتوجهات في المنطقة العربية. فاليوم دولة الإمارات هي النموذج العربي الذي على الدول الأخرى في المنطقة السير على خطاه من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة وبالتالي تحقيق تنمية كبيرة على كافة المستويات".

وأشار إلى أن تاريخ هذه المنطقة مرتكز على وجود مدن كبرى وخطوط تجارة مهمة، ودبي استمرت على هذا النهج واستفادت من دروس الماضي، فأصبحت خلال فترة قياسية معبراً عالمياً للأفكار والتكنولوجيا والبيانات والأموال، وأصبحت من بين أهم 6 مدن في العالم. المدن العالمية لا تنظر إلى المدن الأخرى كخصوم بل كحلفاء، وهذا ما تفعله دبي. ودبي هي مثال يحتذى لكيفية استخدام المناطق الاقتصادية المتخصصة وتوفير الخدمات الذكية التي تسهل مزاولة التجارة والصناعة والاستثمار. فدبي تقوم اليوم بنقل تجربتها الرائدة إلى مدن أخرى في الوطن العربي.

وفى جلسة بعنوان "حالة العالم اقتصادياً في 2019" ضمن أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي،توقّع البروفسور جاك لو، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق في إدارة الرئيسالأميركي الأسبق، أن عام 2019 سيكون عام التهدئة في حرب الرسوم الجمركية والتجارية على مستوى العالم وتحديداً بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فيما رأى اللورد ميرفن كينج، محافظ بنك إنجلترا السابق وعضو مجلس اللوردات، أن الاقتصاد العالمي في عام 2019 سيواصل الابتكار وخلق الحلول العملية الناجحة.

وقدّم الخبيران الاقتصاديان الدوليان توقعاتهما ضمن جلسة تستشرف حالة العالم الاقتصادية في 2019، ضمن الدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي الذي تستضيفه دبي، فيما أدار الحوار معهما الإعلامي مانوس كراني من وكالة بلومبرغ الاقتصادية.

ودعا البروفيسور لو إلى اعتماد المرونة في تطوير السياسات المصرفية السنوية والفصلية بشكل استراتيجي وفق المعطيات لا التوقعات، معتبراً أنه بعد عشر سنوات من الأزمة المالية في 2008، ليس هناك خارطة طريق واضحة للمسؤوليات التي تقع على عاتق المؤسسات للتعامل مع أي أزمة قادمة.

بدوره قال اللورد ميرفن كينج أن الاقتصاد العالمي سيواصل الابتكار مقللاً من أهمية الحديث عن أزمة اقتصادية عالمية في 2019 معتبراً أن دورات الاقتصاد الطبيعية تشهد صعوداً وتراجعاً في النمو من حين لآخر كما كانت الحال عليه دائماً في الاقتصاد العالمي.

وحول أبرز التوقعات والتوجهات في الاقتصاد العالمي خلال 2019 قال كينج من الصعب جداً توقع الكساد الذي يحصل في كل فترة، لكن هناك تباطؤ في سرعة نمو الاقتصاد العالمي حالياً، ومثال ذلك ما يحصل في الصين حيث يتم تمويل مشاريع قد لا يتمكن النظام المالي هناك من جني ثمارها آنياً.

وقال كينج أن لدى العالم اليوم إمكانية أكبر على استقراء مؤشرات أي أزمة مقبلة، لكنه اعتبر أن المشكلة تكمن في النظام المالي أكثر من غيره، فالولايات المتحدة الأمريكية لديها أحد أكثر النظم المالية تقدماً في العالم، لكن الأسواق تتوقع دائماً أن تبقى أسعار الفائدة منخفضة.