" قمة رواد التواصل " تناقش أثر المنصات الرقمية في إثراء المشهد الشعري

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 10 ديسمبر 2018ء) اعتبر المشاركون في جلسة " الشعر والتواصل الاجتماعي "، التي عقدت هامش جلسات قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب اليوم بدبي، أن المنصات الرقمية بمختلف أنواعها تشكل مساحة رحبة تعاطى معها العديد من الشعراء في العالم العربي بشكل إيجابي للاستفادة من هذا الفضاء الذي يوفر لهم طرقا شتى للتعبير عن موهبتهم والوصول إلى أعداد متزايدة من المتابعين من خلال هذه القنوات التي باتت تعد بمثابة سوق شعرية دائمة الانعقاد يتبارى فيها أبرز الشعراء.

وعبر المشاركون عن تقديرهم لدور نادي للصحافة في تنظيم القمة التي تشكل مبادرة غير تقليدية تليق بفكر دبي المبتكر والذي تستمده من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " صاحب الفكر الريادي الذي كان سبباً رئيسياً في جعل منطقة الخليج محط أنظار العالم خلال فترة التسعينات.

وخلال الجلسة، التي شارك فيها عدد من أهم وأشهر شعراء منطقة الخليج العربي وضمت الشاعرين الكويتيين محمد جار الله السهلي وفيصل العدواني والشاعر السعودي سعيد بن مانع وأدارتها الإعلامية نشوى الرويني، أكد ابن مانع أن مرحلة ما قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي شهدت صعوبات عدة عرقلت وصول بعض الشعراء من ذوي الموهبة الحقيقية إلى الجمهور.

ولفت إلى أن ظهور هذه المنصات صب في مصلحة الشعراء وحقق لهم فوائد عدة بما يشمل العائد المادي والشهرة والقدرة اللامحدودة على الوصول إلى الجمهور في حين كانت استفادة الشعر ذاته محدودة.

من جانبه، اعتبر فيصل العدواني أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي واكبه ميلاد أشكال شعرية جديدة مثل الظاهرة المعروفة باسم " شعر تويتر " حيث يلجأ العديد من الشعراء إلى نشر بيتين من الشعر فقط نظراً لمحدودية عدد حروف التدوين على "تويتر" ما يعد تحدياً كبيراً للشاعر يتطلب منه اختزال فكرة كاملة في عدد بسيط من الكلمات.

ونوه إلى أن الأمر يعد سببا مباشرا في فقدان بعض الشعراء للقدرة على نظم قصائد طويلة وهو ما يمكن تفاديه بأن يحرص الشاعر على أن يكون الاختزال المفروض جراء الخصائص التقنية جزءاً من نص مكتمل بحيث لا تضيع معه قدرات الشاعر ولا تتضاءل ملكات فكره.

ورأى محمد الجار الله أن المنصات الرقمية حملت الشعر الخليجي وشعراءه لكافة أرجاء الوطن العربي وبات لهم متابعين في مناطق لا تتحدث اللهجة الخليجية في الحياة اليومية ما يعكس قدرة المواطن العربي في مختلف البلدان على تذوق الشعر الخليجي والتعاطي معه بشكل إيجابي مؤكداً على نفس الفكرة القائلة بأن الطفرة الرقمية أفادت الشاعر أكثر من الشعر.

وقدم المشاركون في الجلسة العديد من النصائح اعتماداً على خبراتهم الطويلة على قنوات التواصل الاجتماعي، حيث شدد الجار الله الذي تجاوزت قصائده النبطية المائة والمُكرم من قبل العديد من المحافل الخليجية والدولية على ضرورة عدم التعاطي مع النقد السلبي والالتزام بالهدوء وتجنب الدخول في أي صدام مباشر مع المتابعين وفي المقابل يجب على الشاعر التواصل مع النقد البناء ومناقشته.

وأكد فيصل العدواني أن الشاعر الحقيقي يجب عليه الابتعاد عن الظواهر السلبية التي أفرزتها الثورة الرقمية كظاهرة شراء المتابعين، مشيراً أن الشعر الرصين قادر على فرض نفسه دون اللجوء لمثل هذه الممارسات المرفوضة شكلاً وموضوعاً بل ينبغي على الشاعر الحقيقي التركيز على نظْم الشعر واستكشاف أبعاد جديدة للجملة الشعرية تمتزج فيها الكلمة المعبرة مع الشعور الصادق.

وتباينت آراء الشعراء الثلاثة حول ظاهرة قيام الشاعر بإعلانات تجارية والتي أضحت حقيقة واقعة بين غالبية المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال فيصل العدواني أنها بالفعل تقدم دخلاً إضافياً مستدركاً بأنها لا تتناسب مع طبيعة الشاعر ورسالته.

وفي المقابل، قال ابن مانع إن القيام ببعض الإعلانات شكل تجربة اعتبرها إيجابية وأن الظاهرة جزء أساسي من التواجد على منصات التواصل الاجتماعي وسمه من سمات هذه العصر ، فيما أوضح الجار الله أنه ليس ضد استثمار الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدا أنه لم يلجأ إلى الإعلانات من قبل.

وفي نهاية الجلسة، شدد المشاركون على ضرورة تنظيم الفعاليات المعنية بمناقشة المشهد الشعري وتحليل مكوناته، معتبرين أن "قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب" التي ينظمها نادي دبي للصحافة لتكون منبرا لدعم الاستخدام الإيجابي لقنوات التواصل الاجتماعي وتكريم أفضل الممارسات على هذه القنوات منصة مهمة للتواصل وتبادل الآراء وإجراء النقاشات والحوارات البناءة التي تعود بالنفع على المؤثرين والمستخدمين على حد سواء .