الشيخة فاطمة تدعو إلى إيجاد حلول لمشكلة التعلم لدى الطفولة المبكرة في أماكن التوتر والنزاع

<span>الشيخة فاطمة تدعو إلى إيجاد حلول لمشكلة التعلم لدى الطفولة المبكرة في أماكن التوتر والنزاع</span>

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 05 ديسمبر 2018ء) دعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية إلى بحث مشكلة التعلم لدى الطفولة المبكرة في أماكن التوتر والنزاع، مؤكدة سموها أن هذه المشكلة أصبحت مقلقة للأسر والمجتمع والدول المتاُثرة في النزاع لأنها تترك وراءها الآلاف من الأطفال الذين لا ينالون حظهم في التعلم والعناية المطلوبة.

وقالت سموها في كلمة القتها بالنيابة عنها الريم عبدالله الفلاسي الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في افتتاح أول حوار رفيع المستوى تستضيفة دولة الإمارات حول التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة وتنمية الطفولة المبكرة في المناطق المنكوبة - إن ظاهرة التعلم في تلك المناطق نشأت في الآونة الأخيرة بسبب الظروف القاسية والمختلفة التي يتعرض لها الأطفال والمنكوبون.

وأضافت أمام جلسة الحوار - الذي عقد بمقر الاتحاد النسائي العام اليوم - إن دولة الإمارات تسعى بشكل فعال واهتمام كبير لتوفير البيئة الصحية والتعليمية للطفل في مراحله العمرية وهي بذلك تتوق إلى التوصل لرؤية واحدة للجهات الصحية والإنسانية والتعليمية لاختيار البرامج والأولويات الخاصة بتنمية الطفولة المبكرة .

وقالت : " إن من الواجب علينا أن نسلط الضوء على التحديات الحالية والحلول المقترحة لدمج "تنمية الطفولة المبكرة" و"التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة" في الأزمات الإنسانية وكذلك في الأنظمة الداخلية لإدارة المنظمات " والتجهيز لمنتدى " الشراكة من أجل صحة الأم والوليد والطفل" /PMNCH /الذي تستضيفه حكومة الهند في نيودلهي في 13 و14 ديسمبر الحالي " .

وأوضحت أن المجلس الأعلى للامومة والطفولة يعمل مع شركائه الاستراتيجيين لتحسين صحة ورفاهية النساء والفتيات والأطفال المتضررين من العنف والصراع وأن دولة الامارات العربية المتحدة تقوم حاليا بتقييم حجم مرحلة "الطفولة المبكرة" التي يعتبرها العلماء وخبراء تنمية الطفل واحدة من أهم المراحل في حياة الإنسان حيث أن تلك المرحلة توفر مزيجا من الصحة والتغذية والتحفيز والرعاية الأبوية التي تحدد الناتج المستقبلي لحياة الأطفال بالإضافة إلى الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية على المدى البعيد لمجتمعاتهم.

وقد بدأ الحوار بحضور معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع ومعالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام وعدد من المسؤولين وممثلي المنظمات الدولية المعنية وخبراء في تنمية الطفولة المبكرة .

وألقى عدد من المتحدثين الخبراء من شركاء المجلس الاعلى للامومة والطفولة وهم هيئة الهلال الاحمر ومؤسسة دبي العطاء وصاحبة السمو الملكي الأميرة سارة زيد المناصرة لصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال في البيئات .. كلمات تحدثوا فيها حول أهمية توفير التغذية والصحة والتعلم المبكر للطفولة المبكرة .

وقدم المتحدثون الشكر لدولة الامارات العربية المتحدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة على استضافتهم لهذا المؤتمر الهام .. وقالوا إن سمو الشيخة فاطمة لها دور مميز في العناية بالأمهات والأطفال ولذلك فاننا متفائلون بنجاح هذا الحوار الهام الذي يناقش قضايا حيوية تتعلق بالام والطفل " .

وتحدثت سمو الأميرة سارة زيد وقدمت خلال كلمتها أرقاما مذهلة بخصوص النساء والأطفال المتأثرين بالنزاعات والكوارث في دول عديدة، وقالت إن هناك نحو 20 مليون طفل حديثي الولادة معظمهم في آسيا وأفريقيا وأن هناك 62 بالمائة من الأطفال أقل من 5 سنوات يعانون من الأزمات وسوء التغذية ولا بد أمام هذا الواقع من معالجة هذه المشاكل والعمل بالدرجة الأولى على التغلب على مشكلة سوء التغذية الذي تعاني منه الأمهات والأطفال.

ثم تحدث السيد حميد راشد الشامسي مدير ادارة المساعدات الدولية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فقال إن الهيئة تعتني بالمرأة والطفل باهتمام كبير خاصة في مناطق اللجوء الناتجة عن النزاعات أو الكوارث الطبيعية والذين ليس لهم ماوي حيث ينشئ الهلال المخيمات التي تأويهم وتقديم الغذاء والدواء لهم .. وأعطى مثلا على ذلك بمخيم مريجيب الفهود بالاردن الذي يضم نحو سبعة الآف لاجئ سوري بينهم 1850 امرأة و2338 طفلا وترعاهم الهيئة وتقدم لهم الغذاء والصحة والتعليم كما أن المخيم يشهد يوميا اثنين او ثلاثة مواليد.

وأشار إلى أن الحالة النفسية للطفل مهمة جدا فهو متأثر بالأحداث التي عاشها وهي الحروب وبالتالي فإن تفكيره ينصب على ذلك وتحاول هيئة الهلال الأحمر أن تقدم الدعم النفسي للام والاطفال وهو تركيزها الأساسي في رعاية هؤلاء .

ولفت إلى أن للهيئة الهلال الأحمر دورا كبيرا في رعاية اللاجئين المتأثرين بالمجاعة في الصومال حيث وجدت الهيئة أن الأمهات بحاجة الى الاغذية أولا لأنهن إذا حصلن على ذلك فإنهن سيتمكن من أرضاع اطفالهن ، كما أن إقامة المستشفيات في مواقع اللاجئين ضروري لتقديم العلاج لهم وإبعاد شبح العدوى الذي يصيب الكثيرين منهم .

ثم أدارت الجلسة سمو الأميرة سارة زيد وطرحت خلالها المواضيع ذات الأولوية التي تم تحديدها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة و"مجموعة العشرين" /G20/ -المنتدى الدولي للحكومات - والأمم المتحدة في إطار مبادرة "الاستراتيجية العالمية بشأن صحة الأم والطفل والمراهق"، بهدف بناء توافق في الآراء في دولة الإمارات بين الجهات الصحية والإنسانية والتعليمية وذلك لاختيار البرامج والأولويات.

وقد ناقش الخبراء والمتحدثون ثلاثة محاور مترابطة بين موضوعي " تنمية الطفولة المبكرة" و"التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة" وهي: الغذاء والصحة والتعليم وسبل العيش وتمكين المرأة .

وتحدثت الدكتورة فتيحة تركي نائبة مدير قسم التغذية في برنامج الأغذية العالمي عن موضوع تغذية الامهات حيث أكدت أنه يجب التركيز على الحاجة للتغلب على سوء التغذية والوقاية منها في كل المناسبات بهدف تنمية الطفولة المبكرة التي نحن بصددها، مشيرة إلى أن الوقاية والعلاج لهذه المشكلة أمر أساسي ويجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من السياسات الحكومية وقالت إن نحو 1ر2 مليار دولار تصرف على برامج التغدية للمتأثرين في مناطق النزاعات والكوارث وهذا مبلغ ضئيل إذا ما قيس بحجم الكارثة .

ثم تحدثت السيدة هيلغا فوغستاد المدير التنفيذي لـ " الشراكة من أجل صحة الأم والرضيع والطفل" فقالت إن الجانب الصحي للأمهات والأطفال يواجه تحديات حيث أن جميع الاطفال بحاجة إلى عناية من خلال تقديم الصحة الكاملة حتى ينمو ويرقى إلى الأفضل وبدون رعاية فإن هناك تأثيرات كبيرة سيتعرضون لها.

واقترحت السيدة هيلغا بعد أن قدمت أرقاما واحصائيات عن الأمهات والأطفال الذين بحاجة إلى الرعاية الصحية المستمرة إقامة تعاون والاهتمام بالصحة الانجابية والتنسيق بين الدول والمنظمات لتحقيق هذه الاهداف، كما اقترحت إنشاء مجلس إقليمي لدعم الطفولة والامومة واقامة مراكز تدريب لهم تعنى بالصحة .

وتحدث أيضا الدكتور غسّان عيسى، مدير الشبكة العربية لتنمية الطفولة المبكرة حيث ذكر أنه يجب الاستمرار في تقديم الدعم النفسي والرعاية للطفل من سن الولادة الى ست سنوات كما يجب اشراك الاب في العناية لان الوالدين مسؤولان عن رعاية اطفالهما وكلما كان تعاونهما كبيرا كانت النتائج مهمة من حيث سلوك الاطفال وتلقيهم العناية الفائقة .

بعدها تحدث خبراء من اليونيسيف ومكتب مفوضية اللاجئين ومؤسسة دبي العطاء وشاركهم عبر الاتصال المرئي الدكتور دانيا غارسيا طبيب أطفال استشاري منسق التطبيب عن بعد في وحدة صحة المرأة والطفل بمنظمة أطباء بلا حدود .

وأجمع هؤلاء الخبراء على أن المطلوب من الحكومات هو تطوير خططها لمساعدة الاطفال والتركيز على التعليم والتثقيف لتنمية الطفولة المبكرة والتعاون في تنفيذ هذه الخطط مع المؤسسات الانسانية، كما تحدثوا عن أهمية تثقيف الامهات بضرورة الحفاظ على الصحة وتوعيتهن باهمية الرضاعة الطبيعية .

وأعطى ممثل اليونيسيف أرقاما واحصاءات مهمة حيث قال إن نحو 300 مليون شخص يعيشون في مناطق يتأثرون بها من استنشاق الهواء الملوث و 86 مليون شخص غادروا بيوتهم من جراء الأزمات والكوارث و 75 مليون طفل يعيشون في مناطق الصراعات .

وقال إن 4 بالمائة من الاطفال فقط يحصلون على التعليم ومن هنا تأتي أهمية التركيز على الطفولة ووضع خطة طويلة الأمد على المستويين الوطني والعالمي لعلاج هذه المشكلة مع مراجعة هذه الخطة بين فترة واخرى وضرورة التركيز على الطفولة المبكرة وتنميتها .

ثم فتح النقاش للرد على اسئلة الحاضرين حول افضل الاساليب لتنمية الطفولة المبكرة من جهة التغذية والصحة .

وفي الجلسة الاخيرة ناقش الخبراء المحور الثالث " سبل العيش وتمكين المرأة " وأدارت الجلسة أيضا سمو الأميرة سارة زيد وتحدث فيها الدكتور شبل صهباني، مستشار إقليمي بشأن الصحة الإنجابية من صندوق الأمم المتحدة للسكان وصوفي باربي، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة الإمارات العربية المتحدة ونور مسلم شموط، مديرة السياسات في مختبر العمل لمكافحة الفقر حيث تناول المتحدثون الاساليب الكفيلة بضمان تحقيق معيشة جيدة للامهات وتمكين المرأة في كافة مجالات العمل .

وكان بيان للمجلس الاعلى للامومة والطفولة قد أشار إلى أن النتائج التي سيتوصل لها الخبراء والمتحدثون في هذا الحوار ستدرج في جدول اعمال الاجتماع القادم للمجموعة التوجيهية رفيعة المستوى لمبادرة "كل امرأة وكل طفل"، كما سيتم تضمين النتائج في منتدى " الشراكة من أجل صحة الام والوليد والطفل" " PMNCH " الذي ستستضيفه حكومة الهند في نيودلهي في 13 و14 ديسمبر.

وقالت الريم عبدالله الفلاسي إن رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للاجتماعات السابقة بهذا الخصوص وضعت المجتمع الدولي على مسار جديد يضمن عدم التخلي عن الأمهات والأطفال والرضع في المناطق التي تعاني من أزمات إنسانية مشيرة إلى أن هذا التعاون أسفر عن صدور "إعلان أبوظبي" الذي أدى إلى ضم مكون الازمات الانسانية في الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق وآلية التمويل المرتبطة بها.

وذكرت في تصريح لها بمناسبة انعقاد هذا الحوار أن دولة الامارات العربية المتحدة تقوم حاليا بالتركيز على مرحلة "الطفولة المبكرة" التي يعتبرها خبراء تنمية الطفل واحدة من أهم المراحل في حياة الانسان حيث أن تلك المرحلة توفر مزيجا من الصحة والتغذية والتحفيز والرعاية الابوية التي تحدد الناتج المستقبلي لحياة الاطفال بالاضافة إلى الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية على المدى البعيد لمجتمعاتهم.

وأضافت الريم الفلاسي إن الحاجة اصبحت ملحة لتنمية الطفولة المبكرة" و"التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة" وبشكل خاص في المناطق المنكوبة حيث يوجد في العالم حاليًا 70 مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين 0 إلى 6 سنوات يقضون حياتهم كلها في مناطق النزاع، وتعيش /32 /مليون امرأة وفتاة في سن الانجاب في مناطق منكوبة.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الاوضاع الانسانية تؤثر على أقل من 5 ٪ من سكان العالم، الا أنها تصل إلى 15 ٪ وكذلك إلى 60 ٪ من وفيات النساء الحوامل والاطفال .

وأوضحت الامينة العامة للمجلس الأعلى للامومة والطفولة أن أول/ 1000 / يوم من الأيام الذهبية لحياة الطفل من بداية الحمل وحتى عيد الميلاد الثاني حظيت باهتمام محدود نسبيا من الجهات او الحكومات الفاعلة في المجالين الانساني والصحي .. ونتيجة للفجوة الحاصلة بين أهمية "تنمية الطفولة المبكرة" و"التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة" ومستوى الدعم لهم فإنه يتم اطلاق العديد من المبادرات الجديدة لتطوير الرؤية والارتقاء بها.