ثلاثة محاور لتحول الإمارات لمركز إقليمي للحوسبة السحابية والبيانات

ثلاثة محاور لتحول الإمارات لمركز إقليمي للحوسبة السحابية والبيانات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 22 نوفمبر 2018ء) تسعى دولة الإمارات كي تصبح مركزا للحوسبة السحابية والبيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال المرحلة القادمة، معتمدة في ذلك على ثلاثة محاور رئيسية للوصول الى الهدف المنشود بحسب خطة العمل التي أعدتها وتشرف على تنفيذها هيئة تنظيم الاتصالات التي أطلقت وثيقة بشأن استراتيجية وارشادات سياسة الحوسبة السحابية طالبة مشاركة جميع المعنيين ابداء الرأي حولها حتى تاريخ 6 ديسمبر المقبل وذلك قبل إقرارها رسميا.

ووفقا لأحدث تقارير التحول الرقمي الصادرة عن مؤسسات عالمية متخصصة في الأبحاث التقنية "من المتوقع أن ينمو سوق الخدمات السحابية في دولة الإمارات إلى 290 مليون دولار - 1.6 مليار درهم - بحلول عام 2020 مدفوعا بعدة مبادرات تشمل التحول من النفقات الرأسمالية إلى النفقات التشغيلية والحاجة إلى استيعاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والأهم من ذلك "أجندة التحول الرقمي" للحكومة الاتحادية التي تعد بمثابة خارطة طريق لتطوير "اقتصاد ومجتمع رقميين".

وبالإضافة إلى الإيرادات التي سيجنيها مشغلو الخدمات السحابية وشركات الاتصالات، فإن إقامة نظام عالمي للحوسبة السحابية في الإمارات سيحقق تقدما اجتماعيا واقتصاديا واسع النطاق عبر الناتج المحلي للدولة وسيخلق فرصا للعمل ويسهم في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.

وقدرت دراسات حديثة عن الأثر الاجتماعي والاقتصادي على دولة الامارات بعد التحول الى مركز إقليمي للحوسبة السحابية والبيانات زيادة الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 3.4 مليار وارتفاع عدد فرص العمل الجديدة الى نحو 5400 وظيفة وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر الجديد بأكثر من 2.3 مليار دولار على مدى السنوات الست الأولى.

وتفصيلا فقد شملت المحاور التي حددتها هيئة تنظيم الاتصالات لخطتها الطموحة في تحول الامارات لمركز إقليمي للبيانات رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الابتكار الوطنية وذلك بالإضافة الى الرؤية التي تتبناها الهيئة وتستهدف ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالميا في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.

وفي المحور الأول فإن توفير البيئة المستدامة والبنية التحتية المتكاملة وهو المحور الذي يشكل الركيزة الرابعة من الاجندة الوطنية في رؤية الامارات 2021 والتي ترفع شعار "متحدون في الرخاء " تسعى من خلاله الدولة الى أن تصبح الأولى عالميا في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ إضافة الى تعزيز جودة توفير المياه والكهرباء والاتصالات وعلى نحو يضمن ان تكون الامارات في مقدمة الدول الذكية.

أما على صعيد استراتيجية الابتكار الوطنية المسخرة لتكون الإمارات من بين الأفضل في العالم فإن اعتماد الحوسبة السحابية سيفضي تسريع التغيير الإيجابي وضمان تحقيق هذه الرؤية بحلول عام 2021.. ومن شأن ذلك المواصلة في تطوير الدولة كي تصبح رقمية بالكامل، مع تطبيق أفضل القوانين في مجال حماية البيانات.

وبموجب الوثيقة التي أعلنتها الهيئة فإن الفرصة المتاحة أمام الإمارات في أن تصبح مركز الحوسبة السحابية والبيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستوجب إنشاء إطار لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقوم على الحوسبة السحابية ويدفع إلى تبني حلول السحابة المتعّددة وتعزيز بيانات الحوسبة السحابية داخل الدولة وخارجها وتكوين بؤرة للبيانات وسوف يفتح فرصا للشركات والمواطنين، لضمان قدرة دولة الإمارات على المنافسة مع الاقتصادات العالمية الرئيسية الأخرى.

وتسعى الهيئة من خلال طرح وثيقة استراتيجية وارشادات سياسة الحوسبة السحابية والاستبيان المرفق بها لتلبية احتياجات القطاع والحصول على وجهات النظر والتعليقات من المعنيين لفهم المخاطر والتحديات عند تنفيذ هذا النهج.

يشار الى أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة في المجالات الرئيسية لمؤشر الجاهزية الشبكية وتمتلك استراتيجيات مميزة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي والتي تشكل في مجملها أوراق قوة للدولة في مسيرة التمكين للتحول الى مركز إقليمي للحوسبة السحابية والبيانات.

ووفقا لتقرير من المنتدى الاقتصادي العالمي استنادا على تحليل التنافسية لمؤشر التنافسية العالمي وهو أداة شاملة تقيس أسس الاقتصاد الجزئي والكلي للتنافسية المحلية ويتم تحديد مؤشر التنافسية من خلال قياس 12 مجموعة من المؤشرات التي تشمل جاهزية التكنولوجيا والابتكار. فقد تبوأت دولة الإمارات المركز 17 من إجمالي 137 دولة في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2017 -2018 والمركز الأول على مستوى جميع الدول العربية.