تحليل/ قمة التسامح الإماراتية وتجويد صناعة المستقبل

تحليل/ قمة التسامح الإماراتية وتجويد صناعة المستقبل

رؤية تحليلية : عبدالله عبدالكريم.

مدير ادارة التغطية الاعلامية في وكالة أنباء الإمارات.

أبوظبي في 15 نوفمبر / وام / استضافت الإمارات سلسلة من القمم العالمية خلال العام الحالي في عدد من المجالات التي تجمع بين السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي والتنموي وغيرها إلا أن القمة العالمية للتسامح في دبي تُشكّل حدثا فريدا ليس فقط لكونها الأولى من نوعها على المستوى العالمي وإنما بإعتبارها رسالة تُخاطب إقليمي وعالمي موجهة إلى العالم كله الذي بات بحاجة إلى بث قيم التسامح بين أفراده بقدر حاجته إلى الخبز و الأمان و هو ما استوجب إعلان الدولة تأسيس " التحالف العالمي للتسامح" .

ففي هذه القمة العالمية التي تعالج قضايا التسامح والسلام والتعدد الثقافي بين البشر يلتقي أكثر من ألف شخصية من قادة الرأي وصناع القرار وسفراء السلام والتغيير وعلماء الدين ورجاله و المتخصصين في مجالات الفنون والثقافة في حوارات تفاعلية، تناقش كيف يؤدي التسامح الى إحداث تغيير إيجابي في حياة المجتمعات إلى جانب الاطلاع على النموذج الإماراتي الذي تمارسه فعلا على أرض الواقع على صعيد كيفية تحويل التسامح إلى نسق حياة وثقافة عامة لها سواء على مستوى الحكومة الاتحادية و تطبيقاتها الريادية في هذا الشأن أو في إطار الحياة اليومية و تجلياتها المنظورة و المحسوسة.

معظم أو كلّ من لبوا دعوة المعهد الدولي للتسامح الذي يعتبر واحداً من المبادرات الريادية المتواصلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" يعرفون سلفا أنهم آتون إلى هذه القمة ليروا ويشهدوا كيف أنها تترجم القيم التي رسخها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، ورعاها من بعده "أبناؤه" المخلصون بما تستحقه من نهج مؤسسي أضحى عنوناً أممياً للإمارات: دولة للتسامح والعطاء والشراكات النزيهة في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

شيء آخر بالثقل نفسه سيشهده أيضا صناع التسامح في العالم و هو كيف أن هذا الإرث الإماراتي في التسامح الذي يستلهم قوله تعالى " خذ العفو وأمُر بالعرف و أعرض عن الجاهلين" هو ثقافة مؤسسة في جوهر التدين و المسؤوليات الوطنية و الانسانية ينفذها الشباب الإماراتي الذي التزمت القيادة بأن يكون شريكاً حقيقياً في إدارة الراهن و بناء المستقبل.

في جلسات الحوار التفاعلي بقمة التسامح، عناوين كثيرة تقرأ من تجربة الحكم في دولة الإمارات وكيف أنها أحرزت الريادة الأممية قبل عامين عبر تخصيص حقائب وزارية للسعادة والتسامح وأصدرت قانوناً لمكافحة التمييز والكراهية فاستحقت موقعاً بين أول ثلاث دول بالعالم في مؤشر الثقافة المرتبطة بدرجة التسامح وتقبّل الآخر.

لماذا وحدها الإمارات التي تستطيع أن تجمع مثل كل هذا الحشد الأممي من ذوي الاختصاص في مواضيع تتصل بتجويد صناعة المستقبل؟ ..الجواب موجود في عنوان القمة العالمية للتسامح وهو " تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع و التعددية... مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك" وهو عنوان تترادف مفرداته و مضامينه في التجربة الإماراتية التي بُنيت على الخير للجميع وتعززت بالمصداقية و الثقة وتقبل الآخر.