الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز 03 نوفمبر 2018ء) شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ 37 المقامة في معرض إكسبو الشارقة وتستمر حتى 10 نوفمبر الحالي عدة فعاليات ثقافية وأدبية بحضور عدد كبير من زوار المعرض.
والقى المحاضر المتخصص في علم النفس الدكتور أحمد عمارة محاضرة بحضور ما يزيد عن ألف شخص من زوار المعرض.
وتطرقت المحاضرة التي حملت عنوان "المعلومة إما لك أو عليك" إلى أهمية تعريف مفهوم المعلومة باعتبارها أخبار وتحقيقات أو كل ما يؤدي إلى كشف الحقائق وإيضاح الأمور واتخاذ القرارات محذرا من خطورة التعامل مع المعلومات بشكل خاطئ نظرا للأثر السلبي الذي تتركه في حياة الإنسان مؤكدا في الوقت ذاته أن أعظم المنجزات الكونية تحققت نتيجة لمعلومات صغيرة ومتراكمة.
ولفت إلى أن مصادر استقاء المعلومات تندرج في إطار عدد من الوسائل تبدأ بالملاحظة والإدراك من خلال "الحواس" ثم "التجريب والخطأ" التي اعتبرها الوسيلة الأمثل للحصول على المعلومة بالإضافة إلى "البرمجة والتلقين" واصفا إياها بالوسيلة الأكثر خطورة وتدميرا للعقل ثم "السؤال المباشر" و"التأمل والإلهام".
واختتم عمارة محاضرته بعدد من التوصيات التي أسماها تمارين العقل ..
لافتا إلى ضرورة التعامل مع المعلومات من واقع الشخص والفعل حيث يجدر بنا رفع الشخص وإنزال الفعل ثم السعي إلى وصف الفعل والابتعاد عن وصف الشخص من خلال محاولة تقسيم الحكم إلى خمسة أقسام بواقع حكمين سلبيين وحكم حيادي وحكمين إيجابيين وبذلك يتحول الإنسان إلى الحكم على الأفعال وليس على الأشخاص.
كما أوصى بالبحث عن نقاط الضعف والعيش في التأنيب إلى جانب تفعيل دور الحياد وعيش الأشخاص لتجاربهم الخاصة وفقا لوعيهم بالإضافة إلى ما أسماه بالتغذية الراجعة من خلال كتابة الخطوات ومعرفة النتائج وعدم التردد بالتنفيذ أكثر من مرة واحدة وبأكثر من طريقة مبتدءا بالبسيط ثم الأكبر وأخيرا الانتقال إلى تقييم النتائج والابتعاد عن تقييم الذات.
من جانب آخر ناقش روائيون في جلسة حوارية حملت عنوان "هوى الناشرين" الدور الذي يلعبه الناشر والرقيب في الحد من إبداعات المؤلفين مستعرضين مجموعة من التحديات التي تقف في وجه المبدع عندما ينتهي من مشروعه الأدبي خصوصا كما تطرقوا إلى العلاقة التي تنشأ بين الكاتب ودار النشر وما الذي يترتب على الناشر فعله لوضع المنجزات الإبداعية بين يدي القارئ ليحكم عليها.
شارك في الجلسة.. الروائية اللبنانية علوية صبح والروائي الجزائري أمين الزاوي والشاعرة اللبنانية - الكندية نجوى ذبيان .. الذين تطرقوا إلى الإبداع في الوطن العربي ومناقشة الدور الذي يلعبه الناشرون كشريك للمبدع أو منصة تجارية وحسب.
وفي محاكاة استعراضية لشخصيات أحدث إصدارات دار روايات للنشر - التابعة لـ"مجموعة كلمات"- احتشد زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس لمتابعة إطلاق النسخة العربية من كتاب "حكاية جارية" للكاتبة الكندية مارغريت أتوود والتي ترجمها إلى العربية الشاعر السعودي أحمد العلي.
وتجولت مجموعة من الفتيات في أروقة المعرض بين الزوار بملابس صممت من وحي شخصيات الرواية التي تصدر نسختها العربية للمرة الأولى رسميا حيث حققت الرواية أعلى قراءة على مستوى العالم في العام 2017 وترجمت إلى أكثر من 40 لغة كما تحولت إلى مجموعة من الأعمال الدرامية والتلفزيونية والمسرحية.
وتعتبر الرواية من الأكثر تأثيرا بين قراءها حول العالم والذين تابعوا أعمالا تلفزيونية وسينمائية مقتبسة منها وتتضمن إشارات إلى مستقبل قد يكون في غاية الظلمة إذا لم ننتبه للقيم الإنسانية الأصيلة في حاضرنا.
ولاقى العرض تفاعلا كبيرا من جمهور المعرض الذي عبر عن مدى تفاعله مع أدب الدستوبيا الذي تنتمي الرواية إليه وهو نوع من الأدب يصور مجتمعا خياليا لا مكان للإنسانية فيه.
وشهدت قاعة ملتقى الكتاب محاضرة فنية ثقافية حملت عنوان "كلمات مرئية" تحدثت خلالها الفنانة السعودية مريم الغامدي عن مجموعة من تجاربها في المشهد الثقافي السعودي التي امتدت على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
واستمع الحاضرون للعديد من التجارب الثقافية السعودية النسوية التي لخصتها مريم الغامدي خلال مسيرتها الحافلة بعدد من الإنجازات داخل المملكة وخارجها وانطلقت في حديثها من الإشارة إلى صعوبة تكيف البيئة المحلية في فترات سابقة من عمر الدولة مع الكثير من الطموحات النسوية التي ترغب في التوجه إلى الأعمال الفنية والإعلامية نتيجة التقاليد السائدة وموقع المرأة في المجتمع.
وحول المشهد الثقافي المحلي والعربي بينت الفنانة الغامدي أن تحول القراءة إلى عملية نخبوية مع أنها تخاطب جميع المستويات جاء نتيجة التحولات الجذرية الكبيرة التي شهدتها وسائل نقل المعلومات وأساليب التعبير والتفاعل فأصبحت القراءة محدودة بالنقاد وكذلك من يضطر لذلك نتيجة الدراسة أو تنفيذ الأعمال المهنية ذات الصبغة التجارية.
وحذرت من تحويل العمل الفني إلى عمل تجاري خالص ما يسلب عطاء المبدع الفني والشخصي لكن تحويل النص الثقافي إلى كلمات مرئية يمكنه أن يعيد أجيالا كثيرة من القراء إلى ما كانوا عليه بحكم أن تأثير الجانب البصري أقوى من الجوانب الأخرى حتى لمن لا تحتل القراءة ذلك النصيب الوافر من اهتماماته.
واشارت إلى أنها حرصت في جميع أعمالها الإذاعية والفنية على وضع صورة متميزة للمرأة تخرج عن الصورة النمطية المعتادة وهي أن تكون عاملة وناجحة وأكاديمية وذات استقلال شخصي وهو ما ألهم الكثير من النسوة في وضع أهداف لطموحاتهن وتحقيقها بصبر وثبات.
وشهد جناح ركن الطفل في معرض الشارقة الدولي للكتاب ورشة تعليمية بعنوان " كتاب الخيوط " قدمتها الفنانة الفلسطينية علا الدجاني بمشاركة مجموعة من الأطفال من زوار المعرض.
وتضمنت الورش طرح بعض المفاهيم والطرق الفنية المستخدمة في تصميم كتاب الخيوط الذي يحاكي الفنون التراثية المتعلقة بصناعة الأزياء وطرحها بشكل مصغر من خلال إطلاق مخيلة الطفل المشارك ومساعدته على ابتكار أشكال مجسمات تمزج بين نسيج الخيوط الملونة وبعض العناصر المساعدة لتصميم لوحات وصفحات كتاب الخيوط.
وتتمثل طريقة الورشة في المزج بين فن التطريز والتصميم التفاعلي اللحظي الذي يبتكره الأطفال ويعملون عليه من خلال رسم الأسماء والأشياء المحيطة بالطفل على الورق ثم تثقيبه لتمرير الخيوط الملونة ومن ثم استحداث الأشكال الهندسية والشخصيات الكارتونية المشهورة في عالم الأطفال السينمائي والمسرحي المتنوع.
