أكاديميون يبحثون خلال " معرض الشارقة للكتاب " قدرة الأدب العربي على المنافسة العالمية

أكاديميون يبحثون خلال

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 نوفمبر 2018ء) أكد أدباء وأكاديميون خلال ندوة بعنوان " آداب معاصرة "، التي أقيمت في قاعة ملتقى الأدب ضمن الفعاليات الثقافية التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب على هامش الدورة 37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، قدرة الأدب العربي على المنافسة العالمية.

شارك في الندوة، الدكتورة رزان إبراهيم أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة البتراء الأردنية ونجيب العوفي الأكاديمي والباحث في جامعة محمد الخامس بالمغرب والكاتبة والناشرة البريطانية جينيفر بريهل وأدارتها الدكتورة بديعة الهاشمي.

وعرفت الدكتورة رزان إبراهيم الأدب العالمي على أنه ذلك المنجز الذي تجاوز الحدود ونجح في الصمود عبر الزمن وكان قادراً على التأثير في الآداب الأخرى، مشيرة إلى أن الوسائط الحديثة المتعددة لن تؤثر في عالمية الأدب مهما تغيرت أو تنوعت ما دام يلتف حول القضايا الإنسانية ويتضمن القيم الفنية والجمالية.

وقال العوفي إن الدعوات التي أطلقت لإنقاذ الأدب من حال الإنتكاسة التي يقبل عليها بينت أن مصدر الخطر يكمن في أن مدارس النقد المهيمنة على الساحة الأدبية عزلت الأدب عن واقعه بحيث جعلت الطالب يتحول من قراءة الأدب إلى قراءة النقد.

وأضاف أن وسائل التواصل المجال أمام الكثير للوصول إلى العالمية ونقلت الكتاب والأدباء من حال العزلة التي كانوا عليها إلى التواصل التام ومع أهمية هذا الحدث إلا أن فرحته ناقصة لانعدام معايير الرقابة الفنية والأدبية واللغوية والذوقية وبهذا يمكن أن نقول أن التقنية نعمة ونقمة على الأدب في آن واحد، مبيناً أن الأدب الجيد عالمي الروح منبثق من الإشباع المحلي أولاً ليتخذ مكانه بقوة عالمياً.

واختتمت الكاتبة والناشرة البريطانية جينيفر بريهل فعاليات الندوة بالإشادة بالوسائط الجديدة لنقل الأدب معتبرة إياها وسيلة خلاقة لتقاسم الأنواع الأدبية بين الشعوب وردت خلال حديثها على من يرمي الجيل الجديد بعدم القراءة أن أرقام المبيعات الخاصة بكتب هذه الفئات العمرية تؤكد خلاف ذلك، داعية إلى منحهم الوسيلة التي يرونها مناسبة سواء في التعبير عن أفكارهم واهتماماتهم أو في نقلها أدباً وفنّاً وحضارة وذوقاً.

من جانب آخر، بحثت جلسة نقاشية خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب السبل الجديرة بتعزيز عملية الإبداع الأدبي العربي وذلك بمشاركة كل من الدكتور طالب الرفاعي الأكاديمي في الجامعة الأمريكية في الكويت والشاعر الروائي إبراهيم نصر الله بحضور العديد من المتخصصين بشؤون الأدب والفكر والثقافة.

وبين الدكتور طالب الرفاعي خلال حديثه أن التدريس الأكاديمي للأدب بكافة فنونه كما هي الحال في المدارس والجامعات الحالية لن ينعكس بخلق أجيال من المبدعين في هذا المجال ما لم يتم تدريس الأدب من قبل مبدعين حقيقيين ويتم تقديم تلك الدروس ضمن إطار مهني يجعل من الورش التنفيذية مادة خصبة للأخذ بيد الطالب نحو تعزيز إبداعاته الأدبية، مشيراً إلى أن الأدب صنعة وليس مجرد شهادة أكاديمية.

وأضاف الرفاعي أن الكتابة الإبداعية تخاطب الوعي وتنطلق بالكاتب نحو لحظات تجلي يختار فيها جملاً معينة فيها شيء من الروح وهذا المعيار لا يمكن تعلمه لأنه خارج مقررات الكتابة وبالتالي فإن الكتابة الإبداعية لا تخرّج كاتباً مع ذلك يتعين أن يجمع الكاتب بين أنواع الفنون الأدبية كي تتضافر مع بعضها لإخراج عمل إبداعي بمعنى أن يكون شاعراً وكاتباً ليتم توظيف الشعر في القصة وهكذا.

وقال الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله إن التمكن من الفنون الأدبية لن يرتقي بالكاتب إلى صفة الإبداع لحاجته إلى لوازم أخرى أبرزها الوعي الذي لا بد أن يكون مسبوقاً هو الآخر بقراءة وهذه القراءة لا بد أن تستند إلى بيئة تشجعها وتدعمها ومع ذلك لا تتساوى الأعمال التي ينتجها الكاتب فترتقي كلها إلى الإبداع مع أن المنطق يقتضي أن من أبدع فله القدرة على تكرار ذلك الإبداع بشكل مستمر وهذا غير واقعي.

واتفق الحاضرون خلال الندوة على أهمية أن يكون الكاتب المبدع متمكناً في البداية من معرفة من سبقه في المجال الذي يعمل فيه في بيئته فإن تخصص بالرواية أو الشعر أو القصة وغيرها لا بد أن يكون مطلعاً بمن سبقه وبانتاجهم الأدبي.

وثمنوا الجهود الكبيرة التي يبذلها أدباء شباب عرب يرفدون القطاع الأدبي بانتاجاتهم المختلف على الرغم من الأوضاع المعقدة التي تمر بها المنطقة العربية وثمنوا نجاح الكثير منهم في تطويعها لخدمة مشاريعهم الأدبية والحصول على نجاح منقطع النظير.

وناقشت ندوة " السحر والكتابة " أهمية وجود أدب يسلط الضوء على الخيال والفنتازيا، مستعرضة التحديات التي تواجه كتّاب هذا النوع من الأدب والمعايير اللازم اتباعها من أجل إيجاد قالب أدبي جديد يلغي سطوة التقليدي في الأجناس الأدبية.

شارك في الندوة، الكتّاب أحمد مراد وعبد الوهاب الرفاعي وأسامة المسلّم حيث تنالوا الأسس التي تبنى عليها هذه الأعمال الأدبية ومدى العلاقة التي تربط المجتمعات وثقافتها في الارتقاء والبحث عن مجالات أوسع في كتابة روايات الخيال العلمي.

وأشار الروائي المصري أحمد مراد إلى الدور الذي تلعبه ثقافة المجتمعات في انتشار مثل هذه الروايات قائلاً " أجمل شيء في أدب الخيال هو خصوصيته التي يمتاز بها وقد استطعت من خلال أعمالي أن أذهب إلى أبعاد لا مرئية في الشخصية الواحدة وأوجدت بها شخصيات متعددة فأدب الخيال يعتمد على الإبحار في خلط الشخصيات ببعضها البعض وإيجاد عوالم لا تتوازى مع التقليدي والذي نراه بكثافة في الروايات والمؤلفات العربية بشكل عام ".

من جانبه، أكد عبد الوهاب الرفاعي أن أدب الخيال والرعب هو جنس أدبيّ مثله مثل أي نوع أدبيّ آخر لكن الفكرة في اهتمام الإنسان بغريزة الخوف لديه والرغبة باكتشاف المجهول في هذا النوع من الأدب بالنسبة لكثيرين، لافتاً إلى أن الخوف غريزة ضرورية تقود الإنسان نحو الاكتشاف لكن اعتياد القارئ على أجناس أدبية دون سواها هو ما أسهم في عدم حضور هذا النوع من الكتابة بشكل واضح.

وقال الرفاعي هناك الكثير من الكتاب والأدباء العرب الكبار يعترفون بأهمية كتابة الخيال العلمي لكن في منطقتنا العربية هناك عزوف عن مثل هذا النوع من الأدب ربما لأسباب تتعلق بعدم القدرة على خوض مغامرة البحث في المجهول أو ربما لعدم إيماننا بجدوة هذا الأدب لكن وجود أصوات روائية شابة ومعاصرة تكتب في هذا المجال منح الأمل في صعود نجم الكتابة الفنتازية وعرّف بها بشكل أوضح.

من جهته، قال الروائي السعودي أسامة المسلّم " إن هناك تقصير في مجال أدب الخيال في عالمنا العربي حيث يوجد حذر في كتابة مثل هذا النوع من الأدب من مؤلفين تساورهم الشكوك بإمكانية نجاح مؤلفاتهم ويتخوفون من تقبل القارئ ورغبته بما يكتبون "، مضيفا أنه يتوجب علينا الاعتراف بأن كتابة أدب الفنتازيا والخيال العلمي معقدة إذ تحمل الكثير من الشخصيات الذين يدورون في أفلاك متوازية ومتقاطعة في الوقت ذاته.