بحث دور الابتكار والتقنيات الحديثة وريادة الأعمال في تعزيز المكانة العالمية للاقتصاد الإسلامي

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 31 اكتوبر 2018ء) أكد المشاركون في الدورة الرابعة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 والتي تنظم فعالياتها في مدينة جميرا بدبي تحت شعار "معاً لريادة المستقبل" أهمية الابتكار والتطبيقات التقنية الحديثة في تعزيز وتنمية الاقتصاد الإسلامي بالإضافة إلى ضرورة تفعيل دور المؤثرين لتحقيق التغيير الإيجابي في الاقتصاد الإسلامي مع تعزيز المكانة الاجتماعية والدور الكبير لريادة الأعمال في جميع قطاعات الاقتصاد الإسلامي.

وتحدث الدكتور محمد أورانجزب عالم البيانات الرئيسي في شركة " KenSci Inc" من الولايات المتحدة الأمريكية عن ضرورة التركيز على الأسئلة والمشكلات لتحقيق الابتكار بالإضافة إلى البحث عن أفضل التطبيقات التقنية للارتقاء بقطاعات الاقتصاد الإسلامي ..وقال "إن التحدي الحقيقي ليس بابتكار التكنولوجيا بل في حث أفراد المجتمع على تبنيها لأنها الأساس لإحداث التغييرات المطلوبة وابتكار آفاق جديدة للتطور والنمو في جميع القطاعات بما فيها الاقتصاد الإسلامي".

من جهته قال الدكتور جيمس فاغموس العالم في مجال الكومبيوتر في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية "إن الاقتصاد الإسلامي هو اقتصاد عالمي والفرص فيه ثرية وواعدة للابتكار ويجب إطلاق مقدرات أصحاب الطاقات في المنطقة لابتكار الحلول المثالية للمشكلات وبالتالي تعزيز الاقتصاد الإسلامي" .. وأضاف " قبل أن نحتفي ببيئة الابتكارات الجديدة علينا أن نحتفل بإنجازات المبتكرين من المسلمين الموجودة مسبقا ".

وتحدثت سوفي ليندبلوم الرئيس التنفيذي لشركة " Ideation360 " عن أهمية مشاركة المرأة في قطاع صناعة التكنولوجيا لدفع عجلة الابتكار ونشر ثقافة المساواة والاختلاف انطلاقاً من المدارس وصولاً إلى أماكن العمل وأكدت على أهمية تشجيع التلاميذ على دراسة ما يثير اهتمامهم لتعزيز قدراتهم على الابتكار للارتقاء بالاقتصاد الإسلامي وتعزيز مكانته عالمياً.

وقالت " لا يمكننا أن نسير في شتى الإتجاهات بل علينا أن نحدد التكنولوجيا التي تتلاءم مع طموحاتنا هذه هي بداية طريق الابتكار ".

وفي جلسة "المؤثرون في المشهد الإسلامي عالميا" ..أكدت الدكتورة لمياء الحاج بروفسور مساعد في جامعة السلطان قابوس أهمية التأثير الاجتماعي لإحداث التغيير الإيجابي والذي يتم من خلال تحديد ثلاث نقاط رئيسية هي السبب والكيفية والغاية.

وأكدت الحاج أن الطلاب أكثر اهتماماً بالمواضيع التحفيزية التي تعنى بمختلف جوانب العمل الإنساني ..مشيرة الى ان التغيير الإيجابي حاجة ملحة لكل شخص والجميع يرغب فيها ولكن الكثير يتقاعس عن القيام بالتغيير ودورنا كمؤثرين توضيح حقيقة بسيطة مفادها أن الشكوى لن تصل بنا إلى أي نتيجة والرغبة في القيام بشيء والعمل الفعلي هو أساس إحداث التغيير الذي هو أسهل بكثير مما نتوقع.

بدوره أشار كريس بلاوفيرت الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة لاونسن غود في الولايات المتحدة إلى أهمية الأعمال الخيرية التي تقوم بها المجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم لدعم المحتاجين من مختلف الأديان وقد استطاع جمع تمويل من خلال شركته على مدى السنوات الخمس الماضية وصل إلى 55 مليون دولار أمريكي يستخدم للقضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

وأكد كريس أن الوقت قد حان للاقتصاد الإسلامي وأنه يجب العمل على تقوية دور ما سماه "المجتمع العالمي للمسلمين المتعلمين الذين يتحدثون اللغة الإنكليزية" والذي يبلغ تعداده في مختلف دول العالم 248 مليون فرد .. واختتم كريس حديثه بالقول إن التغيير يمكن صنعه وأساسه القيم المشتركة التي تربط بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

من جهته أشار مدثر أحمد الشريك الإداري في يونيتاس كوميونيكاشنز إلى ضرورة التعريف بالإسلام بالشكل الصحيح خاصة في ظل التحديات وحملات التشويه التي يتعرض لها وأن تقديم الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي تكمن في آليات إحداث تغيير إيجابي على صعيد أنماط الاستهلاك والإقبال على المنتجات ذات الطابع الإسلامي وأكد على أهمية الاعتماد على عنصر الإبداع في هذا المجال.

واختتم مدثر مداخلته موضحاً وجوب تحديد الفئة المستهدفة التي يجب أن يتوجه إليها الخطاب الإسلامي والخطوات التي يجب القيام بها للوصول إلى شريحة أوسع من الناس من خلال نشر قيم وتعاليم الإسلام التي تحض على التسامح.

وأكد على أهمية وجود شخصيات مسلمة لمواجهة تحدي الصورة النمطية وضرورة أن يترافق هذا مع تغيير اقتصادي يستهدف تحضير المجتمعات المسلمة وإعدادها لتقوم بدور أوسع على الساحة العالمية مستفيدة من قوتها المتنامية بالرغم من كل التحديات.

وأكد المشاركون - في جلسة الدور الاجتماعي لريادة الأعمال - أنه في ظل المتغيرات التي يمر بها عصرنا الحالي من ثورة صناعية رابعة ومتغيرات تكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للاقتصاد الإسلامي فإن هناك فرصة ذهبية لدخول أسواق جديدة بقطاعاته المختلفة والتي يبرز منها قطاع ريادة الأعمال المجتمعية الهادف إلى مواجهة قضايا اجتماعية معاصرة وضمن مجتمعات مختلفة وذلك عن طريق تبني نماذج أعمال رائدة.

وأشار عدنان الدوي رائد الأعمال من المغرب إلى أن ريادة الأعمال المجتمعية يجب أن تعمل وفق منظومات عمل متكاملة تساهم في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة ..منوهاً بأن الاقتصاد الإسلامي لديه القابلية للتصدي للعديد من التحديات التي قامت الأمم المتحدة بتسميتها كمكافحة الجوع وخلق فرص عمل على سبيل المثال وتخفيض الاستهلاك وتهيئة نظام بيئي متوازن.

وأضاف الدوي بأن البلدان التي تستثمر في ريادة الأعمال المجتمعية هي البلدان المتقدمة والأغنى .. وهنا المفارقة لأن البلدان النامية يجب أن تحذو حذوها وهي بحاجة أكثر للاستفادة من مرونة الاقتصاد الإسلامي في التصدي للتحديات الاجتماعية.

ونوهت كاثرين بدث من شركة نيوموني بأن مجموعة كبيرة من المستثمرين من أنحاء العالم يعتقدون خطأً بأن الاقتصاد الإسلامي هو نظام مالي أو اقتصادي متعلق بمنطقة معينة أو بأشخاص معينين بينما أثبتت التجارب العالمية وخصوصاً في البلدان الاسكندنافية والتي بدأت بتطبيق منظومات من الاقتصاد الإسلامي إيماناً منها بأن هناك فرصة كبيرة لضم العديد من القضايا المتعلقة به والتي تخاطب شريحة كبيرة من الناس بأنه ليس بالضرورة أن يكونوا مسلمين.

وتحدث غلينمان من شركة نيستا أنه بحسب بعض الإحصائيات هناك أكثر من 80% من سكان العالم ليس لديهم حساب مصرفي وهذه فرصة كبيرة للاقتصاد الإسلامي والمصارف الإسلامية إلى دخول هذه الأسواق خصوصاً في افريقيا..

منوها بأن هناك حاجة لبرامج مسرعات لتطبيق الاقتصاد الإسلامي والقوانين المطابقة للشريعة الإسلامية حيث ستسمح هذه المسرعات بتوفير المزايا المتعددة لهذا الاقتصاد لشريحة كبيرة من الجمهور في مدة قصيرة وهذا الأمر سيؤثر على ريادة الأعمال المجتمعية بحيث سيسمح بوصول التمويل لرواد الأعمال الأمر الذي يمكنهم من تحقيق أهداف تنموية بالإضافة إلى العائد الاقتصادي.

وأكد يوسف كيرس من اكسبو 2020 بأن ريادة الأعمال المجتمعية يجب أن توظف الابتكار لحل القضايا المجتمعية مستندة بذلك الى مرونة الاقتصاد الإسلامي ولكنها بحاجة لدعم وتمويل وتمكين لكي تتمكن من النهوض بالمجتمعات التي تعمل بها.

وناقشت جلسة تكنولوجيا الخدمات المالية جاهزية الاقتصاد الإسلامي لتبني مستجدات التكنولوجيا و تقنيات الـ "فنتك" في مجال الخدمات المالية والمصرفية ..وقال رافي حنيف الرئيس التنفيذي لمصرف CIMB من ماليزيا " السوق المالي والاقتصاد الإسلامي بشكل عام ما يزال بحاجة إلى الارتقاء بمستويات البنى التحتية من أنظمة و تطبيقات ولكن هناك أنواع أخرى من التحديات في الدول التي تمتلك مقومات التطور حيث تشكل صعوبة إعادة توجيه الرؤى والتجديد في الأفكار لمواكبة التغيرات المتسارعة عقبات كبيرة أمام تطور الاقتصاد الإسلامي القائم على مبادئ محددة وتقليدية".

وأوضح آفاق خان رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي من دولة الإمارات "يشهد الآن الاقتصاد الإسلامي مرحلة من النمو الملحوظ في مختلف مكوناته التي تضع صناع القرار اليوم أمام تحدي إيجاد حلول لاستدامة هذا النوع من الاقتصاد وجذب المزيد من المتعاملين في المستقبل و هذا يؤكد على أهمية تبني التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات ومواءمة المنظومة المصرفية الإسلامية للتعامل والاعتماد التام لها بهدف تحقيق هذا التحول وتلبية تطلعات الأجيال القادمة من المتعاملين".

وقال خالد سعد الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية "التشريعات هي ما يجب أن يتم مناقشتها اليوم فهي الهيكل الأساسي الذي تبنى عليه السياسات والتوجهات والقرارات وفي بعض الأحيان تشكل التشريعات تحديات من حيث إتاحة المجال لتبادل المعلومات التي تعد العامل الأساسي الذي يضمن إيجاد أنظمة ونماذج عمل دقيقة وذات فعالية عالية".

من جانبه قال أوليفر راجيك الرئيس التنفيذي لشركة "ألفا فينتيك" من سنغافورة " توفر تقنيات API العديد من الحلول المصرفية التي تلبي تطلعات أكبر شريحة من المتعاملين من أفراد و مؤسسات وتعد من أهم الفرص التي يجب أن يتم الاستفادة منها اليوم لبناء مستقبل أفضل للاقتصاد الإسلامي لاسيما في ظل نمو شريحة الشباب التي تتطلع للمزيد من الخدمات المواكبة لتطورات التكنولوجيا.