"غيتس الخيرية" تشيد بدور الإمارات الهام في الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 24 اكتوبر 2018ء) أشادت مؤسسة غيتس الخيرية بالدور الهام والاسهام الكبير لدولة الإمارات في الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال من خلال دعمها الملموس لحملات مكافحة المرض في باكستان.

ووصف جيمس وينغر مدير البرنامج الخاص باستئصال شلل الأطفال في مؤسسة غيتس الخيرية - في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الإمارات "وام" - صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأنه أحد أبرز القادة العالميين الذين أبدوا التزاماً قوياً لدعم الجهود العالمية في القضاء على شلل الأطفال .

وقال ان دولة الإمارات قامت أيضاً بدعم جهود استئصال المرض في كل من أفغانستان وإثيوبيا وكينيا والسودان ..مشيرا الى ان المؤسسة ودول الامارات تعكفان على دراسة إنشاء معهد بحثي في أبوظبي تتلخص مهمته في ترجمة البيانات والأبحاث حول مرض شلل الأطفال إلى سياسات فعالة يتم تطبيقها في أرجاء المنطقة.

وأضاف " نتطلع للاستفادة من الكفاءات والإمكانيات التي تتمتع بها أبوظبي لتسريع الجهود الرامية لمعالجة العديد من التحديات المرتبطة بالصحة في العالم وفي مقدمتها استئصال شلل الأطفال بشكل نهائي".

وأوضح أن القضاء على مرض شلل الأطفال من شأنه أن يسهم في تحسين حياة معظم الأطفال في الدول المتأثرة بهذا المرض ..مستطرداً بالقول إن هناك تحديات ضخمة ما تزال ماثلة في المناطق التي ينتشر بها المرض ومن ضمنها الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والنزوح السكاني وصعوبة الوصول للقرى النائية بشكل يعقد مهمة الفرق العاملة على إيصال وتقديم جرعات التطعيم للأطفال.

إلا أن وينغر قد أبدى تفاؤلاً بإمكانية القضاء التام على شلل الأطفال في العالم، قائلاً إن تقلص المناطق الجغرافية التي ينتشر بها المرض والزيادة الملحوظة في مستويات المناعة تظهر بوضوح أن الحملات المتواصلة للتطعيم والالتزام المستمر من المانحين والمسؤولين سوف يكون له أثر فعال في القضاء على المرض.

وفي سؤال حول خطط التعاون المستقبلي بين المنظمات الدولية، مثل مؤسسة غيتس، والدول المانحة، مثل دولة الإمارات، أجاب وينغر أن العديد من قادة العالم، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، قد أبدوا التزاماً قوياً لدعم الجهود العالمية، ويكفي أن سموه قدم العام المنصرم مبلغ 30 مليون دولار أميركي مساهمة منه في دعم المبادرة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال.

ودعا وينغر قادة الدول المتأثرة لإظهار التزامهم بالتعاون التام من أجل مكافحة واستئصال المرض، بينما دعا الدول والجهات المانحة لمواصلة دعمها للبرنامج ..مشيرا في هذا الصدد للشراكة الناجحة القائمة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤسسة غيتس الخيرية والتي تسعى للقضاء التام على مرض شلل الأطفال في العالم.

ووفقاُ لتقديرات منظمة الصحة العالمية واليونسيف ..فإن برامج التطعيم ضد شلل الأطفال قد نجحت في تغطية 85% من المناطق المستهدفة في العالم مما يترك حوالي 19.9 مليون طفل عرضة للإصابة بهذا المرض والذي يمكن الوقاية منه عبر اللقاحات.

ولفت وينغر إلى أنه بجانب دعمه المتواصل لجهود استئصال شلل الأطفال ظل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يدعم بسخاء البرامج العالمية لمكافحة الأمراض الأخرى مثل برنامج استئصال دودة غينيا.

وذكر في هذا الإطار أن دولة الإمارات قدمت في 2017 دعماً سخياً لتلك البرامج من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان والذي نجح في تطعيم أكثر من 13 مليون طفل في ذلك العام مما رفع إجمالي الجرعات المقدمة للأطفال دون سن الخامسة إلى 96 مليون جرعة في 66 منطقة مسهماً بذلك في خفض احتمالية تعرض الأطفال للشلل بنسبة 98 بالمائة.

وقال إن استضافة دولة الإمارات لاجتماع الاستعراض النصفي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين في ديسمبر المقبل سوف يمثل فرصة لتقييم أداء التحالف خلال الفترة الاستراتيجية 2016 - 2020 وللاحتفاء بالإنجازات التي تم تحقيقها وكذلك لاستقطاب شركاء جدد، خاصة من منطقة الشرق الأوسط.

وعن مدى الخطورة التي يشكلها شلل الأطفال على المصابين، قال وينغر إن الطفل الذي يتعرض لشلل الأطفال سرعان ما يعاني من تيبس وضعف في جزء من عضلات جسمه ويصبح معاقا ..مشيرا الى ان أسوأ حالات شلل الأطفال هي التي تصيب العضلات التي تساعد الطفل على التنفس، مما يؤدي لوفاته إذا لم يحصل على الرعاية الطبية الملائمة.

وأوضح أن شلل الأطفال هو عبارة عن فيروس يدخل عن طريق الفم ويستقر في الإمعاء ..مشيرا الى ان هذا المرض كان منتشراً في كل بلدان العالم حيث وصلت الحالات في 125 بلداً عام 1988 إلى 350,000 حالة .. وفي هذا العام، تم تشخيص 20 حالة فقط في العالم في دولتين هما أفغانستان وباكستان.

وعلق في هذا الصدد قائلاً إن ذلك يعكس مدى التطور الملحوظ في جهود القضاء على المرض إلا أن هناك غيابا للإحصائيات في بعض المناطق النائية في العالم وأن القضاء التام للمرض يتطلب إيصال اللقاحات لجميع الأطفال في تلك المناطق.

وتناول وينغر الاستراتيجيات التكميلية التي يتبناها البرنامج لدعم عمليات التطعيم باللقحات مثل حملات التطعيم من منزل لمنزل وبرامج التوعية واحتفالات يوم التلقيح على المستويات الوطنية وبرامج التواصل مع النازحين.

وأضاف أن البرنامج يتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني في الدول المتأثرة ويتمتع بشراكات قوية مع علماء الدين والمنظمات النسوية كما يقيم برامجاً تدريبية للأفراد الناشطين في خدمة المجتمع.

وقال إن اللقاح الذي يؤخذ عن طريق الفم يعتبر من أنجع الوسائل التي تحول دون انتشار انتقال الفيروس من شخص لآخر ..كاشفا أن استخدام هذا النوع من اللقاحات قد ساهم في استئصال 99 بالمائة من حالات شلل الأطفال في العالم.

وشدد وينغر في ختام اللقاء على أهمية التركيز على تجاوز العقبات الأخيرة التي تواجه جهود الاستئصال عوضا عن التركيز على تحديد آخر يوم لاستئصال المرض مبرراً ذلك بأن هناك الكثير الذي ينبغي فعله لتحقيق هذا الهدف ..معرباً عن تفاؤله بالنجاح في القضاء على هذا المرض بشكل كامل.