أبوظبي تستضيف المعرض الدولي للاستثمارات الزراعية في الخارج 29 و30 أكتوبر

أبوظبي تستضيف المعرض الدولي للاستثمارات الزراعية في الخارج 29 و30 أكتوبر

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 13 اكتوبر 2018ء) تستضيف أبوظبي يومي 29 و 30 أكتوبر الجاري أعمال الدورة الثانية من معرض " أغري سكيب" المعرض الدولي للاستثمارات الزراعية في الخارج وذلك تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة .

يجمع المعرض - الذي نجح في ترسيخ مكانته منصة رائدة في مجال الاستثمار الزراعي - مجموعة واسعة من الشركات الاستثمارية الرائدة في مجال القطاع الزراعي ومئات العملاء من جميع أنحاء العالم تحت سقف واحد.

و يهدف المعرض - الذي ينظمه مركز الأمن الغذائي في أبوظبي بفندق روزوود - إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي.

و جاء تأسيس المركز في عام 2010 ليتولى تعزيز الأمن الغذائي الوطني وتحليل تطورات الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية من خلال تحقيق رؤية الدولة لتمكين جميع أفراد المجتمع من الحصول على غذاء صحي آمن في الظروف والأوقات كافة.. وخلال خمس سنوات، تطورت مراحل استثمار الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة ليتم التحول من الاستثمار الزراعي ومن ثم الصناعات الغذائية.

و تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة تصورا فريدا لمعالجة قضايا الاستدامة المشتركة التي تواجه دول العالم اليوم وفق رؤية القيادة الحكيمة لتعزيز التنمية المستدامة .

وبهذه المناسبة أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي أهمية الدور المحوري الذي تلعبه القيادة الرشيدة لتضمين ملف الأمن الغذائي كأحد أهم التوجهات ضمن أجندة عمل الحكومة وقالت إن الاستثمار الخارجي يعد أحد ممكنات تعزيز الأمن الغذائي من خلال الاعتماد على خطط استباقية واستثمارات مدروسة تسهم في زيادة كفاءة الأنشطة الزراعية عبر الاستثمار في تقنيات ري متطورة و أكثر فعالية في جميع مزارع الدولة بهدف الحفاظ على مخزون المياه الجوفية في الدولة.

وأضافت معاليها: "تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة آمنة غذائيا وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة " فاو " بعدما حققت المركز الـ 33 عالميا وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي لوحدة " إيكونوميست إنتليجنس للأبحاث " لعام 2017 غير أننا نطمح لأن نكون ضمن مصاف الدول التي يتحقق فيها الأمن الغذائي.. لذا يجب أن نكون سباقين في تحديد أهم الاتجاهات المؤثرة على القطاع الزراعي من خلال تسليط الضوء على الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في أنحاء العالم".

و نوهت معاليها إلى أن الأمن الغذائي يعتبر من أكبر التحديات المستقبلية نظرا لارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا في ظل تزايد الطلب عليها بشكل مضطرد مشيرة إلى أن تغير المناخ ستكون له تأثيراته على القدرة الإنتاجية الزراعية العالمية.

و من جانبه قال سعادة خليفة العلي المدير العام لمركز الأمن الغذائي إن الاستثمار الزراعي في الخارج يعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية المركز لاستدامة سلاسل الإمداد الخارجي وهو من السبل الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني وعليه توجهت عدة شركات إماراتية لاستثمار الأراضي الزراعية في الخارج ووصف الاستثمار الزراعي خارج الدولة بأنه تحد كبير للشركات الوطنية وأضاف إنه يتوجب علينا جميعا تذليل جميع العقبات والصعوبات لتحقيق الغذاء المستدام ولكي نستطيع الحصول على استدامة السلع الغذائية، فإنه من الضروري البحث عن فرص استثمارية جديدة تضمن الاستدامة في جميع الظروف والأوقات.. و لذا حرص مركز الأمن الغذائي وبصفته مسؤولا عن تعزيز الأمن الغذائي الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة على أن يترجم تلك الأفكار إلى إطار عمل مع الشركاء الاستراتيجيين لتحقيق تلك الغايات والأهداف.

وتعتبر " شركة الظاهرة" الراعي الرئيس لمعرض "أغري سكيب 2018" واحدة من أبرز الشركات المتخصصة في القطاع الزراعي وتعمل في أكثر من 30 دولة وتشمل أنشطتها الأعمال الزراعية وإنتاج الأعلاف الحيوانية والسلع الغذائية من خلال تشغيل سلسلة توريد متطورة تخدم أكثر من 45 سوقا حول العالم.

و قال سعادة خديم الدرعي نائب رئيس مجلس الإدارة في شركة الظاهرة الزراعية: "تحظى الشركة بتواجد قوي في أسواق آسيا والشرق الأوسط، ما يمكنها من تلبية احتياجات قاعدة واسعة من العملاء البارزين في القطاعين الحكومي والتجاري.. وتكمن أهمية "أغري سكيب" في تأمين الإمدادات الغذائية التي ترتبط بالأمن القومي والعالمي ومساعدة صناع القرار والمستثمرين في بناء شراكات وإيجاد حلول قابلة للتنفيذ في مجال الأمن الغذائي.. ونحن فخورون بدعمنا لهذا الحدث الذي يعتبر منبرا مثاليا لرجال الأعمال للتواصل والاطلاع على أفضل الفرص الاستثمارية الواعدة".

جدير بالذكر أن معرض "أغري سكيب 2018" سيستضيف عددا من الوزراء وكبار صناع القرار الأجانب وممثلي الشركات العالمية العاملة في القطاعات الزراعية في أكثر من 50 دولة حول العالم من بينها جمهورية البرازيل التي سيكون لها حضور قوي في فعاليات المعرض هذا العام.

من جهته شدد بلايرو ماجي وزير الزراعة في جمهورية البرازيل على أن النمو السكاني السريع في الاقتصادات الناشئة سيعزز من الطلب العالمي على السلع الزراعية على مدى العقود القليلة القادمة ويؤدي إلى إحداث تغيير جذري في أنماط استهلاك البشر للموارد الطبيعية نتيجة للتوسع الحضري السريع.

وأضاف ماجي: "إن التغير المناخي وتداعياته قد تتسبب في موجات جفاف شديدة، وتقليص لمصادر المياه، وتغيير التوزيع العالمي في الأراضي المخصصة للزراعة المنتجة، الأمر الذي يزيد الأمور سوءا.. وهنا يكمن الدور الهام الذي سيلعبه معرض "أغري سكيب" في تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الزراعي، ودفع الجهود الدولية الرامية لتحقيق الأمن الغذائي للجميع" .

وأكد أن ما تتمتع به القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة من رؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل هو ما يؤهلها لاستباق الزمن ودرء أية مخاطر قد تواجه المجتمع، بالإضافة إلى حرص الدولة على التعاون الدولي لحماية الموارد الطبيعية في شتى بقاع الأرض هو ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة وسط المجتمع الدولي.

ومن خلال تنظيم معارض عالمية متخصصة كـ" أغري سكيب" يسعى صناع القرار ورواد الأعمال حول العالم لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتحقيق مستقبل أفضل لكافة شعوب العالم.

و يسود العالم في الوقت الراهن حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والبيئي نظرا لزيادة الكثافة السكانية الملحوظة وآثارها السلبية التي أدت الى تزايد الحاجة لإيجاد حلول مستدامة تضع حدا لاستنزاف الموارد الطبيعية وتدعم سياسات ومنهجيات تضمن توافر الغذاء في جميع الظروف والأوقات.

و أشارت تقارير صادرة عن " الفاو " مؤخرا أن العالم يشهد وللسنة الثالثة على التوالي ارتفاعا ملحوظا في معدل السكان غير الآمنين غذائيا والذين لا يحصلون على حاجتهم من الغذاء و تقدر حصتهم بما يقرب ثمن سكان العالم .

وقدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن إجمالي عدد السكان على مستوى العالم الذي يعانون من نقص الغذاء حوالي 821 مليون نسمة وذلك نتيجة عدة عوامل منها عدم الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاعات، بالإضافة الى تداعيات التغير البيئي والمناخي، والأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعديد من دول العالم.

وفي ظل التوقعات التي تشير إلى ارتفاع عدد سكان العالم إلى 9.6 مليار بحلول عام 2050 هناك حاجة إلى زيادة الناتج الزراعي بنسبة لا تقل عن 70%.. ومن المتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الغذاء بشكل غير مسبوق وهذا الأمر ناتج عن تلك الزيادة الملحوظة في عدد سكان العالم.

ويعد تعزيز التنوع الاقتصادي في الدولة واحدا من الأهداف الاستراتيجية لمنظومة الأمن الغذائي وسيضمن رفع كفاءة القطاعات المساندة والتي تشمل القطاع الزراعي كمحور استراتيجي حيوي..وتكمن أهمية هذا القطاع ضمن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة والطموح لتنمية المنتج المحلي ليصل 40% من السلع الغذائية.