معرض العين للكتاب يناقش كتاب "من أين يأتي غذاؤنا"

معرض العين للكتاب يناقش كتاب

العين (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 02 اكتوبر 2018ء) عقد نادي "كلمة" للقراءة ندوة أمس حول كتاب "من أين يأتي غذاؤنا على خطى فافيلوف في محاربة المجاعة" للكاتب الأمريكي غاري بول نبهان من ترجمة مشروع "كلمة" وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض العين للكتاب الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين في مركز العين للمؤتمرات واختتمت فعالياته مساء اليوم.

تحدثت في الندوة ندى زهير أبو الأديب مديرة إدارة التغذية المجتمعية في شركة صحة – أبوظبي وشارك فيها عيسى الشامسي وأمجد جرار محاضر في كلية الأغذية والزراعة وعوشة الخيلي وريم البلوشي خريجتي كلية الأغذية والزراعة.

وقالت ندى زهير أبو الأديب ان موضوع الغذاء يعود ليحتل مكان الصدارة على لائحة الاهتمامات الأساسية مشيرة الى ان إنتاج الغذاء بالطرق الصناعية كان يقوم بالاعتماد المباشر على وقود المتحجرات "الأحفوري" ونجح بصورة مذهلة على المدى القريب.. أما على المدى البعيد فمثل هذا الاستخدام للطاقة الرخيصة في استهلاك كميات غير محدودة من المياه وتسرب المواد الكيمائية إلى التربة أدى كما توقع الكثيرون إلى انتشار هاجس بأن ذروة استهلاك النفط أصبحت ترتبط الآن بذروة استهلاك المياه وهذه ترتبط بذروة خصوبة التربة ولهذا يرتبط الأمر بذروة توفر الغذاء وما نلبث أن نصل إلى ذروة الاستهلاك وذروة النمو السكاني".

ولفتت إلى أن علماء الوراثة النباتية في العالم ينظرون إلى العالم الروسي فافيلوف باعتباره بطلا خالدا ومؤسسا لمفاهيم الاستنبات الحديث للمحاصيل.. موضحة ان مستقبل الأمن الغذائي في العالم يعتمد على بذور ضئيلة الحجم تنتشر في الحقول والبساتين.. لافتة الى انه في سنة 1943 كان عالم النبات الروسي العظيم نيكولاي فافيلوف - وهو من أوائل العلماء الأفذاذ الذين أدركوا هذه الحقيقة - يواجه الموت جوعا في أحد السجون السوفييتية.. وفي السنوات التي سبقت اعتقاله بأمر من ستالين - ليكون كبش الفداء الذي ألقيت على عاتقه تبعات المجاعات المتكررة التي شهدتها البلاد - كان فافيلوف قد ارتحل إلى القارات الخمس وجمع مئات الآلاف من البذور في جهود مضنية لتحديد مراكز التنوع الإحيائي الزراعي في العالم القديم ووقاية البشرية من شر المجاعة.

وتابعت " في عصرنا الحالي قام عالم ميداني بارز آخر بتعقب خطوات فافيلوف.. ففي كتاب من أين يأتي غذاؤنا يسرد غاري بول نبهان قصة رحلات فافيلوف الاستثنائية بكل ما تضمنته من استكشافات للمناطق الزراعية الثرية بالتنوع الإحيائي على الأرض مع تقييم للثقافات التي تقف وراءها حيث يتعقب المؤلف مسارات فافيلوف من المكسيك وغابات الأمازون الكولومبية إلى جبال بامير الجليدية في طاجاكستان ويرسم بذلك صورة مشوقة للتغيرات التي حصلت منذ عهد فافيلوف ويشرح أسبابها.

ويبين نبهان في رحلاته كيف أن التغيرات المناخية وسياسات التجارة الحرة والهندسة الوراثية وخسارة الخبرات والمعرفة التقليدية تهدد مستقبل مواردنا الغذائية.. ويكشف كيف انحسر هذا التنوع وكيف يتعاون الفلاحون والعلماء في شتى أنحاء العالم الآن لتوفير عناصر المرونة والأمن الغذائي لمجتمعاتهم.

كما ناقش المشاركون في الندوة فصول الكتاب والتي تتناول موضوعات مثل، الجفاف واختفاء التنوع: وادي بو، من سلة الغذاء إلى شبح المجاعة: سوريا ولبنان، واحات النخيل ومحاصيل الصحراء: المغرب، البحث عن الغذاء بعد المجاعة: أثيوبيا، إعادة اكتشاف أمريكا والنجاة من العواصف الترابية: جنوب غرب الولايات المتحدة، الغابات المقطوعة والبذور المفقودة: سييرا مادري، في أعماق غابات الأمازون الاستوائية، ورحلة الاستكشاف الأخيرة.

واختتم معرض العين للكتاب فعالياته أمس بالعرض الموسيقي "مقامات عراقية" على العود للفنان صبار اللهيبي.