حضور لافت للشباب في اليوم الثاني لـ " ملتقى الشارقة الدولي للراوي "

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 25 سبتمبر 2018ء) شهد اليوم الثاني من ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الثامنة عشرة حضورا لافتا من طلبة المدارس، ما يعكس نجاح جهود الإمارة في حفظ وصون التراث ونقله للأجيال.

وتضمنت فعاليات اليوم حلقة شبابية بعنوان " لقاء الأجيال مقاربة ثقافية بين جيل حملة الموروث الثقافي وجيل الشباب " شارك فيها رواة وباحثون ومجموعة من الشباب، وجمعت بين رواة شباب وكبار، وركزت على علاقة الشباب الإماراتي بالتراث.

واستمع الأطفال إلى قصص وحكايات قديمة من بعض "الشواب"، الذي رووا لهم الكثير من القصص والحكايات عن البحر والصيد واللولو، وتلك الأيام التي عاشها الآباء والأجداد، كما تنقلوا بين شارع الحكايات ومنصة بحر الثقافة ومسرح الدمى وفضاء الحكايات وحديقة الحكايات وصف الحكايات ومنطقة الورش.

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا للملتقى" إن الفعاليات حدث ثقافي استثنائي يحتل مكانة مميزة على خارطة الفعل الثقافي بالشارقة بشكل خاص، وفي الإمارات بشكل عام، وهو حدث عالمي بامتياز تتجلى أهميته في أكثر من مستوى، من بينها أنه مهم لكل المعنيين بالتراث الثقافي والرواة.

وأضاف " عندما نستحضر مسيرة 18 عاماً في مشوار الملتقى وتلك البدايات وصولاً إلى قيمته الكبيرة اليوم، نقول: إن ما حققناه من نجاح وتميز، لم يكن ليرى النور لولا الدعم المستمر والكبير من قبل راعي الثقافة والتراث والمعرفة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لذلك أصبح الملتقى علامة فارقة في المشهد الثقافي ".

ولفت إلى أن إضافات نسخة هذا العام متعددة ومتنوعة، من بينها برنامج المجاورة، وهو برنامج جديد يتيح للراوي الجديد الاحتكاك بالرواة المخضرمين من خلال مجاورتهم عملياً والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وتقنياتهم لتقديم رواياته بفن جديد.

ونوه إلى أن الملتقى أعد هذا العام معارض جديدة، من بينها: معرض الدمى العالمي، الذي يقدمه الفنان الإيطالي أوغستو غريللي الذي اشتهر في أوروبا كأحد أهم فناني الدمى، وأهم جامعيها، فضلاً عن كونه صاحب مسرح عرائس مشهور جال في مختلف أنحاء أوروبا طوال السنوات الـ 50 الماضية.

وقال المسلم " إن شعار الملتقى هو الحكايات الخرافية، التي هي الشكل الأقدم لأدب الشعوب والأمم والجماعات الاجتماعية، والمعبر عن خيالهم الشعبي، وهو أدب تناقلته الأجيال شفاهة منذ بدايات التاريخ البشري حتى اليوم، فتلك الحكايات تعبر عن تفسيرات العقل البشري وتصورته عن محيطه الطبيعي وظواهر الكون وغيرها، ولأنها كذلك، فقد تم تخصيص طاولة مستديرة تتناول الحكاية الخرافية في أربع جلسات، جلستان عن الحكاية الخرافية في الخليج، وجلستان عن الحكاية الخرافية في العالم ".

وأوضحت الباحثة فاطمة المغني أن اللقاء بين الأجيال يعتبر تجربة جديدة ومهمة ومفيدة للشباب من حيث كيفية إيصال الحكاية لهم، وكيفية تعاملهم معها، والاستفادة من التكنولوجيا لخدمة التراث والحكاية، لافتة إلى أن الجيل الجديد قادر على أن يضع الحكاية في قالب جميل وجذاب ويكون له دور كبير في استمرارية حضورها في المشهد الإبداعي.

وتضمنت الفعاليات، ندوة بعنوان " أنيسة فخرو.. عطاء وثراء " حيث تم تكريمها مسيرتها وإصداراتها المتنوعة، وجهودها في عالم التراث، ومسيرتها في حفظ وتوثيق التراث البحريني.

أدار الندوة الدكتور عادل الكسادي، وشارك فيها بالإضافة إلى الدكتورة فخرو، غسان يوسف، فاطمة يوسف، منصور سرحان. واستعرضت الندوة تجربة الدكتورة فخرو في الحكايات الشعبية من خلال كتابها "حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة".

وقالت الدكتورة أنيسة فخرو، إن كتابها "حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة" يحوي 100 حكاية موثقة، وتشكل جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً في مملكة البحرين منذ الزمان القديم، وكلمة حزاوي تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد.

ولفتت إلى أن الراوي الأصلي في كتابها هو جدتها الحاجة شيخة بنت راشد بنت بو راشد عبدالملك، التي استقت منها مختلف القصص والحكايات عن جدها الحاج الشيخ يعقوب بن يوسف بن محمد بن عبدالملك الذي كان يعمل وقتها في التجارة وتنقل كثيراً بين الهند والعراق وسلطنة عمان وشرق آسيا بحثاً عن الأخشاب.

وأضافت أن كلمة حزاوي تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد، ولفتت إلى أسلوب البساطة في سرد الحكايات الشعبية في كتابها، حيث يؤشر ذلك إلى سهولة إيصالها إلى الكبار والصغار بأسلوب السهل الممتنع، مع الحفاظ على مضمونها وهضم واستخراج المقصد من الحكاية.

وفي ختام حديثها تقدمت بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على اهتمامه بالثقافة وكل عناوينها وفروعها، وعلى دعمه السخي واللامحدود للمثقفين والراوة والباحثين في التراث المادي واللامادي.

كما شكرت معهد الشارقة للتراث على دعوتها وتكريمها لجهدها المخلص والدؤوب في حفظ وتوثيق التراث البحريني والخليجي والعربي، داعيةً إلى أهمية تحويل الحكايات الشعبية إلى مسرحيات ودراما، وترجمتها أيضاً في المناهج الدراسية من باب توسيع الاستفادة.

ولم تقتصر فعاليات النسخة الثامنة عشرة للملتقى على مركز إكسبو، فهناك فعاليات وبرامج وأنشطة في فرعي المعهد بخورفكان ودبا الحصن، حيث استضاف فندق الأوشيانيك في قاعة الدانة، حزمة من الفعاليات تضمنت فيديو عن الملتقى ومسيرة 18 عاماً مع الكنوز البشرية الحية، وفيديو آخر عن الحكايات الخرافية، حيث شعار الملتقى، بالإضافة إلى مشاركة خاصة من أصحاب الهمم في برزة الرواة.

كما شارك الجمهور الذي تفاعل مع الملتقى بتقديم حكايات خرافية، وشهد الملتقى هناك مسابقة للجمهور عن الملتقى، وتضمنت الفعاليات وجود ركن خاص بمعرض الرواة. وكذلك هو الحال في المركز الثقافي بدبا الحصن، حيث تابع الجمهور هناك العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة.

كما شهد مركز التراث العربي ليل أمس افتتاح معرض أوغستو للدمى في مركز التراث العربي، وهو معرض رئيس مصاحب للملتقى يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ليتسنى للطلبة والجمهور زيارته بشكل متكرر ومكثف والاستفادة منه قدر المستطاع، والمعرض يقدمه الفنان الإيطالي أوغستو غريللي الذي اشتهر في أوروبا كأحد أهم فناني الدمى، وأهم جامعيها، فضلاً عن كونه صاحب مسرح عرائس مشهور جال في مختلف أنحاء أوروبا طوال الخمسين سنة الماضية.

وشهدت الفعليات مناقشة كتاب الباحث والناقد سعيد يقطين، "قال الرواي، البنيات الحكائية في السيرة الشعبية"، الصادر عن المركز الثقافي العربي في بيروت عام 1997.

وبحسب المؤلف فإن " قال الراوي "، يمثل امتدادا لكتاب الكلام والخبر، لأنه يرمي إلى وضع الخطة السردية العامة المقدمة فيه موضع التحليل والتطبيق، لذلك يمكن اعتبار هذا الكتاب محاولة لتأسيس "سرديات للقصة".