انطلاق المؤتمر الأول لتنمية الطفولة المبكرة في الدولة في عجمان

انطلاق المؤتمر الأول لتنمية الطفولة المبكرة في الدولة في عجمان

عجمان (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 24 سبتمبر 2018ء) افتتحت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام بحضور معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع اليوم " المؤتمر الأول لتنمية الطفولة المبكرة في دولة الإمارات " والذي يستمر يومين في معهد تدريب المعلمين في عجمان بمشاركة 1100 من صناع القرار والقياديين التربويين والخبراء والمعلمين.

ويشكل المؤتمر - الذي تنظمه وزراة التربية والتعليم بالتعاون بين المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والمكتب العالمي للتعليم التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " - إنجازا مرحليا للوزارة ويقدم منصة استثنائية لصناع القرار والقياديين في مجال التعليم والمعلمين في دولة الإمارات للاطلاع على آخر الأبحاث العالمية في مجال رعاية وتعليم الطفولة المبكرة.

وقالت معالي جميلة بنت سالم المهيري - في تصريح لها بهذه المناسبة - إن الفعالية استقطبت إلى الإمارات بعضا من ألمع العقول حول العالم في مجال تنمية الطفولة المبكرة وهي تشكل فرصة فريدة لمعلمينا لتعلم كل ما هو جديد في هذا المجال.. مؤكدة ضرورة بدء تنمية قدرات التعلم في عمر مبكر لتحقيق أحد أهداف خطة 2071 والتي خصت التعليم المبكر بهدف مهم لتحقيق مهارات القرن الثاني والعشرين.

وأكدت حرص الإمارات على دعم معلميها بالمعرفة نظرا لأهمية تنمية الطفولة المبكرة وتأثيرها على المجتمع ككل.

وتضمنت المواضيع التي تم التطرق إليها في اليوم الأول للمؤتمر الوفاء بوعد تعليم الطفولة المبكرة وآثار التطورات في علم الدماغ والأعصاب على تصميم المناهج وتوعية أولياء الأمور.

وقالت الدكتورة ماروبي رئيسة مكتب التعليم العالمي التابع لمنظمة اليونسكو إن رعاية وتعليم الطفولة المبكرة هو استثمار حتمي وحكيم لأي دولة ترغب في بناء قاعدة راسخة من الموارد البشرية والتي يؤدي تبني تحقيقها على المدى الطويل إلى مراكمة رأس المال البشري المطلوب للدفع بعجلة التنمية الشاملة والدامجة والعادلة والمستدامة.

تضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين في اليوم الأول من المؤتمر الدكتورستيفن بارنيت أستاذ ومدير المعهد الوطني لأبحاث التعليم المبكر في أمريكا والبروفيسور غريغوار بورست أستاذ علم النفس التنموي وعلم الأعصاب المعرفي في جامعة باريس ديكارت والدكتورة آن ليز دوكاندا طبيبة وناشطة في مجال تنمية الطفولة المبكرة من فرنسا و السير كريستوفر بول من بريطانيا.

وأوضح الدكتور ستيفن بارنيت كيف أن كل تلك العقود من الأبحاث في مجال التعليم والتنمية البشرية وعلم الأعصاب المعرفي والاقتصاد توصلت إلى أن التجارب المبكرة تترك آثارا عميقة ومتشعبة على مسيرة التنمية الممتدة طوال الحياة.. مشيرا إلى التعليم عالي الجودة في مراحل الطفولة المبكرة من شأنه أن يحسن بشكل كبير من حياة الأطفال الصغار وأن يترك آثارا دائمة تفيد الأفراد والعائلات والمجتمع عموما.

من جهته ركز البروفيسور جريجوار بورست - خلال كلمته بعنوان "إعادة تعريف التنمية لدى الأطفال – مساعدة الأطفال في بلوغ كامل قدراتهم" - على أهمية عدم اعتبار التنمية الإدراكية بأنها عملية خطية وتراكمية بل ديناميكية وغير خطية واستعرض كيف أن هذا الأمر يعد أساسيا في التعلم المدرسي وعرض بحثا يقترح أن التدخل التربوي يمكن له أن يكون أكثر فعالية من التدخل التقليدي.

من ناحيتها عرضت الدكتورة موجيونج مون مديرة مكتب الأبحاث والتعاون الدولي في كوريا العوامل التي تؤثر على مراجعة منهاج نوري الذي تم إطلاقه في العام 2012 لتوحيد مستوى الجودة في مختلف خدمات الطفولة المبكرة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث إلى خمس سنوات في كوريا وتضمنت مناقشة هذه العوامل التغيرات الاجتماعية وتوقعات الأهل وعلم الأعصاب والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسات.

وتطرقت الدكتورة آن ليز دوكاندا إلى آثار البيئة الرقمية على صحة الأطفال الصغار وذكرت كيف أن عادات الأهل تشكل العلاقة بين الطفل والعالم الرقمي.. مشيرة إلى آثار الشاشات على نمو وسلوكيات الأطفال الصغار.

وسيعمل "مختبر الأفكار" - Ideas Lab - على تثقيف المعلمين حول كيفية إنشاء أركان للتعلم وسيتضمن 5 محطات يعرض خلالها خبراء في الطفولة المبكرة أفكارا لاستخدام الوسائل التعليمية بطرق أكثر فاعلية من قبل المعلمات.

كما دشنت معالي جميلة بنت سالم المهيري معرضا متنقلا نظمته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة " معا من أجل الطفولة المبكرة Ensemble pour la petite enfance" وهي مؤسسة مجتمعية غير ربحية في فرنسا.

ويهدف المعرض إلى رفع مستوى الوعي حول المحتوى التعليمي المتعلق بتنمية الطفولة وكيفية نمو دماغ الطفل وكيف يجب أن نتعامل مع هذه المعلومات كأبوين من خلال لوحات عرض ومقاطع فيديو توضيحية مسجلة في الدولة وذلك بحضور رئيسة المؤسسة نتالي فيكارين.

وطبقا لأبحاث تنمية الطفولة المبكرة فإن المواد التعليمية للأهل تساعد أطفالهم في المراحل المبكرة من نموهم وتتضمن هذه المواد التوعوية معرفة مراحل النمو وكيفية تنمية المهارات إضافة إلى تعلم كيفية التعرف على اهتمامات الطفل ومجالات ذكائه.

كما تضمن المؤتمر تنظيم ورش عمل تطبيقية تنوعت مواضيعها السبعة عشر لتوفر للمعلمات فرص تبادل الأفكار الجديدة والممارسات المناسبة لأعمار الأطفال مع خبراء دوليين.

حيث تعرفت خلال اليوم الأول من المؤتمر 400 معلمة على مجموعة من المواضيع الهامة بما في ذلك أساليب التعليم الفعال في السن المبكرة وكيفية إشراك الأطفال وبناء توجه للتعلم والاستراتيجيات المتعلقة بتعزيز السعادة في مرحلة ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى.

يختتم مؤتمر تنمية الطفولة المبكرة فعالياته يوم غد وسيعقبه اجتماع استشاري فني لمكتب التعليم الدولي يوم الأربعاء الموافق 26 سبتمبر.