أخبار الساعة: في ذكرى هجمات سبتمبر.. العالم أقل أمناً

أخبار الساعة: في ذكرى هجمات سبتمبر.. العالم أقل أمناً

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 12 سبتمبر 2018ء) أكدت نشرة أخبار الساعة ان الذكرى السابعة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 الشهيرة على الولايات المتحدة التي أحدثت هزة في السياسة الأمريكية كما في السياسة العالمية تحل وسط تطورات إقليمية ودولية متسارعة.

واشارت النشرة في افتتاحيتها بعنوان " في ذكرى 9/11.. عالم يبدو متوحداً ولكن أقل أمناً" إلى انه منذ الحرب التي شنتها الولايات المتحدة والعالم معها على الإرهاب في أعقاب هذه الأحداث وتم فيها توظيف موارد مالية وعسكرية ضخمة من أجل اجتثاث هذه الظاهرة والقضاء عليها قد تفاقمت المشكلة بل وتعقدت على نحو غير مسبوق فلم يتم القضاء حتى على التنظيم الذي قام بالهجمات.. وأكثر من ذلك وبرغم توحد العالم ولأول مرة في تاريخه ربما ضد هذا الخطر حيث انخرط الجميع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من أجل مواجهة هذه الآفة التي اعتُبرت المهدد الأول للسلم والأمن العالميين فلا يزال الخطر قائماً في كل مكان.

و اضافت النشرة -الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية".. صحيح أن هناك دولاً حققت نجاحات مشهودة في حربها على الارهاب خاصة على المستوى الوطني إلا أن العالم لم يحقق الكثير في هذا الجانب بل على العكس فما كادت الحرب على الإرهاب تحقق جزءاً من أهدافها والتي من بينها مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن حتى أفاق العالم على اندلاع أحداث ما سمي /الربيع العربي/ التي استبشر فيها الكثيرون خيراً خاصة لجهة تحجيم التطرف والإرهاب على أساس أن الثورات العربية كانت -على الأقل كما يرى الكثير من المراقبين- هزيمة للقاعدة والفكر العنيف ولكن لم يمض الكثير من الوقت حتى اكتشف العالم أن هذه الأحداث كانت لعنة على بعض الشعوب وبدل أن تغير حالهم إلى الأحسن أدخلتهم في دوامات من القتل والعنف غير المسبوق وكان من أفظع نتائجها ظهور تنظيمات وجماعات أكثر تطرفاً من القاعدة مثل تنظيم /داعش/ الذي نشر الخوف والرعب بشكل لا يمكن أن يقارن بتنظيم القاعدة الذي كان يُنظـَر إليه على أنه الأخطر في العالم.

و لفتت النشرة الى ان ظهور داعش وسيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا كان دليلاً على فشل ليس الدول التي ظهر فيها فقط ولكن السياسات العالمية أيضاً.. وكانت النتائج كارثية بحق.. دم يسفك في كل مكان ودول تدمر وشعوب تُحطم وتتفكك وفوق هذا وذاك لا أفق واضحاً لما ستنتهي إليه مرحلة من أكثر مراحل التاريخ المعاصر قتامة برغم كل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده.. والسؤال المهم هنا هو وبكل بساطة: لماذا بعد كل هذه السنوات وكل هذه الحروب التي استنزفت مقدرات هائلة لا يزال الإرهاب موجوداً؟ ولماذا ينتشر التطرف حتى في المجتمعات التي لم تسمع به من قبل أصلاً؟.

و اضافت النشرة .. كما تبدو هذه الأسئلة بسيطة فإن الإجابة عنها ربما لا تكون صعبة فلعله من نافلة القول أن أي ظاهرة أياً كان نوعها أو طبيعتها تبرز وتنتشر وتجد لها أنصاراً نتيجة لظروف وعوامل معينة وكذلك الأمر بالنسبة إلى ظاهرة الإرهاب فقد ساهمت عوامل متعددة في ظهورها كما ساهمت أخرى في انتشارها وتفاقمها.. و كُتب الكثير في هذا الشأن وأجريت مئات بل آلاف الدراسات كما عقدت عشرات بل مئات المؤتمرات المتخصصة التي تبحث فيها وبرغم الاختلاف الواضح على مستوى العالم حول تعريف الإرهاب فهناك كما هو واضح أيضاً شبه إجماع على المسببات فالفقر والتهميش الاجتماعي والظروف الاقتصادية الصعبة والقمع والاستبداد والظلم الواقع على بعض المجتمعات بالإضافة إلى الفكر وسوء الفهم للدين وتعاليمه السمحة كلها عوامل أدت إلى ظهور الإرهاب وما فاقم المشكلة وجعلها تنتشر بشكل خطير حتى أصبح كل مكان وفي أي دولة من العالم مستهدفاً هو عدم التعامل مع هذه العوامل والمسببات بشكل جدي بمعنى آخر غياب استراتيجيات محلية ودولية واضحة ومحددة المعالم والعناصر للتعامل مع هذه الظاهرة من كل الجوانب.

و اخختمت نشرة أخبار الساعة افتتاحيتها مؤكدة انه بدل أن تتم محاصرة الفكر المتطرف واجتثاث الإرهاب كما تسعى لذلك كل الدول وجدناه خلال السنوات التي تفصل بين 2001 و2018 قد شهد انتشاراً ليس للجماعات أو الخلايا الإرهابية فقط وإنما أيضاً للفكر المنحرف الذي لا يميز بين حق ولا باطل وليس فقط بين المسلمين وإنما أيضاً في المجتمعات التي طالما وُصفت بالديمقراطية وأنها واحة للتسامح فظهر اليمين المتطرف في الغرب وتنامى أنصاره بشكل غير مسبوق والنتيجة النهائية أن العالم كله أصبح شئنا أم أبينا اتفقنا أم اختلفنا أقل أمناً!.