افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 06 سبتمبر 2018ء) سلطت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على نهج دولة الإمارات الراسخ في الاستثمار في الإنسان وبذل كل الجهود لإسعاده كونه ثروتها الحقيقية لتحقيق التنمية والتطور فضلا عن دورها في البذل والعطاء ومد يد العون للآخرين وقت المحن والأزمات .. إضافة إلى محادثات السلام حول اليمن التي تنطلق اليوم في جنيف برعاية الأمم المتحدة وهي الخطوة التي رحبت بها دولة الإمارات ودعمت جهود المبعوث الأممي في اليمن من أجل الوصول إليها بجانب المشهد السوري ومعركة إدلب المرتقبة والمخاوف من وقوعها.

فتحت عنوان " وطن السعادة " .. قالت صحيفة " الاتحاد " إنه عندما تمد إمارات الخير أياديها البيضاء للآخرين ساعة المحن والأزمات فهي تسعى بصدق إلى منح السعادة لمن اختبرتهم الحياة بالصعاب وعندما ترفع إمارات الخير راية التلاقي مع الثقافات الأخرى فإنها تؤمن بأن سعادة الأمم وأمنها وتقدمها مرتبطة بقيم السلام والتسامح والخير.

وأضافت لم تكن الإمارات يوما بعيدة عن نشر هذه القيم ورسخ الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " هذا النهج عبر تاريخ ممتد من المساعدات الإنسانية والخيرية التي لا ترتبط بجغرافيا أو عرق أو لون أو طائفة أو ديانة.

وأشارت إلى أن الإمارات قد رسخت ومنذ تأسيس الاتحاد نهج الاستثمار في الإنسان وهو ما تؤكده مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - " إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده ".

وأوضحت أنه من خلال هذا التوجه مضت الإمارات صانعة مثالا يحتذى به حين أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" عن استحداث منصب وزير دولة للسعادة عام 2016 كما تم إطلاق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية وتصدرت الإمارات الدول العربية في تقرير السعادة العالمي 2018 الصادر عن منظمة الأمم المتحدة.

وقالت " الاتحاد " في ختام افتتاحيتها إنها الإمارات وطن يهدي العالم السعادة بالخير والتواصل والسلام وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة " للسعادة والإيجابية أوجه عدة.. وتتجلى قيمتهما وأهميتهما في رمزية البذل والعطاء والتسامح وترسيخ الخير".

من ناحية أخرى وتحت عنوان " فرصة أخيرة للسلام" .. قالت صحيفة " البيان " لم يكن ذهاب دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى اليمن سوى لتحقيق السلام وإعادة الشرعية والأمن والاستقرار في اليمن الشقيق.

وأضحت أنه لهذا ومنذ بداية مشاركتها في عمليات إنقاذ اليمن من المؤامرة الانقلابية التي دبرتها ميليشيا الحوثي الإيرانية لم تتردد الإمارات لحظة في المشاركة بأية خطوة نحو السلام وكانت ولا تزال تؤكد دائما أن " معاناة اليمن في أعقاب الانقلاب الحوثي لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة ".

وأضافت أن اليوم تنطلق في جنيف محادثات السلام حول اليمن برعاية الأمم المتحدة وهي الخطوة التي رحبت بها دولة الإمارات ودعمت جهود المبعوث الأممي في اليمن من أجل الوصول إليها وها هي الإمارات تأمل من جميع الأطراف اليمنية المشاركة بشكل بناء في المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أن الإمارات ضحت بالكثير وقدمت نخبة من خيرة أبنائها شهداء أبرارا من أجل الحق والعدل وأمن وسلامة الأمة كل ذلك إيمانا من قيادتها الحكيمة بأن هذا واجبها ودورها القومي والوطني وها هي تسعى للسلام وتدعم محادثات جنيف وتأمل ألا تستغلها ميليشيا الحوثي الإيرانية كعادتها للمزايدة وكسب الوقت للاستعداد للعودة للحرب مرة أخرى.

من جهة أخرى وتحت عنوان " آخر المحطات السورية.. أعنفها " .. قالت صحيفة " الوطن " إن محافظة إدلب السورية باتت موضع الاهتمام العالمي مع اقتراب معركة تبدو وشيكة خلال ساعات أو أيام كحد أقصى ما لم تحدث معجزة من العيار الثقيل بناء على تفاهمات دولية تجنب قرابة 3 ملايين إنسان كارثة غير مسبوقة خلال الأزمة السورية طوال 8 سنوات وربما حتى عبر تاريخها.

وأضافت أن اليوم حسمت روسيا قرارها بدعم قوات النظام السوري لاستعادة آخر معاقل المعارضة " شكيا " لأن السيطرة الحقيقية على الجزء الأكبر فيها لما يسمى "هيئة تحرير الشام " وهي "جبهة النصرة " الإرهابية سابقا في حين تسيطر فصائل متشددة على الباقي.

وأشارت إلى أن الغرب بقيادة واشنطن لم يحزم أمره لمنع اجتياح إدلب لكنه اقتصر على التهديد من مغبة استخدام السلاح الكيميائي فقط وفي موقف الطرفين- روسيا والغرب- يبدو أن موضوع المحافظة الحدودية مع تركيا في الطريق إلى الحسم وهي تمهيد لخسارة أنقرة إحدى أبرز أوراقها من جهة ثانية خاصة أنها اليوم تبدو في أزمة ثقيلة جراء العقوبات الأمريكية والوضع الاقتصادي المنهك وبالتالي عدم قدرة نظامها إلا السير مع المقلب الآخر وهو موسكو والتسليم بكل توجهاتها.

وقالت إن معركة إدلب المرتقبة ليست غريبة ومتوقعة منذ سنوات حيث عمل النظام على تهجير ونقل كل رافض لشروطه إلى المحافظة الشمالية الغربية بانتظار بسط سيطرته على أغلب المناطق السورية لتكون الواقعة الكبرى في إدلب وفي كل منطقة نقلت الحافلات المقاتلين المعارضين وعائلاتهم كانت الوجهة إدلب وذلك منذ سنوات لكن اليوم السؤال أين سيذهب هؤلاء وخاصة المدنيين؟ علما أن تركيا قد حولت الآلاف من فصائل المعارضة إلى مليشيات تأتمر بأمرها وتشارك في معارك خدمة لمصالحها وعفرين المدينة الكردية الحدودية مع تركيا الدليل الأكبر على ذلك وما سببه الهجوم عليها من نتائج رأى فيها الأكراد طعنة في الظهر خاصة أنها أتت من قبل فصائل يفترض أنها تشاركها الأهداف والتوجهات.

وتابعت من جهة ثانية يتوقع المراقبون أن تكون وجهة هؤلاء في حال شنت قوات النظام وحلفاؤها هجوما على إدلب الشمال السوري باتجاه مناطق الأكراد المدعومة أمريكيا وهو بالتأكيد ما لا تريده واشنطن تحت أي ظرف كان.

وذكرت " الوطن " في ختام افتتاحيتها أن وجود مئات آلاف المدنيين دفع الجهات الدولية الحقوقية والإنسانية إلى التحذير من مآس وتزايد الدعوات لتجنيب المدينة شلال دم غير مسبوق بما فيهم ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي إلى سوريا الذي صعد من لهجة التحذير ودعا إلى تفاهمات دولية تجنب المحافظة حربا شعواء ستكون آثارها السلبية مرعبة ومؤلمة خاصة أن تركيا بالتأكيد بعد أن استنفذت استخدام الفصائل المعارضة وباتت اليوم تواجه أمرا واقعا مفروضا عليها.. لن تسمح بدخول عشرات آلاف المسلحين إلى أراضيها فضلا عن تصنيفها جبهة النصرة كتنظيم إرهابي بعد تحالف طويل معها.. وهذا يعني أن الخروج من إدلب مستحيل في أي اتجاه وبالتالي قد تكون المعركة لآخر نقطة دم.