جامع الشيخ زايد الكبير يختتم برنامج الدليل الثقافي الصغير تحت شعار "ألهمني زايد"

جامع الشيخ زايد الكبير يختتم برنامج الدليل الثقافي الصغير تحت شعار "ألهمني زايد"

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 سبتمبر 2018ء) اختتم مركز جامع الشيخ زايد الكبير أنشطة النسخة الخامسة من البرنامج الصيفي التدريبي "الدليل الثقافي الصغير لعام 2018" والذي أقيم تحت شعار "ألهمني زايد".

وكرم المركز منتسبي البرنامج الذين بلغ عددهم 60 من النشء، ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاماً، وزع عليهم الهدايا وشهادات مشاركة خلال حفل تكريم ختامي أقيم في مقر الجامع.

ويهدف البرنامج التدريبي الذي تضمن ثماني ورش عمل ثقافية، أربع منها في جامع الشيخ زايد الكبير، بالإضافة إلى أربع ورش عمل ثقافية في صرح زايد المؤسس، لاستثمار الإجازة الصيفية في أنشطة تُقدَّم للمشاركين ضمن مفاهيم إنسانية ووطنية تثير شغفهم ورغبتهم في المعرفة، من خلال عملية متكاملة تتضمن التعلم والاستكشاف والتخطيط والابتكار، عرفت النشء بالصرح الكبير كأهم المعالم الثقافية والسياحية في العالم، كونه يلعب دورا بارزا في ترسيخ ثقافة التسامح ونشر الصورة السمحة للدين الإسلامي الحنيف، إضافة إلى إطلاعهم على هويته المعمارية الإسلامية الفريدة، التي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه-، في المجتمع الإماراتي والتي تشكل امتداداً للهوية الوطنية.

وتضمن البرنامج ورش عمل أقيمت في صرح زايد المؤسس؛ لتسليط الضوء على حياة الشيخ زايد وإرثه العريق وقيمه النبيلة التي أنارت سبل النمو والتقدّم في الدولة، حيث أتيحت الفرصة للنشء للاطلاع على السيرة العطرة لشخصية الشيخ زايد ومسيرته الزاهرة في بناء الوطن، وعلى أقسام الصرح ومكوناته وجوانب التميز فيه.

وقال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن هذا البرنامج يسعى لتعريف النشء بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ورؤيته وقيمه النبيلة التي يحتفي بها جامع الشيخ زايد الكبير، إلى جانب تعزيزه الانتماء والهوية الوطنية.

وأضاف سعادته، أن محاور ورش العمل تمثل جزءاً من رسالة الجامع، سواء من الجانب القيمي والإنساني المستمد من الدين الإسلامي الحنيف باعتداله ووسطيته، أو من الجانب الجمالي الذي يبرز في المعمار الإسلامي الفريد وجوانب الإبداع في أدق تفاصيله.

وأكد مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عزم إدارة المركز على الاستمرار على ترسيخ مكانته بوصفه واحدا من أهم المنارات الثقافية على المستويين المحلي والعالمي، وتعميق دوره في إثراء الحركة الثقافية والحضارية من خلال منظومة من الفعاليات والأنشطة التي تعزز ريادته في إعلاء قيم التسامح والتعايش، انسجاماً مع رؤيته وخطته الاستراتيجية وفق توجيهات القيادة الرشيدة.

وأشار السيد سعيد الشحي، مدير إدارة خدمات المصلين والزوار في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إلى أن أهم ما كشفت عنه ورش العمل هي القدرات المتميزة لدى الطلاب المواطنين، الذين أظهروا قدرتهم على التفاعل مع المفاهيم الإنسانية والجمالية التي تضمنتها هذه الورش، وفهم الأبعاد المختلفة لفكرة التسامح وترسيخ مظاهرها في وعيهم وسلوكهم، وهي القيمة التي تناولتها الورشتان الأوليان، إذ ناقشت بعض الورش فكرة التسامح من جانبها النظري، فيما اهتمت بعضها بتعريف النشء عن قرب بسيرة الوالد المؤسس وإنجازاته ودوره الرئيس في إنشاء دولة تحقق الريادة في جميع المجالات من خلال ترسيخ القيم، والعمل على إبراز مظاهر التسامح في سيرته العطرة -طيب الله ثراه-، وحرصه على أن يتسم أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة جميعاً بهذه الصفة الحميدة التي أصبحت جزءاً من شخصية الدولة، وساهمت في تعميق الاحترام والتقدير العالمي لقيادتها الرشيدة وشعبها الذي يحترم كل الأديان والمعتقدات، ويرحب بالتنوع الثقافي والحضاري.

وأوضح الشحي أن ورش العمل الثقافية ركزت على تنمية الوعي الجمالي لدى الطلاب، والقدرة على تذوق الفنون الإسلامية التي يُعدُّ جامع الشيخ زايد الكبير من بين أبرز نماذجها في عصرنا، فقد تناولت الورش القباب والخط العربي، فيما خُصصت إحدى الورش لفن الفسيفساء أو الموزاييك، مشيرا إلى أنه من المعروف أن جامع الشيخ زايد الكبير يشتهر بقبابه البيضاء التي يبلغ عددها 82 قبة، كما أن لوحات الخط العربي وأعمال الفسيفساء فيه تُعدُّ تًحفاً فنية أنتجتها أيادي أمهر الصناع الذين استلهموا مدارس مختلفة في الفن الإسلامي، تعكس ثراءه وتنوعه وامتداده الجغرافي والزمني وروافده المتعددة.

وتعتمد ورش العمل في البرنامج على جولات ميدانية في جامع الشيخ زايد الكبير وفي صرح زايد المؤسس، وعلى التطبيقات المبتكرة الملائمة لموضوع ورشة العمل، مثل تشكيل قباب من الصلصال وتزيينها بالنقوش، ورسم لوحات باستخدام ألوان الأكراليك عن طريق طباعة نقوش بالإسفنج على لوحات الكانفاس، أو كتابة كلمة "التسامح" باستخدام خطوط زخرفية، وكتابة نصوص عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، واختيار صور تعرض إنجازاته، وانتقاء بعض مقولاته وكلماته المعبِّرة ..وتضمن هذه الأساليب المبتكرة تعميق المعاني والقيم الدينية والوطنية في نفوس الطلاب، وتنمية قدراتهم على الملاحظة والفهم والتعبير، وإثراء معارفهم ومهاراتهم، وتشجيعهم على التعرف على مواهبهم ورعايتها وتطويرها.

وقال السيد صالح الزبيدي، ولي أمر إحدى المشاركات إن برنامج الدليل الثقافي الصغير يعد من البرامج المفيدة خلال العطلة المدرسية الذي يسهم في إعداد منتسبي البرنامج وتهيئتهم ثقافيا ويرسخ المعلومة لهذه الفئة العمرية، موضحا أن المنتسبين يبدعون عندما يكون التعليم والتثقيف مبنيا على التفاعل والمشاركة، وأن البرنامج جسد أفكارهم وابتكاراتهم وعمل على تنمية ثقافتهم وتعريفهم بأنواع الخطوط العربية وخصائصها.

وأشاد السيد محمد عمران القاسمي، ولي أمر أحد المشاركين، مؤكدا أن البرنامج عزز مشاعر الانتماء والولاء لدى نفوس النشء وله أبعاد كبيره مهمة فهو يقرب أبنائنا من الحياة الثقافية والجوانب الاجتماعية والسلوكية ويعرفهم أكثر على الجهود التي يبذلها جامع الشيخ زايد الكبير في نشر قيم دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح والتعايش والوسطية ومبادئ حب الوطن والقيم النبيلة التي يتحلى بها كل من ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة المعطاء، مشددا على أهمية عدم ترك الأهالي أبناءهم يقضون ساعات طوال مع الأجهزة الإلكترونية خاصة الفترة الصيفية والبحث عن بدائل مفيدة لهذه الألعاب، كمشاركه الطفل في أنشطة اجتماعية ثقافية مثل برنامج الدليل الثقافي الصغير بالجامع، وهو ما يتيح للطالب ترسيخ ذكريات مفيدة.

من جانبهم عبر باقي أولياء أمور منتسبي البرنامج عن شكرهم الجزيل وامتنانهم لجميع منسوبي مركز جامع الشيخ زايد الكبير على جهودهم في تحقيق هذا النجاح المبهر للبرنامج وباقي البرامج الهادفة التي تعقد سنويا في مركز جامع الشيخ زايد الكبير.

يذكر أن جامع الشيخ زايد الكبير، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، يحظى برعاية ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتأسس المركز ليكون نواة للحركة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول الجامع، انطلاقا من القيمة الثقافية والوطنية التي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تلك القيم المتجذرة في الوجدان والوعي، والتي تشكل امتدادا للهوية الوطنية المستلهمة من تعاليم ديننا الحنيف.